اعتقال أب أمريكي بتهمة قتل طفله غرقا في فيضانات كاليفورنيا
شهدت ولاية كاليفورنيا الأمريكية واقعة مأساوية أثارت غضب الرأي العام بعد أن أعلنت شرطة مدينة بارستو عن اعتقال أب يبلغ من العمر ستة وعشرين عاما بتهمة قتل ابنه الصغير الذي لم يتجاوز العامين، عقب غرق الطفل في فيضانات اجتاحت المنطقة الشهر الماضي.
الحادثة التي بدأت كتقرير عن فقدان طفل في ظروف مناخية قاسية تحولت خلال أسابيع إلى قضية جنائية معقدة انتهت باعتقال الأب بعد تحقيقات استمرت شهرا كاملا.
بدأت القصة عندما اجتاحت سيول جارفة مدينة بارستو الواقعة في مقاطعة سان بيرناردينو، إثر أمطار غزيرة أدت إلى ارتفاع منسوب المياه في الشوارع بشكل مفاجئ. أثناء تلك الظروف، كان الأب براندون باديلا أجيليرا يقود سيارته بصحبة طفله الصغير زافير، قبل أن تداهمهم مياه الفيضانات وتجرف المركبة بعيدا، ووفقا لما أعلنته الشرطة، انفصل الأب والطفل عن السيارة نتيجة قوة المياه، ولم يتمكن رجال الإنقاذ في البداية من تحديد موقعهما.
عقب تلقي البلاغ، تحركت وحدات من الشرطة والإطفاء إلى موقع الحادث وبدأت عملية بحث موسعة في المنطقة، حيث جرى تمشيط مجاري السيول والأراضي الطينية على مدار ساعات طويلة.
بعد فترة من البحث المضني، تمكنت فرق الإنقاذ من العثور على الأب فوق جزيرة صغيرة تشكلت بفعل الفيضانات، بينما اختفى أثر الطفل تماما،
استمرت عمليات البحث لعدة أيام إلى أن تم العثور على جثة الطفل زافير متوفيا بعد أن جرفته المياه لمسافة بعيدة عن موقع الحادث الأول.
التحقيقات تكشف تفاصيل جديدة
بعد انتهاء مرحلة البحث والإنقاذ، تسلم قسم التحريات في شرطة بارستو مسؤولية التحقيق الكامل في الواقعة، وبحسب البيان الرسمي الصادر عن الشرطة على صفحتها في موقع فيسبوك، فإن فريق المحققين قام خلال الأسابيع التالية بجمع الأدلة وفحص ملابسات الحادث بدقة، إلى جانب مراجعة تسجيلات المراقبة واستجواب عدد من الأشخاص المرتبطين بالقضية، وأوضحت الشرطة أن نتائج التحقيق قادتهم إلى وجود شبهات قوية تفيد بأن الوفاة لم تكن عرضية كما بدا في البداية.
وأكد البيان أن الأدلة التي تم جمعها أشارت إلى احتمال تورط الأب في التسبب في وفاة ابنه بشكل متعمد أو نتيجة إهمال جسيم، وهو ما دفع السلطات إلى إصدار مذكرة توقيف بحقه.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، تم القبض على براندون باديلا أجيليرا رسميا وإيداعه في مركز احتجاز هاي ديزرت التابع لإدارة مقاطعة سان بيرناردينو، حيث وجهت إليه تهمة القتل العمد.
وتزامن الإعلان عن القبض على الأب مع حالة من الحزن في المجتمع المحلي الذي تابع تفاصيل القضية منذ بدايتها، وأكدت الشرطة أن التحقيق ما زال مفتوحا وأن مزيدا من التفاصيل ستظهر بعد استكمال تحليل الأدلة الجنائية وتقارير الطب الشرعي التي ستحدد بدقة سبب الوفاة.
القضية تعيد إلى الأذهان العديد من الحوادث المماثلة التي شهدتها كاليفورنيا في السنوات الأخيرة بسبب تغيرات الطقس واشتداد الفيضانات الموسمية التي تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة، إلا أن تحول حادث غرق طفل إلى قضية قتل متعمدة يعد أمرا نادرا وصادما للرأي العام الأمريكي.
وأوضحت شرطة بارستو في ختام بيانها أن هدفها الأساسي هو تحقيق العدالة للطفل الصغير الذي فقد حياته في ظروف مأساوية، مؤكدة أن المتهم سيواجه القضاء خلال الأيام المقبلة، وأنها ستواصل متابعة القضية حتى النهاية.