رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

168 شخصا في خطر بسبب خلل مراقبة جوية بين مسقط ومومباي

خلل تنسيقي بين مسقط
خلل تنسيقي بين مسقط ومومباي كاد يتسبب بكارثة جوية

أصدر مكتب تحقيق حوادث الطيران في الهند تقريرا رسميا يكشف ملابسات حادث جوي خطير وقع في الرابع من مايو الماضي كاد أن ينتهي بكارثة فوق بحر العرب نتيجة خلل تنسيقي بين مراكز المراقبة الجوية في مسقط ومومباي، بعد أن تسبب إغلاق الأجواء الباكستانية في زيادة كثافة الحركة الجوية في تلك المنطقة.

ووفقا للتقرير الذي نشر يوم الخميس، فإن الحادث وقع عند الساعة الثانية والنصف فجرا في المجال الجوي التابع لمطار تشاتراباتي شيفاجي مهراج الدولي في مومباي، حين اقتربت طائرتان على نحو خطير من بعضهما أثناء التحليق، الأولى تابعة لشركة العربية للطيران الإماراتية الرحلة رقم ABY405 قادمة من الشارقة وعلى متنها 166 راكبا، والثانية طائرة شحن ألمانية تتبع شركة أيرولوجيك الرحلة BOX622 قادمة من فرانكفورت وعلى متنها طاقمان فقط.

وأشار التقرير إلى أن السبب الرئيسي وراء الحادث يعود إلى ضغط العمل الزائد على وحدات المراقبة الجوية في كل من مسقط ومومباي بسبب إغلاق المجال الجوي الباكستاني منذ الرابع والعشرين من أبريل وحتى الثالث والعشرين من مايو، مما أجبر جميع الرحلات المدنية والعسكرية الهندية على تغيير مساراتها، وأدى إلى تضاعف حجم الحركة في الأجواء المجاورة.

وأوضح المكتب أن نقطة الخطر كانت عند موقع يعرف باسم "بارار" الواقع على الحدود الفاصلة بين منطقتي معلومات الطيران لمومباي ومسقط، حيث لم تتجاوز المسافة الزمنية الفاصلة بين الطائرتين ثلاث دقائق فقط، بينما يفترض أن تكون عشرة دقائق على الأقل لضمان السلامة.

خلل تنسيقي بين مسقط ومومباي كاد يتسبب بكارثة جوية فوق بحر العرب

وأضاف التقرير أن الطائرتين كانتا تسيران في مسار متقارب بعد نقطة تقاطع تعرف باسم "فاكسم"، حيث خضعتا لرقابة مركز التحكم في مسقط حتى نقطة بارار، قبل أن يتم تحويلهما إلى مركز العمليات في مومباي عبر نظام الاتصال عالي التردد. 

وخلال تلك المرحلة، أصدر مركز مومباي تعليمات للطائرة الألمانية بتعديل اتجاهها جانبيا وتغيير مستوى الارتفاع لتأمين المسافة المطلوبة بينها وبين الطائرة الإماراتية والطائرات الأخرى في المحيط الجوي نفسه.

لكن التحقيق كشف أن المراقب الجوي في مسقط كان في الوقت ذاته يقوم بتدريب أحد المتدربين الجدد أثناء المناوبة، ما أدى إلى تشتت انتباهه وضعف إدراكه للموقف. 

في المقابل، كان المنسق في مركز مومباي غائبا في تلك اللحظة، مما أجبر المراقب التنفيذي على أداء وظيفتين في آن واحد ومتابعة الاتصالات الساخنة مع المراكز المجاورة، وهو ما تسبب في تأخره في ملاحظة خطر تقارب الطائرتين.

وأكد التقرير أن التغيير في ارتفاع طائرة العربية للطيران لم يسجل في قائمة الخطة الخاصة بها، مما جعل النظام الآلي لا يصدر أي إنذار بوجود تضارب محتمل في المسار. 

وبعد أن أدرك المراقب خطورة الوضع، أصدر أوامر عاجلة للطائرة الألمانية بالانحراف جانبيا ثم الهبوط إلى مستوى 310 بدلا من 350، لتجنب أي تصادم محتمل.

وبين التقرير أن الخطة الأصلية للطيران كانت عالقة في نظام إلكتروني بسبب خطأ فني، ما أعاق أيضا صدور أي تنبيه آلي داخل النظام. وأشاد المحققون بسرعة تصرف المراقب في مومباي الذي تعامل مع الموقف في اللحظات الأخيرة وتمكن من إعادة الفصل الآمن بين الطائرتين دون وقوع خسائر أو إصابات.

كما أوصى مكتب تحقيق الحوادث بضرورة تعزيز أعداد المراقبين الجويين في مراكز العمليات خلال ساعات الذروة، حتى يتمكن المراقب التنفيذي من التركيز الكامل على إدارة الحركة الجوية دون انشغال بمهام جانبية. 

وشدد التقرير كذلك على أهمية عدم تكليف المدربين الجويين بمهام مزدوجة أثناء المناوبة لتجنب تكرار مثل هذه المواقف التي قد تهدد سلامة الرحلات الدولية.

واختتم التقرير بالتأكيد على أن الحادث كان يمكن أن يتحول إلى كارثة حقيقية لو لم يتم التدخل في الوقت المناسب، مشيرا إلى أن ازدحام الأجواء الناجم عن الإغلاقات الإقليمية يزيد من احتمالات وقوع حوادث مماثلة إذا لم يتم تعزيز التنسيق بين مراكز المراقبة الجوية في الدول المجاورة وتحديث أنظمة الاتصال والمراقبة بشكل مستمر.