رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

أكتوبر يظل دائما شهرا يحمل بين أيامه دماء وأملا ووطنية مصرية خالدة، لكن أكتوبر 2025 كان مختلفا بكل المقاييس، فقد جمع بين ألم الصراع والحرب وآمال السلام، بين حماسة الرياضة وروح التحدي، وبين دروس التاريخ التي تتجدد كل عام لتذكرنا بأن حب الوطن مسؤولية تتطلب منا الإخلاص والعمل ووحدة الوطن.

كل ذلك وأنا أحاول أن أفهم وأكتب عن هذه اللحظات كما تراودني من تجربتي وحبي العميق لوطني، من هذه المدرسة تعلمت معنى الوفد وحب الوطن، ومعنى أن تكون مصر قلبا نابضا بالكرامة والمسؤولية.

هذا الشهر شهد اليوم، نشر الجريدة الرسمية قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 575 لسنة 2025، بتعيين مئة عضو في مجلس الشيوخ، ومن بينهم الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، وثلاثة من أعضاء الهيئة العليا للحزب هم الدكتور خالد قنديل، وعباس حزين، والمهندس ياسر قورة.

هذا القرار لم يكن مجرد إجراء بروتوكولي، بل كان تأكيدا على الدور الفاعل لأصحاب الخبرة والكفاءة في رسم سياسات وطنية ترتكز على الثقة بالقدرات المصرية والحرص على مصلحة الشعب.

وفي هذا الإطار، يأتي تعيين الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، عضوا في مجلس الشيوخ بقرار رئيس الجمهورية، كخطوة تؤكد حرص القيادة الوطنية على إشراك الكفاءات المتميزة في صناعة القرار السياسي، وتعكس تقديرا لرؤى وأفكار من لهم تاريخ طويل من العمل الوطني.

الدكتور يمامة، بخبرته العميقة وفهمه لمتطلبات الوطن، يجسد روح الوفد الحقيقية، ويشكل إضافة قيمة لمجلس الشيوخ، حيث يمثل صوتا رشيدا يقوده حب الوطن ورغبة صادقة في خدمة المجتمع، ويظهر أن القيادة الحالية تعرف كيف تختار من يضع مصلحة مصر فوق أي اعتبار آخر.

وفي الأسبوع الأول من أكتوبر، شهد العالم حدثا إنسانيا ودبلوماسيا كبيرا؛ الاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، برعاية مصرية وبمشاركة قطر وتركيا، وبتوافق ضمني من الولايات المتحدة.

هذه اللحظة لم تكن مجرد اتفاقية على الورق، بل كانت اختبارا لصدقية الدور المصري في المنطقة، ودليلا على أن الإرادة السياسية والالتزام بالقيم الإنسانية يمكن أن يحققا شيئا من الأمل في زمن يكثر فيه الألم.

أنا، من موقع المراقب والمواطن، أرى أن الوقوف خلف القيادة الوطنية ليس خيارا بل واجب، لأن مصر تتحمل مسؤولية الوسيط والضمانة الإنسانية، وهو دور يتطلب شجاعة وحكمة ومصداقية تاريخية.

وقف النار كان بداية وليس نهاية؛ فالمعركة الحقيقية تبدأ بعد ذلك، عندما يتحقق وصول الغذاء والدواء والوقود إلى المدنيين، وتفتح المعابر، وتبدأ جهود إعادة البناء في غزة بصرامة وعدالة، مع حماية حقوق المواطنين وتأكيد ثوابت الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس، وفق حدود 1967.

هذه التوازنات الدقيقة تعلمت قيمتها منذ صغري في مدرسة الوفد، حيث غرسوا فينا حب الوطن والحرص على الدم والتراب، وأهمية الدفاع عن الحقوق والكرامة دون تنازل.

وفي هذا الشهر نفسه، نتذكر أيضا رحلة كريستوفر كولومبوس في 12 أكتوبر 1492، حين وصل إلى جزر البهاما معتقدا أنه وصل الهند، ففتح أبواب العالم الجديد للتبادل الثقافي والتجاري، وأشعل شرارة الاستكشاف والتغيير.

بالنسبة لي، هذه الرحلة تمثل الدرس الكبير في الشجاعة والرغبة في المعرفة، وفي مواجهة المجهول بروح فضولية وإصرار على تجاوز الحدود.

تماما كما تتطلب جهود السلام والدبلوماسية الحالية روحا مماثلة من الصبر والعقل الراجح، فالإنسان الذي يسعى للتغيير يجب أن يفهم الماضي قبل أن يرسم المستقبل.

ولا يكتمل أكتوبر دون الحديث عن الرياضة، فقد شهدت مدينة الإسماعيلية انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية لهوكي الرجال والسيدات 2025، والتي جمعت فرقا من مختلف أنحاء القارة.

هنا يكمن درس آخر لوطني العزيز؛ الرياضة ليست مجرد منافسة، بل أداة لتعزيز الوحدة الوطنية والفخر بالانتماء، لتعليم التعاون والانضباط والاحترام، ولتسليط الضوء على قدرات مصر التنظيمية على الساحة الدولية.

رؤية الفرق تتنافس بروح شجاعة ومهارات عالية يعيد التأكيد أن بناء مجتمع قوي يبدأ من احترام الذات والعمل الجماعي، وأن الروح الوطنية تغرس منذ اللحظة الأولى في كل طفل يرفع العلم ويهتف للوطن.

إن الربط بين هذه الأحداث - دماء غزة، اكتشاف كولومبوس، وحماس الرياضيين في الإسماعيلية - يظهر أن أكتوبر ليس مجرد شهر يمر، بل لوحة كبيرة مليئة بالدروس: أن السلام يحتاج إلى إرادة، والمعرفة تحتاج إلى مغامرة، والرياضة تحتاج إلى روح جماعية، والوطن يحتاج إلى كل مواطن يدرك مسؤوليته.

تعلمت في مدرسة الوفد أن كل يوم من حياتنا هو فرصة لنثبت حبنا للتراب والدم والكرامة، وأن المواقف ليست مجرد كلمات، بل أفعال تكتب على الأرض وتخلد في التاريخ.

ومن هنا، أرى أن أكتوبر 2025 يعطينا رسالة قوية: مهما اختلفت الأحداث ومهما كان الألم حاضرا، يبقى الأمل ممكنا بالعمل والالتزام والوعي.

وقف النار في غزة ليس نهاية، بل بداية لمشروع إنساني حقيقي يعيد الأمل إلى سكان غزة، بينما روح الاكتشاف والتحدي التي جسدها كولومبوس تذكرنا بأهمية التفكير خارج المألوف، والرياضة تذكرنا بأن الوحدة والقيم الأخلاقية القوية تبنى بالتعاون والانضباط.

وكل هذه الدروس ترتبط بمفهوم واحد، حب الوطن لا يقاس بالكلام، بل بالمواقف والعمل، وهو ما تعلمته منذ أيام المدرسة ودرسته كل يوم في ممارستي للحياة.

أكتوبر 2025، إذن، ليس مجرد تاريخ على ورق، بل تجربة حياة متكاملة، تجربة تجعلنا ندرك أن التحديات جزء من الحب الحقيقي للوطن، وأن المسؤولية الوطنية تتطلب الحكمة والقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة، والتفاني في العمل الجماعي لبناء مصر قوية وعادلة ومزدهرة، تحافظ على قيمها وتاريخها ومكانتها بين الأمم.

وفي هذا السياق، أؤكد أن كل موقف، صغيرا كان أم كبيرا، له أثره في مستقبل الوطن، وأن التزامنا بالقيم الإنسانية والوطنية يظل دائما الطريق الصحيح لبناء مستقبل مشرق.

ومن هنا، فإن متابعة الأخبار والقرارات الوطنية مثل قرار تعيين أعضاء مجلس الشيوخ، أو الوقوف خلف جهود مصر الدبلوماسية في غزة، أو متابعة البطولات الرياضية، كلها أحداث تشكل جزءا من نفس الدرس: أن الوطن يستحق كل ما نملكه من جهد وإخلاص.

ولا يمكنني إلا أن أقدر وأثني على الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، الذي يمثل نموذجا للقيادة الوطنية الواعية والمسؤولة، فهو ليس مجرد سياسي، بل قائد يتسم بالوعي العميق بتاريخ الوطن ورؤية واضحة لمستقبله، وقدرته على توجيه الحزب وأعضائه نحو خدمة المجتمع جعلتني أرى فيه مثالا حيا على الالتزام بالقيم التي تعلمناها في مدرسة الوفد، حب الوطن، والتمسك بالكرامة، والقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة بروح مسؤولة وواعية.

إن التواجد في مجلس الشيوخ تحت قيادة أشخاص على هذا المستوى يعطي ثقة لكل مواطن بأن المستقبل الوطني في أيد أمينة.

أكتوبر 2025 إذن ليس مجرد رقم على التقويم، بل لوحة حية مليئة بالدروس والعبر، دماء غزة تذكرنا بالمسؤولية الإنسانية، مغامرة كولومبوس تذكرنا بأهمية الجرأة والمعرفة، المنافسات الرياضية تذكرنا بالعمل الجماعي والانتماء، وقرار تعيين أعضاء مجلس الشيوخ يذكرنا أن القيادة الفاعلة تصنع الفرق الحقيقي.

كل هذه الأحداث متشابكة تعلمنا درسا واحدا حب الوطن لا يكتمل إلا بالعمل، بالالتزام، وبالمواقف التي تثبت الولاء للتراب والدم والكرامة. وأنا شخصيا تعلمت هذا منذ صغري في مدرسة الوفد.

حيث علمونا أن الوطنية ليست كلمات تقال، بل أفعال تمارس يوميا، وأن الدفاع عن الحقوق والكرامة واجب لا يساوم عليه، وأن المسؤولية تجاه الوطن تبدأ من الفرد وتنتهي بالعمل الجماعي لأجل مصلحة الجميع.

وإخلاصنا للوطن يظهر في كل موقف نتخذه، وفي كل جهد نبذله، وفي كل موقف نتصدى فيه للتحديات بإرادة وعقل راجح.

فإنني أرى أن أكتوبر 2025 ترك فيّ أثرا عميقا، فأنا تعلمت من زعماء وعظماء الوفد، ومن مدرسة الوفد، أن حب الوطن ليس مجرد شعارات، بل مواقف تترجم على أرض الواقع، وأن المسؤولية الوطنية تحتاج إلى مزيج من الشجاعة، والحكمة، والعمل الدؤوب.

وأكدت لي الأحداث أن مصر، بشعبها وقيادتها وأبنائها الأوفياء، قادرة على مواجهة التحديات، وتحقيق الأمل، والحفاظ على مكانتها بين الأمم بروح وطنية صادقة وحب متجذر للتراب والدم والكرامة.