رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

البطريرك يتجه «جنوبًا»

البابا فى زيارة تاريخية لـ«أسيوط»

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

استقبال أسطورى من الأقباط والقيادات الرسمية.. والمحافظ: سعداء بوجوده.. ومصر قوية بتكاتف شعبها

«تواضروس»: الوطن يعنى الوفاء والطمأنينة والنعمة.. والكنيسة أقدم كيان شعبى فى العمل الخدمى

الأنبا يؤانس يحتفى بالجولة البابوية.. ويؤكد: نعيش أجواء التآخى بالمحافظة

افتتاح نادٍ رياضى ومستشفى لعلاج الإدمان وتدشين كنيسة «حبيب جرجس» أبرز الفعاليات

 

اتجه قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية جنوبًا، فى زيارة رعوية لمحافظة أسيوط، وفق برنامجها زار عددًا من إيبارشياتها السبع، ودشن عددًا من الكنائس، ووضع حجر الأساس لعدد من المشروعات الخدمية، والكنسية، والطبية، والاجتماعية، والتعليمية.

وأثناء الزيارة التى بدأها بزيارة إيبارشية «ديروط وصنبو»، وهى أولى محطات رحلته الرعوية، نظير كونها إحدى الإيبارشيات العريقة فى التاريخ المسيحى، وبها العديد من الآثار القبطية من بينها «دير الأمير تواضروس المشرقى الأثرى»، أقيم حفل استقبال أسطورى للبطريرك بدير السيدة العذراء بجبل أسيوط المعروف بدير «درنكة».

وخلال الاحتفال الذى حضره اللواء الدكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط، ولفيف من القيادات التنفيذية، والشعبية، والدينية بالمحافظة، وقدمه الأنبا يؤانس أسقف أسيوط، وسكرتير المجمع المقدس، أعرب البابا تواضروس الثانى عن سعادته بزيارة أسيوط، لافتًا إلى تقديره لمشاعر المحبة التى قوبل بها.

وقال: إن حروف كلمة «وطن» تحمل معانى هامة، مشيرًا إلى أن حرف «الواو» يحمل معنى الوفاء، فى حين أن «الطاء» يحمل معنى الطمأنينة، بينما «النون» يشير إلى النعمة، حسب تصوره.

وأضاف فى كلمته، خلال الحفل الذى تزامن مع اليوم الثالث لزيارته، أن أثر نهر النيل فى نفوس المصريين يخلق تقاربًا، ومودة، وحياة مشتركة، معرجًا على الاستقامة التى عبر عنها المصريون بـ«المسلة» فى مصر الفرعونية، و«المنارة» فى المسيحية، والمئذنة فى «العصر الإسلامى».

وأشاد البطريرك بجهود محافظ أسيوط فى النهوض بالمحافظة، مثمنًا انشغاله الدائم بذوى الدخول الضعيفة، وسعيه لتوفير المشروعات الصغيرة.

ودشن البابا تواضروس الثانى إبان زيارته الرعوية التى بدأها نهاية سبتمبر الماضى كنيسة المغارة، بدير السيدة العذراء بدرنكة بأسيوط بمشاركة ٢٨ من أساقفة المجمع المقدس.

ورتل الشمامسة ألحان استقبال البطريرك عقب إزاحته الستار عن اللوحة التذكارية التى تؤرخ لـ«افتتاح» الكنيسة، وبدأت صلوات التدشين، حيث المذبح الرئيس على اسم السيدة العذراء، والمذبح الجانبى على اسم العائلة المقدسة، ودُشِنت أيقونة (البانطوكراتور) بالمذبحين السابقين، وأيقونتين داخل الكنيسة.

ولفت البطريرك إلى أن المذبحين المدشنين صُنعا من الخشب، وهو وضع أصلى لصناعة المذبح، فى إشارة إلى خشبة الصليب.

على هامش الافتتاح، شكر الأنبا يوأنس أسقف أسيوط وسكرتير المجمع المقدس البابا على استجابته للدعوة، والمجىء لزيارة أسيوط، وأورد عددًا من الشهادات الخاصة بزيارة السيد المسيح والقديسة العذراء مريم، والقديس يوسف البار، لدرنكة لمؤرخين وشخصيات قدامى ومعاصرين تثبت أن العائلة المقدسة وصلت إلى درنكة، وأقامت فيها فترة.

وعرج الأنبا يؤانس على أن أكبر احتفال فى العالم للسيدة العذراء يقام فى دير درنكة، حيث يصل عدد زائرى الدير خلال فترة صوم السيدة العذراء إلى أكثر من خمسة ملايين شخص.

وأشار البطريرك فى عظته التى ألقاها فى أعقاب تدشين الكنيسة إلى القداسة هى طريق للسماء، وكل إنسان مدعو إليها، مؤكدًا أن لها أشكالا متنوعة، ونماذج مختلفة.

وأجاب عن تساؤل «كيف نكون قديسين؟» فى خمس نقاط، يأتى أولها فى «حضور الإرادة»، لافتًا إلى أن الجدية فى الإرادة شرط أساسى، كما أنها ليست للكسالى المتراخين.

وألمح إلى أن «الأسرار المقدسة» تقتضى أن يكون الإنسان جادًا فى توبته، وأثناء ممارسة سر الاعتراف، داعيًا إلى خدمة خالية من الذات، والأغراض الشخصية.

وجدد البابا تأكيده على ضرورة التواضع، وقراءة سير القديسين، باعتبارها توضح لنا صحة المسير.ة التاريخية الأثرية، التى تحمل تاريخًا عريضًا، وتوجد بها العديد من الآثار القبطية، من بينها دير الأمير تواضروس المشرقى الأثرى.

واستقبل البابا لدى وصوله الأنبا برسوم مطران الإيبارشية، ومجمع الكهنة، وخمسة عشر أسقفًا من أساقفة المجمع المقدس، وتفقد البطريرك بعد جلسة قصيرة مع الأساقفة معالم الدير، وكاتدرائية الأمير تواضروس المشرقى الجديدة بالدير حيث كان فى انتظاره آلاف الأقباط.

وأعرب البطريرك عن سعادته بزيارة «ديروط»، لافتًا إلى أن للفرح الحقيقى مصدرين، هما الصلاة باستمرار، لافتًا إلى أن لها عدة أشكال، من بينها صلاة بكلمة واحدة، وجملة واحدة، وقطعة واحدة، والألحان والتسابيح، وصلاة بالحركة.

ولفت إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة مصلية، لأن الصلاة باستمرار تضمن الفرح، والقداس الإلهى هو قمة الصلوات.

بجانب زيارته لعدد من الإيبارشيات افتتح البابا تواضروس الثانى نادى الإيمان بمزرعة «كيرلومينا» بالبدارى، بمشاركة اللواء دكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط.

ويضم النادى الجديد حمام سباحة أوليمبى داخل الصالة المغطاة، وأماكن عديدة من بينها قاعات لإقامة المؤتمرات، واللقاءات.

وأشاد الأنبا يؤانس بروح التعاون التى تسود العلاقة بين المحافظة، والكنيسة، فيما أعرب محافظ أسيوط عن سعادته بزيارة البابا، مؤكدً أن المجتمع الأسيوطى بأكمله تسوده روح التآخى والود والاحترام، وهى القيم التى ينادى دومًا بها الرئيس عبد الفتاح السيسى لتحقيق التنمية المستدامة.

ووصف البابا النادى بأنه شديد الجمال، ويمثل إضافة كبيرة لمحافظة أسيوط، معرجًا على أن المحبة الحقيقية تدعم الخدمة المتبادلة، لافتًا إلى أن نادى الإيمان ليس مجرد مشروع خدمى، وإنما هو أيضا رسالة قومية لتربية أبنائنا على القيم، والانتماء للوطن.

وعلى الصعيد الطبى وضع البابا حجر أساس مستشفى «الخليقة الجديدة» لعلاج حالات الإدمان، التابعة لإيبارشية أسيوط.

واستمع قداسته إلى شرح من القمص بهنام رمزى عن المستشفى، وأبدى سعادته بالرؤية والفكر اللذين ينفذ بهما مشروع المستشفى الجديد، معربًا عن تقديره لدور الأنبا يؤانس لكافة المشروعات الخدمية بالإيبارشية.

وضمن برنامج جولته الرعوية، أولى البابا اهتمامًا بزيارة دير السيدة العذراء ورئيس الملائكة ميخائيل للراهبات، وسط استقبال بالألحان، والشموع، والورود.

وأدى البابا صلاة الشكر، قبيل عظته التى تضمنت تأملات فى بعض العبارة يأتى فى مقدمتها «أعطنا وقتًا بهيًا»، بما يعنى اللمعان الداخلى، والخارجى، لافتًا إلى أن الوقت يصبح بهيًّا حينما نقدسه بالصلوات، والتسبحة، والقراءة فى الكتاب المقدس.

ولفت البابا إلى ضرورة وجودة «سيرة بلا عيب»، مشيرة إلى أن السيرة تشبه الرائحة، فإذا كانت سيرة طاهرة فإنها تنتشر كرائحة طيبة.

وأردف قائلًا: «الصلوات النقية المرفوعة فى أديرتنا هى التى تحمى كنيستنا وتحفظ بلادنا».

ودشن البابا تواضروس الثانى كاتدرائية القديس مار مرقس الرسول بقرية رزقة الدير التابعة لإيبارشية الدير المحرق، بمشاركة ٢٠ من أساقفة المجمع المقدس.

لدى وصوله دير المحرق، استقبله الأنبا بيجول أسقف ورئيس الدير، ومجمع رهبانه، بالألحان على بوابة الدير التاريخية المعروفة باسم «بوابة البطريرك»، والتى لا تفتح سوى لاستقبال البابا البطريرك.

صباح اليوم التالى بعد مبيت بالدير، تحرك الموكب البابوى باتجاه قرية رزقة الدير المحرق، وهى ثانى محطات زيارته الرعوية لأسيوط، وقدم طفلان باقة ورد للبطريرك، قبيل إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية التى تؤرخ لتدشين الكاتدرائية.

ودشن البابا المذابح الكنسية على النحو التالى، ثلاثة مذابح بالكنيسة الرئيسية أولها على اسم القديس مار مرقس الرسول، وثانيها (البحرى) على اسم الشهيد مار مينا، والمذبح القبلى على اسم القديسين الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا.

ودشنت ثلاثة مذابح أخرى فى الكنيسة الكائنة فى الطابق السفلى، المذبح الرئيس على اسم السيدة العذراء مريم والدة الإله، والمذبح البحرى على اسم الشهيد أبى سيفين والمذبح القبلى على اسم القديسة مهرائيل، بجانب أيقونات (البانطوكراتور) بالمذابح الستة، وكافة أيقونات الكنيستين.

وقال البابا: إننا نسعد فى هذا اليوم بتدشين هذه الكنيسة الجميلة، وتزداد فرحتنا بوجود السيد المحافظ اللواء الدكتور هشام أبو النصر، ومجيئه علامة على محبته، واهتمامه الذى يمتد إلى كل ربوع محافظة أسيوط، ودليل عملى على المشاعر الطيبة التى نعيشها معًا فى مصر.

وأضاف خلال عظته عقب انتهاء طقس التدشين، أن الكنيسة بوصفها ركنا من أركان الوطن لها مسؤوليتان: إعداد المواطن الصالح، وإعداد الإنسان لملكوت السموات.

واستطرد قائلًا: «إن بناء كنيسة أمر يسهم فى خدمة الوطن، ولا سيما أن الكنيسة هى أقدم كيان شعبى يشهد له التاريخ بالخدمة، والمحبة، والعطاء».

ولفت البابا إلى ثلاثة أمور تميز الكنيسة المدشنة، أولها أنها كنيسة متسعة بالمحبة للأسرة، والمجتمع، وذات سقف عال يذكر بضرورة رفع القلوب للسماء، كما أنها جميلة فى كل تفاصيلها.

فيما أكد محافظ أسيوط على أن مصر ستظل قوية بتكاتف شعبها، والالتفاف حول قيادتها الحكيمة.

وأهدى المحافظ للبابا هدية تذكارية عبارة عن أيقونة للعائلة المقدسة بريشة أحد أبناء أسيوط يدعى مصطفى.

وتعد قرية رزقة الدير المحرق إيبارشية يرعاها الأنبا بيجول، وتخدم حوالى ١٦ ألف نسمة من الأقباط الأرثوذكس، وتضم كنيستين إلى جانب كاتدرائية القديس مار مرقس، المؤسسة عام ٢٠٠٥، وبدأت الصلاة بها عام ٢٠٠٧.

وتبلغ مساحتها الإجمالية ٤٢٠٠ متر مربع، وتحوى بالإضافة إلى الكنيسة الرئيسية ثلاث كنائس أخرى، ومبنى إداريًا، وخدميًا، تبلغ مساحته ٧٠٠ متر مربع.

وتفقد البابا تواضروس الثانى معالم دير السيدة العذراء بجبل قسقام (الدير المحرق)، فى إطار جولته الرعوية بالمحافظة، من بينها معهد ديديموس لإعداد المرتلين، ورتل الدارسون عددًا من الألحان، كما زار الكلية الإكليريكية، وعقد لقاءً مع طلابها وطلاب معهد ديديموس، بحضور أعضاء هيئة التدريس، وعدد من الأساقفة.

ورحّب الراهب القمص أرسانى المحرقى المشرف على طلبة الإكليريكية بالبابا، وقال: إن ثلاثية هامة تؤدى من خلالها أعمال الكنيسة، وهي: التعليم والتكريس والرعاية. والتى تعد بمثابة مثلث الخدمة الكنسية، وألمح إلى أنه كلما كانت أضلاع هذا المثلث قوية، كلما كانت الخدمة ناجحة.

فيما أشار البابا إلى أن التقوى يمكن أن نضعها داخل المثلث، لأن كل ما نعمله لا قيمة له دون التقوى، مؤكدًا أنها تعاش، ولا تدرس.

وافتتح المركز الثقافى بالدير بعد تجديده، وعقد لقاءً مع مجمع رهبان الدير، مشيرًا خلال لقائه إلى بعض خصائص الرهبنة، والتى من بينها أنها فرح بالحضور الأخوى.

وزار البابا مزار القديس ميخائيل البحيرى المحرقى، وكنيسة السيدة العذراء، والتقط صورًا تذكارية لقداسته مع مجمع رهبان الدير.

ويشار إلى أن البابا ألقى عظته الأسبوعية، الأربعاء الماضى، من إيبارشية القوصية ومير، ضمن جولته الرعوية، وسط حضور آلاف الأقباط.

ودوت الزغاريد فى قاعة الكنيسة، كما ضجت بالتصفيق، فور دخول البطريرك، بمشاركة 20 من أساقفة المجمع المقدس.

ورحب الأنبا توماس مطران القوصية ومير بالبابا، لافتًا إلى أنه يتميز بثلاث صفات أساسية هى على الترتيب التدقيق، الإبداع، والضمير الصالح.

وأشاد مطران القوصية بسعيه الدائم لنمو الكنيسة، ورفعة شأنها، معرجًا على استضافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لمؤتمر مجلس الكنائس العالمى، وهو تقدير كبير للكنيسة.

من جانبه أعرب البطريرك عن سعادته بزيارة القوصية، لافتًا إلى أن إيبارشية القوصية ومير كانت أول إيبارشية زارها عقب تنصيبه، وتحديدًا فى فبراير ٢٠١٢.

وقال: إن المحبة هى الفضيلة الوحيدة التى تمتد إلى السماء، ويربط بالله، لافتًا إلى أنها صلة لاتنكسر، ولا تختفى.

وأضاف خلال عظته الأسبوعية بـ«ايبارشية القوصية» أن الأعمال بدون محبة لا قيمة لها، وهى قادرة أن تنتصر على كل شىء.

واستطرد قائلًا: «المحبة لا تسقط مع الزمن، ولا تسقط أبدًا».

وتضمنت جولة البابا الرعوية بمحافظة أسيوط زيارات «إيبارشيات ديروط وصنبو، ورزقة دير المحرق، والقوصية ومير، وأبنوب والفتح، وأسيوط الجديدة، ودير المحرق».

والتقى البابا تواضروس الثانى رهبان دير القديس الأنبا هرمينا بجبل قاو بالبدارى، التابع لإيبارشية أسيوط، بمزرعة كيرلومينا التابعة للدير.

يأتى لقاء البابا مع رهبان دير القديس الأنبا هرمينا، كأول أنشطة قداسته الرعوية فى إيبارشية أسيوط، وهى خامس الإيبارشيات التى يزورها ضمن جولته الحالية بمحافظة أسيوط.