رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

مسار القهوة

شهدت مواقع التواصل الاجتماعى خلال السنوات الأخيرة نموًا وانتشارًا كبيرًا، وقد اقترن هذا النمو والانتشار بظهور تطبيقات وأدوات متنوعة وحديثة على هذه المواقع لمساعدة مستخدميها وتسهيل استخداماتهم لها، ومن هذه الأدوات «الهاشتاج»، ويرتبط الهاشتاج–والذى يرمز له برمز الشباك «#»–تاريخيًا بموقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، لكن استخدامه قد تزايد خلال السنوات الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعى الأخرى مثل «الفيسبوك»، و«الانستجرام». ويعد «الهاشتاج» من أهم الأدوات التى تسهل إمكانية الوصول السريع إلى المشاركات والمنشورات والإعلانات الخاصة بموضوع معين على مواقع التواصل الاجتماعى، ويكون ذلك من خلال إرفاق كلمة أو عبارة معينة باستخدام الرمز «#»، حيث يمكن للمستخدم الوصول إلى جميع المنشورات حول المضمون الذى يتم البحث عنه باستخدام هذه الكلمة أو العبارة المصحوبة بالرمز «#».

وكما اقترن انتشار مواقع التواصل الاجتماعى بظهور تطبيقات وأدوات متنوعة وحديثة، فقد امتد ليشمل الدمج بين استخدام مواقع التواصل الاجتماعى والمضامين الإعلامية الأخرى، فنجد «هاشتاجا» للتضامن مع إحدى القضايا الاجتماعية، وقد تظهر بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى لمتابعة أحداث مسلسل تليفزيونى وتقديم النقد له. وقد ارتبط هذا الانتشار وذلك الدمج بزيادة أعداد المستخدمين من جانب، واتساع نطاق الوقت الذى يقضيه كل فرد فى استخدام هذه المواقع وتطبيقاتها من جانب آخر، فضلاً عن تنوع مجالات هذا الاستخدام. وفى ظل ذلك، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى وسيلة لتعبير المستخدمين عن رؤيتهم لما يتعرضون له عبر وسائل الإعلام من مضامين متنوعة.

ولا يقتصر استخدام مواقع التواصل الاجتماعى على مجرد التعبير عن مواقف الحياة اليومية أو مضامين وسائل الإعلام التقليدية، كما لا تقتصر تأثيرات هذا الاستخدام بالمجتمعات الإنسانية على البناء الاجتماعى لهذه المجتمعات فقط، وإنما تمتد لتشمل التركيبة النفسية لأفراد هذه المجتمعات؛ إذ اقترن استخدام تلك المواقع بظهور عديد من التأثيرات النفسية الإيجابية والسلبية داخل المجتمعات الإنسانية، وتنوعت هذه التأثيرات من حيث درجة عمق كل منها، وتجاوزت حدود الحالة المزاجية لمستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى لتشمل إدراكهم لرمزية المضامين المقدمة عبر وسائل الإعلام التقليدية كما تعكسها هذه المواقع، أو توحدهم مع المواقف والأحداث والشخصيات المقدمة عبر تلك الوسائل.

ويقصد بالتوحد، هنا، درجة التشابه التى يشعر بها الفرد بين المواقف والأحداث والشخصيات المقدمة عبر وسائل الإعلام وبين المواقف والأحداث والشخصيات التى تحيط به فى الواقع المعيش، كما يشير إلى درجة شعوره بأن شخصيات وسائل الإعلام يمكنها أن تمثل أنموذجًا يعيش بين الناس فى حياتهم اليومية، وقد يأخذ هذا التوحد أشكالًا متنوعة؛ فقد نجد «هاشتاجا» يطالب ببراءة إحدى شخصيات الأعمال الدرامية «كما حدث مع شخصية سليم الأنصارى فى مسلسل كلبش 1»، بل قد يمتد الأمر إلى إنشاء «هاشتاج» فى ذكرى وفاة شخصية درامية كل عام «كما حدث مع شخصية رفاعى الدسوقى من مسلسل الأسطورة»

وفى النهاية، يظل الهاشتاج «#» وسيلة لربط محتوى وسائل التواصل الاجتماعى حول موضوع أو حدث ما، كما يعد طريقةً جيدةً للتواصل مع الأشخاص الذين يحملون فكرًا مماثلًا.

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآدابجامعة المنصورة

[email protected]