فى الحومة
ما يحدث فى المحيط العربى من أحداث يدعو للدهشة واليأس والغرابة، فما يحدث فى قطاع غزة من حرب تكمل العام الثالث فى حرب إبادة وتطهير عرقى وقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين من الأطفال والنساء وتدمير المستشفيات والمدارس وملاحقة المسعفين وتدمير البنية التحتية والمستشفيات والمدارس وتجويع وحصار أهل غزة والتهجير القسرى ولا حياة لمن تنادى فلا العرب مدركين لخطورة الموقف والمجتمع الدولى عاجز عن مناصرة الشعب الفلسطينى لسيطرة امريكا على «حلف النيتو» واستخدامها الفيتو فى مجلس الامن لعرقلة كل قرار لوقف الحرب وتطرح فى هذه الأيام خريطة طريق لوقف الحرب فى صورة قرار اذعان إذا لم توافق حماس عليه دون الاعتراض على شروطه التعسفية ستقوم امريكا بمساعدة دولة الاحتلال فى استكمال مشروعها للتطهير العرقى والتهجير ولو ذهبنا إلى الجنوب العربى حيث السودان فى مشهد مؤلم اقتتال داخلى لفرض السيطرة والسلطة بين أبناء الوطن الواحد وتشهد مدينة الفاشر فى شمال دارفور مجازر حيث تفرض قوات الدعم السريع حصارا على المدينة التى تؤوى آلاف النازحين وهناك كارثة إنسانية وبيئية مدمرة بسبب الحصار ونقص الغذاء والدواء وتشتد المعارك ضراوة بين الجيش والدعم السريع على كافة محاور الولاية للأهمية الاستراتيجية لها وانتشرت الأمراض والوفيات بين الأطفال وكبار السن بسبب الجوع والمرض، وعلى صعيد آخر تعرض السودان إلى فيضانات نتيجة فتح أربع بوابات علوية من سد النهضة، ما تسبب فى تدفق ٧٥٠ مليار متر مكعب يوميا، ما تسبب فى خسائر بشرية كبيرة فى الوفيات وتدمير واسع للمنازل والبنية التحتية وتشريد آلاف المواطنين واللجوء إلى اماكن اخرى للبحث عن مأوى وتدمير مساحات هائلة من الأراضى الزراعية وفقدان المحاصيل والثروة الحيوانية ولا شك في أن الفيضانات تتسبب فى انتشار الاوبئة وأمراض بيئية خطيرة وسيتفاقم الوضع الاقتصادى إلى مرحلة سيئة ستتراجع قيمة العملة ويزداد التضخم وهذه الفيضانات بسبب تصرف إثيوبيا المنفرد فى ملء وتفريغ السد وادارته المائية التى اشترطت مصر ضرورة الاتفاق المشترك على آلية ذلك وحمى الله المحروسة من هذا الفيضان بسبب بسبب بحيرة ناصر التى تستوعب ١٦٢ مليار متر مكعب بالإضافة إلى بحيرات مفيض توشكى وسيظل نهر النيل شريان للحياة ورمز الخير والنماء لمصرنا المحروسة والمحزن ان الاخوة المتناحرين فى السودان لم ينتبهوا للمخاطر التى تحيق بهم وأن حربهم عبثية وأن فى ظل تلك الأوضاع قد يذهب الوطن سدى واستمرار تلك المعارك دون وساطة عربية حكيمة لرأب الصدع وعمل مصالحة سودانية شاملة بين كافة الأطراف لكن للأسف العرب حتى فى المشهد السودانى منقسمون وكل بما لديه فرحون فريق مع الجيش وفريق مع الدعم السريع والمشهد الليبى مضطرب ومنقسم بين حكومتين واحدة فى الشرق والأخرى فى الغرب ويتم يوما بعد يوم زيادة الفرقة وتجذير الخلاف وتثبيت الاركان وتكوين الجيوش وتأجيل الانتخابات واصبح العرب هم الاخوة كرامازوف ولا ندرى إلى متى يظل العرب فى حالة الانقسام والتشرذم والفرقة فى عالم يسعى لتكوين كيانات واتحادات قوية ونحن نقطع أوصال بلادنا ونسعى إلى تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وليس هناك استراتيجية عربية للم الشمل العربى ونبذ الخلافات وإصلاح الجامعة العربية وتعديل ميثاقها بما يمكنها من مواجهة الصعاب والتحديات الكبرى التى قد تؤدى إلى زوال دول وممالك فمقتل الثور الابيض ماثل للعيان ولكن للأسف العرب على وضع الطيران كخاصية الهواتف المحمولة فهم كأجساد خاوية منفصلة عن العالم فى حالة انغلاق وبعد دائم عن المحيط الخارجى فالعالم الا ينتظر منهم فعلا أو رد فعل فهم على وضع الطيران.