رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

لعنة السد الإثيوبى تجتاح السودان

بوابة الوفد الإلكترونية

فيضانات عارمة.. وارتفاع قياسى لمنسوب المياه بالسدود

 

اجتاحت أمس الفيضانات العارمة معظم الولايات السودانية وجرفت كل ما فى طريقها ويواجه السودان وضعاً بالغ الخطورة فى ظل تصاعد المخاوف من تداعيات سد النهضة الإثيوبى والسياسات الأحادية التى تنتهجها إثيوبيا.

وتحول السد لتهديد مباشر للسودانيين، خاصة بعد رصد ارتفاع قياسى غير مسبوق فى منسوب مياه نهر النيل بسبب التفريغ المفاجئ للكميات الزائدة من سد النهضة الإثيوبى، دون تنسيق مع دولتى المصب السودان ومصر.

جاء هذا الارتفاع عقب قيام إثيوبيا بإتمام الملء السادس للسد دون تنسيق مع مصر أو السودان، لتشغيل توربينات الكهرباء التى ستولد طاقة لإثيوبيا.

أكدت عدة تقارير توقف التوربينات حتى الآن فى ظل وجود مشاكل تمنع السد من توليد الكهرباء، ما دفع إثيوبيا إلى صرف المياه، التى تفوق قدرة السد على تحملها دفعة واحدة، بدلاً من صرفها تدريجياً منذ شهر يوليو الماضى، لتجنب حدوث فيضانات غارقة.

خلال الاحتفال بافتتاح السد الإثيوبى، قرر رئيس وزراء إثيوبيا، آبى أحمد، فتح بوابات السد الأربع مرة واحدة بغرض الاستعراض أمام كاميرات الإعلام، ما تسبب فى تدفقات يومية لمياه النيل تجاه السودان، وصلت إلى 730 مليون متر مكعب خلال 4 أيام متواصلة، وهى كمية تفوق قدرة السدود السودانية على تحملها.

كما تسبب تصرف «آبى أحمد» إلى ارتفاع منسوب النيل نفسه إلى 16.9 متر وهذا يعد ثانى أكبر منسوب فى تاريخ النهر، بعد ارتفاعه إلى 17.6 متر عام 2020 الذى تسبب وقتها فى فيضانات مدمرة بـ16 ولاية سودانية، ونزوح أكثر من نصف مليون شخص.

ووضع التصريف العشوائى من قبل الجانب الإثيوبى آلاف العائلات السودانية، وبوجه خاص القاطنين فى المناطق الحدودية مع إثيوبيا جنوب شرق العاصمة الخرطوم على شفا كارثة، مع تصاعد احتمال تعرض منازلهم وأراضيهم الزراعية لخطر الفيضانات المفاجئة، فى غياب اتفاق قانونى ملزم ينظم إدارة وتشغيل السد ويضمن حقوق دول حوض النيل. ويفاقم غياب التنسيق الرسمى هذه التهديدات، حيث تنعدم آليات الإخطار المبكر أو اتخاذ إجراءات مشتركة تقى المجتمعات خطر الدمار.

وأعلنت الإدارة العامة لشئون مياه النيل على ضفاف النيل أن إيراد النيل الأزرق تجاوز 730 مليون متر مكعب فى اليوم وذلك لليوم الرابع على التوالى فيما وصل تصريف سد الروصيرص 670 مليون متر مكعب فى اليوم وبلغ سد سنار تجاوز 600 وسد مروى تجاوز 700 مليون متر مكعب فى اليوم. 

وكانت وحدة الإنذار المبكر التابعة لهيئة الأرصاد الجوية ووزارة الرى والموارد المائية السودانية قد أطلقت تحذيراً شديد اللهجة، صنف باللون الأحمر، يشير إلى مستوى خطورة مرتفع للغاية من فيضانات متوقعة على امتداد الشريط النيلى.

وتشمل ولايات النيل الأزرق، سنار، الخرطوم، نهر النيل، والنيل الأبيض. ويستمر سريان التحذير حتى مساء غد الثلاثاء عند الساعة العاشرة مساء وفقاً لما ورد فى البيان الرسمى الصادر عن الهيئة. وسلط هذا التحذير، الضوء على تزايد تدفقات المياه من النيلين الأزرق والأبيض إلى النهر الرئيسى فى السودان، وسط مخاوف بسبب الاضطرابات التى خلقها تشغيل سد النهضة الإثيوبى دون التنسيق مع دول المصب.

أوضحت الهيئة أن مناسيب النيلين الأبيض والأزرق تشهد ارتفاعاً ملحوظاً، ما قد يؤدى إلى تدفق المياه نحو الحقول الزراعية والمناطق المنخفضة، مهدداً بذلك الطرق الحيوية والبنى التحتية فى المناطق الواقعة على ضفاف النهر. وأكدت أن هذا الارتفاع يشكل خطراً مباشراً على الممتلكات العامة والخاصة، ويستدعى اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة من قبل السكان والسلطات المحلية لتقليل حجم الأضرار المحتملة.

وشددت السلطات السودانية على ضرورة فصل التيار الكهربائى فور ارتفاع منسوب المياه، لتفادى خطر التلامس بين المياه وخطوط الكهرباء، وهو ما قد يؤدى إلى حوادث قاتلة. 

كما دعت مواطنينها إلى تجنب عبور المناطق المغمورة بالمياه أو الاقتراب من ضفاف الأنهار، وحثت على حماية المحاصيل الزراعية والممتلكات الثمينة، بما فى ذلك المستندات الرسمية ومستلزمات الطوارئ، عبر تخزينها فى أماكن مرتفعة وآمنة. وأشارت إلى أهمية تقديم المساعدة للفئات الأكثر ضعفاً، مثل الأطفال وكبار السن عند التنقل أو الإخلاء، مع ضرورة تحديد الملاجئ الآمنة مسبقاً.

وتجتاح الفيضانات السودان فى كل عام خلال شهرى أغسطس وسبتمبر، فيما حث المسئولون السكان على إخلاء المناطق المنخفضة وحماية سبل عيشهم بنقل المحاصيل والأعلاف والماشية إلى مناطق أكثر أماناً. ومن المتوقع أن تغمر الفيضانات الأراضى الزراعية والوديان، ما يهدد المحاصيل الهشة ويفاقم الأزمة الإنسانية التى تعصف بالبلد الشقيق التى مزقتها الحرب.