هل يغني غسل الجنابة عن غسل يوم الجمعة؟
يتساءل الكثير من المسلمين: متى يكون غسل يوم الجمعة؟ وهل يغني غسل الجنابة عن غسل الجمعة؟، ليرد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، موضحًا أن هذه المسألة محل خلاف بين أهل العلم، لكن الراجح أن الغسل يوم الجمعة سنة مؤكدة وليس فرضًا، وإن كان الأحوط فعله خروجًا من الخلاف.
حكم غسل الجمعة بين الوجوب والسنة
أشار الدكتور عاشور إلى أن بعض أهل العلم ذهبوا إلى وجوب غسل الجمعة، مستدلين بحديث النبي ﷺ: «غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم».
بينما ذهب جمهور العلماء إلى أنه سنة مؤكدة وليس بواجب، واستدلوا بحديثه ﷺ: «من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل».
وبيَّن أن قوله ﷺ "واجب" فُسِّر عند جمهور الفقهاء بمعنى "مؤكد" لا بمعناه الفقهي الصريح، مثلما تقول العرب: "حقك علي واجب"، أي مؤكد ولازم. ومن ثم فإن الوضوء يكفي لصحة الصلاة، لكن الغسل أولى وأفضل.
وقت غسل الجمعة
أوضح العلماء أن غسل الجمعة يكون بعد طلوع الفجر وحتى قبل صلاة الجمعة، والأفضل أن يكون قريبًا من وقت الذهاب إلى المسجد ليبقى المسلم على طهارة ونظافة.
هل يغني غسل الجنابة عن غسل الجمعة؟
ورد سؤال إلى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية حول شاب أصبح جُنبًا فاغتسل بنية الجمعة فقط، هل يجزئ عن غسل الجنابة؟
فأجابت اللجنة بأن الاغتسال صحيح ويجزئ عن الغسلين معًا، حتى لو لم ينوهما جميعًا، وذلك على رأي الأحناف، لأن النية ليست ركنًا من أركان الغسل.
واستشهدت اللجنة بحديث النبي ﷺ: «من اغتسل يوم الجمعة وغسّل وبكّر وابتكر ودنا واستمع وأنصت، كان له بكل خطوة يخطوها أجر سنة صيامها وقيامها»، مما يدل على عظم فضل الغسل يوم الجمعة واستحبابه.
غسل الجمعة سنة مؤكدة، وليس فرضًا عند جمهور العلماء، لكن فعله أحوط وأعظم أجرًا. ويُجزئ غسل الجنابة عن غسل الجمعة إذا وقع في وقته، حتى لو لم تُجمع النيتان، لما في ذلك من سعة ورحمة من الله تعالى بعباده.