فى الحومة
فى هذا الأسبوع شهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن حدثان مهمان بخصوص القضية الفلسطينية، أولهما الجلسة الألف لمجلس الأمن منذ انشاءه فى ١٩٤٥ وفى تلك الجلسة وافقت ١٤ دولة من أعضاء مجلس الـ ١٥ على وقف الحرب والعدوان على قطاع غزة، وبالرغم من كل الآلام والابادة والتهجير القسرى الذى تمارسه دولة الكيان الغاصب وحالة الغضب الدولى لبشاعة تلك الجرائم وتعريض حياة أهل غزة للموت جوعا بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة ومع ذلك فإن أمريكا تستخدم بدم بارد سلاح الفيتو لدحض ذلك الإجماع الدولى بعدم تمرير قرار بوقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية لاهل غزة، والحقيقة أن هذه الصلاحية أصبحت سيئة السمعة والتى بمقتضاها يمكن لدولة واحدة ممن لهم حق الفيتو وهم أمريكا وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة أن تمنع قرار يوافق عليه بقية الأعضاء، وهذا الأمر يؤدى إلى أضعاف مجلس الأمن وتعطيل عمله على أداء مسئولياته الأساسية فى حفظ الأمن والسلم الدوليين، وكثيرا ما تستخدم الدول حق الفيتو للدفاع عن مصالحها السياسية أو الجيوسياسية وحماية حلفائها حتى لو كان ذلك يتعارض مع مصلحة المدنيين وحقوق الإنسان وانعدمت المصداقية والثقة لدى كافة الدول فى نزاهة هذا المجلس وافتقاده الدور المنوط به من حفظ السلم والأمن الدوليين، ومن هنا فان السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى قد طالب الجمعية العامة للأمم المتحدة والمجتمع الدولى بتعديل هذا الميثاق وإلغاء حق الفيتو الذى أصبح يمارس بهوى ويعطل دور الأمم المتحدة، حيث يستخدم بتعسف لتحقيق مصالح الدول الخمس وتعد القضايا العربية والإسلامية من أكثر القضايا تضررا من استخدام حق الفيتو، حيث تم افشال العديد من القرارات الهادفة لحل القضية الفلسطينية ووقف الحرب وإدخال المساعدات وفى الجلسة الالف لمجلس الأمن تواصل أمريكا استخدام حق الفيتو لمنع قرار بوقف الحرب ووقف إطلاق النار بدعم أكثر من ٨٠ دولة مما آثار موجة من الإدانات الدولية لأمريكا معتبرها العائق الاساسى أمام السلام وشريك فى تلك الحرب، ولقد استخدمت الفيتو ضد فلسطين ٤٥ مرة بانحياز كامل لدولة الاحتلال وبهدف تصفية القضية الفلسطينية وزعزعة منطقة الشرق الأوسط وهذه حقيقة واضحة كالشمس والمرة الأولى التى استخدمت فيها أمريكا حق الفيتو كان عام ١٩٧٣ لدعم الكيان الصهيون عندما صوتت ضد مشروع قرار لدعم الفلسطينيين وانسحاب الجيش الصهيونى من الأراضى العربية المحتلة، ومن ثم فإنه يجب على المجتمع الدولى أن يستجيب للمطلب المصرى فى تعديل ميثاق الأمم المتحدة وإلغاء حق الفيتو فى مجلس الأمن وعلى الدول العربية والإسلامية أن تضع نصب أعينها أين تقف أمريكا وفى أى مربع هى وأن تبعث برسالة جادة لامريكا تعلمها بخطورة هذا الانحياز لدولة الاحتلال على العلاقات المتبادل باعتبار أن القضية الفلسطينية هى قضية عربية وإسلامية وهى من صميم الأمن القومى العربى والإسلامى، وحديث العالم هذا الأسبوع عن إعلان نيويورك وهو قرار الأمم المتحدة بحل الدولتين والاعتراف رسميا بدولة فلسطين كعضو كامل العضوية فى الامم المتحدة وهى لحظة فارقة فى تاريخ فلسطين أن يوافق أكثر من ١٥٠ دولة على ذلك وعلى رأس تلك الدول المملكة المتحدة وفرنسا وهذا الحدث التاريخى يمثل شبه إجماع دولى لرفض ممارسات دولة الاحتلال كما يمثل رفض للغطرسة الأمريكية باستخدامها حق الفيتو لعرقلة كل قرار يدعو إلى وقف الحرب والتهجير ضد أهل غزة وهذه مسألة يمكن البناء عليها واستثمارها لخدمة القضية الفلسطينية التى أصبحت الدولة الوحيدة المحتلة ويمارس ضدها حرب ابادة مستمرة وتهجير قسرى وتطهير عرقى وتجويع وحصار شامل لقطاع غزة ومجتمع دولى عاجز عن وقف الحرب ويبقى لغزة رب يحميها.