مشروع عزبة جرجس والعسال يكتب شهادة ميلاد جديدة للمنطقة الشمالية بالقاهرة

عزبة «جرجس والعسال» اسم ظل لسنوات طويلة مرادفاً للمعاناة، حيث آلاف الأسر المحاصرة داخل عقارات متهالكة، وشوارع ضيقة تغيب عنها الخدمات، وأوضاع إنسانية لا تليق بكرامة المواطن المصرى، لكن الصورة بدأت تتغير على أرض الواقع مع انطلاق مشروع تطوير ورفع كفاءة المنطقة بحى شبرا مصر تحت إشراف المهندس محمد عبد النعيم، رئيس حى شبرا مصر، ليكون بداية جديدة لآلاف الأسر التى كانت تعيش على حافة الخطر.

منذ ساعات تفقد الدكتور حسام فوزى، نائب محافظ القاهرة، الأعمال الجارية فى المنطقة، وشهد تسليم المرحلة الأولى من المشروع، برفقة النائب محمد عبد الرحمن راضى، عضو مجلس النواب، والمهندس محمد عبد النعيم، رئيس حى شبرا، وعدد من الأجهزة التنفيذية، الجولة لم تكن مجرد متابعة رسمية، بل وقوف مباشر على حجم الإنجاز الذى يعيد الحياة إلى منطقة يعيش بها ما يقرب من 5 آلاف أسرة على مساحة 32 فداناً.

أوضح نائب محافظ القاهرة، أن العقارات التى مثلت خطراً داهماً على حياة الأهالى جرى التعامل معها بشكل عاجل، حيث تمت إزالتها وإعادة إنشائها بنظام حديث يعتمد على الهياكل الخرسانية الآمنة، تمهيداً لإعادة تسليمها للأسر مرة أخرى، كما يشمل المشروع تطوير شبكة المرافق بالكامل، وإعادة رصف الطرق الداخلية، وتحديث الإنارة العامة، بما يحول المكان إلى منطقة حضارية متكاملة الخدمات.

الأهالى الذين طالما عاشوا فى خوف دائم من سقوط جدران منازلهم فوق رؤوسهم، أو انهيار شبكة الصرف والمياه فى أى لحظة، يرون اليوم واقعاً جديداً، أمهات يتحدثن عن أمان أطفالهن بعد أن كانوا ينامون فى بيوت آيلة للسقوط، وشيوخ يشكرون أن الدولة مدت يدها أخيراً لإنقاذهم من سنوات طويلة من الإهمال.

مشروع عزبة جرجس والعسال ليس مجرد تطوير عمرانى، بل هو استرداد لحق آلاف الأسر فى العيش بكرامة وأمان، وتجسيد عملى للنهضة العمرانية التى تعيشها مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، فالنهضة لا تعنى فقط بناء مدن جديدة، بل أيضاً إعادة الاعتبار لمناطق ظلت مهمشة لعقود، وتقديم حياة تليق بالمواطن البسيط.

وبينما يستكمل العمل فى باقى مراحل المشروع، تتعلق أنظار الأهالى بما هو قادم، مؤمنين أن ما يحدث الآن هو بداية النهاية لمعاناتهم، وبداية حقيقية لحياة جديدة آمنة ومستقرة داخل مجتمع حضارى يليق بهم.

وعبر عدد من أهالى عزبة جرجس والعسال عن امتنانهم لما يشهده المكان من تغيير جزرى، مؤكدين أن ما كان حلماً أصبح حقيقة، وقال أحد السكان: «سنوات عشناها بين الخوف من سقوط بيوتنا وضيق الحال، واليوم نشعر بالأمان بعدما رأينا بيوتنا تبنى من جديد بشكل يليق بنا وبأولادنا فى وجود نائب محافظ يستمع لصرخات الكادحين»، فيما أضافت سيدة مسنة، «نشكر الرئيس السيسى على وقفته معنا، ولأول مرة نشعر أن حد سمع صوتنا وأن حياتنا ليها قيمة، شكرا يا ريس».