فضل شهر ربيع الآخر.. نفحات إيمانية وفرص للتقرب إلى الله

شهر ربيع الآخر هو الشهر الرابع من شهور السنة الهجرية، ويُعد امتدادًا لشهر ربيع الأول، وقد عُرف عند العرب منذ القدم بكونه أحد "الربيعين" مع ربيع الأول، حيث كانوا يميزون بين ربيع الشهور (ربيع الأول وربيع الآخر) وربيع الأزمنة الذي ينقسم إلى فصلين؛ الأول موسم الكمأة والنور ويسمى "ربيع الكلأ"، والثاني موسم إدراك الثمار ويُعرف بالربيع الثاني.

أصل التسمية في التاريخ العربي

يرجع تاريخ تسمية ربيع الآخر بهذا الاسم إلى نحو عام 412م في عهد كلاب بن مرة، وقد ارتبط الاسم بما كانت عليه أحوال العرب آنذاك، حيث كانوا بعد شهر صفر يشرعون في استثمار ما حصلوا عليه من الغنائم والأسلاب. ولهذا شاع بينهم التعبير: "ربيع رابع" أي شهر مخصب.

لماذا "ربيع الآخر" وليس "ربيع الثاني"؟

جاء في كتاب أخطاء اللغة العربية المعاصرة أن الصواب أن يُقال "ربيع الآخر" لا "ربيع الثاني". والسبب أن كلمة "الثاني" توحي بوجود ثالث أو رابع، بينما "الآخر" يُستخدم لما لا يتبعه شيء.

 وعلى هذا جاء التعبير القرآني في قوله تعالى: «هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ» [الحديد: 3]، ولم يقل "الثاني". وبالقياس يُقال: ربيع الآخر وجمادى الآخرة، لا "ربيع الثاني" ولا "جمادى الثانية".

دعاء استقبال شهر ربيع الآخر

اعتاد المسلمون مع دخول الشهور الهجرية أن يستفتحوا بالدعاء، ومن الأدعية المستحبة في هذا الشهر:

«اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات، وثبتني وثقل موازيني، وحقق إيماني، وارفع درجتي، وتقبل الخير وخواتمه وأوله وآخره وظاهره وباطنه والدرجات العلى من الجنة».

«اللهم ارزقنا التوفيق، وزدنا علمًا وعملًا صالحًا، واجعلنا من المتقين المخلصين، اللهم إني توكلت عليك وسلمت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك».

أدعية مأثورة من القرآن لشهر ربيع الآخر

يمكن للمسلم أن يردد الأدعية القرآنية العظيمة في هذا الشهر وغيره، ومنها:

«رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» [البقرة: 201].

«رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا» [البقرة: 286].

«رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي» [طه: 25-26].

«رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ» [آل عمران: 147].

دعاء للحفظ والرزق في ربيع الآخر

كما وردت أدعية جامعة يستحب للمسلم أن يلهج بها في هذا الشهر، منها:

«اللّهم إنا نسألك أن ترفع ذكرنا، وتضع وزرنا، وتُطهّر قلوبنا، وتغفر لنا ذنوبنا، ونسألك الدرجات العلى من الجنة».

«اللّهم إن ضاقت الأحوال يومًا أوسعها برحمتك، اللهم استودعتك دعواتي فبشرني بها من حيث لا أحتسب».

«اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا».