رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

«ترامب» وستارمر فى تشيكرز.. خلافات صامتة حول غزة ورسائل حادة لـ «بوتن»

بوابة الوفد الإلكترونية

الرئيس الأمريكى يكشف استعادة قاعدة أفغانستان قرب الصين

 

خلال المؤتمر الصحفى المشترك بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ورئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر فى تشيكرز بدا اللقاء أكثر انضباطا من المعتاد لكنه حمل الكثير من التصريحات المثيرة والرسائل السياسية الواضحة حيث ركز «ترامب» على تحميل الرئيس الروسى فلاديمير بوتن مسئولية الحرب فى أوكرانيا مؤكدا أنه تحدث معه وأن ما حدث لم يكن ليقع لولا ضعف القيادة الأمريكية السابقة ومع ذلك لم يبدِ رغبة فى فرض عقوبات إضافية على موسكو مفضلا انتقاد الدول التى تواصل شراء النفط الروسى.
أما فيما يتعلق بغزة فقد كانت هناك مخاوف بريطانية من أن يؤدى الاعتراف الوشيك بالدولة الفلسطينية إلى خلاف علنى مع واشنطن لكن «ترامب» وصف القضية بأنها واحدة من الخلافات القليلة بينه وبين ستارمر فيما تجنب رئيس الوزراء الخوض فى تفاصيل الأزمة الإنسانية واكتفى بالقول إن حركة حماس لا تريد السلام ولا حل الدولتين ولا وقف إطلاق النار وهو تصريح لقى استحسان «ترامب».
وفى ملف التشريعات الداخلية دافع ستارمر عن قانون السلامة على الإنترنت ردا على الانتقادات الأمريكية، موضحا أن بريطانيا تؤمن بحرية التعبير لكنها تضع حدا لمن يروجون للاعتداء الجنسى على الأطفال أو الانتحار عبر المنصات الرقمية وهى رسالة بدا أنها مقبولة لدى ترامب.
كما حظى رئيس الوزراء بثناء من الرئيس الأمريكى على قراره زيادة الإنفاق الدفاعى إلى خمسة فى المئة من الناتج المحلى الإجمالى وهو قرار أثار غضب منظمات الإغاثة الدولية وأدى إلى استقالة أحد الوزراء لكنه عزز مكانة بريطانيا داخل الناتو ونال تأييدا واضحا من البيت الأبيض.
وعلى صعيد التجارة فلم يسجل أى تقدم حيث وصف «ترامب» ستارمر بأنه مفاوض صعب واعتبر أن الصفقة التجارية الأخيرة كانت أفضل لبريطانيا لكنه لم يذكر أى حديث عن خفض الرسوم الجمركية على صادرات الصلب البريطانية وهو ما يوحى بتراجع الالتزامات السابقة وتمسكه بالرسوم الجمركية كأداة أساسية لنجاح الاقتصاد الأمريكى.
وفى مفاجأة لافتة كشف «ترامب» أن الولايات المتحدة تحاول استعادة قاعدة باغرام الجوية فى أفغانستان مشيرا إلى أهميتها الاستراتيجية لقربها من مواقع تصنيع الأسلحة النووية فى الصين وأكد أن الجهود تتركز على التفاوض لاستعادة السيطرة عليها وليس على إعادة غزو أفغانستان واعتبر أن ذلك بمثابة خبر عاجل.
وعلى الصعيد الشخصى تحدث ستارمر عن خلفيته الدينية قائلا إنه عُمد فى الكنيسة رغم كونه ملحدا حاليا ويلتزم ببعض الطقوس اليهودية بسبب زوجته وعندما سئل عن ما إذا كانت بريطانيا ما تزال دولة مسيحية أجاب بأن الكنيسة كانت دائما جزءا من حياته.
المشهد الأكثر غرابة جاء حين بدا أن «ترامب» نسى من هو بيتر ماندلسون رغم ظهوره بجانبه فى مايو الماضى خلال توقيع اتفاق التجارة بين البلدين وتلقيه هدية شخصية منه إذ أجاب «ترامب» بأنه لا يعرفه قبل أن يسلم الكلمة إلى ستارمر الأمر الذى أثار استغراب الحاضرين خاصة وأن قرار إقالة ماندلسون بسبب صلاته بجيفرى إبستين كان مثار قلق لدى بعض المسئولين من أن يسبب توترا مع واشنطن.
وفى السياق رفض وزير الاعمال البريطانى بيتر كايل اقتراحات «ترامب» باستخدام الجيش للتعامل مع الهجرة غير النظامية عبر القوارب الصغيرة مؤكدا أن الحكومة البريطانية لا تحتاج إلى استدعاء القوات المسلحة فى هذا الملف وجاءت تصريحاته بعد ساعات من ترحيل طالب لجوء اريترى إلى فرنسا ضمن خطة تجريبية للترحيل.
«ترامب» كان قد قال خلال مؤتمر صحفى فى تشيكرز فى ختام زيارته الرسمية للمملكة المتحدة انه مستعد لاستخدام الجيش لمنع المهاجرين من الوصول لكنه اشار ايضا إلى أن الوسائل المستخدمة لا تهم طالما تحقق الهدف ورد كايل على هذه التصريحات فى مقابلة مع بى بى سى قائلا إن بريطانيا لديها قوة حدود مجهزة ومعززة بالصلاحيات وتعمل بالفعل بالتنسيق مع البحرية عند الحاجة واضاف أن ما تحتاجه البلاد هو تركيز الجهود العسكرية على القضايا العالمية ذات الصلة المباشرة بالدفاع الوطنى.
خطة الترحيل الجديدة التى بدأت الحكومة تطبيقها تنص على ترحيل ما يصل إلى خمسين شخصا اسبوعيا إلى فرنسا مقابل قبول نفس العدد من هناك لكن العملية تواجه تحديات قانونية متكررة عرقلت بعض المحاولات رغم نجاح ترحيل شخصين حتى الآن واكد كايل أن الحكومة تسعى لاعادة اكبر عدد ممكن ممن لا يملكون حق البقاء فى البلاد باقرب وقت ممكن.
زيارة «ترامب» الثانية للمملكة المتحدة انتهت دون أثارة جدل كبير رغم تصريحاته حول الهجرة لكن المسئولين البريطانيين فشلوا فى انتزاع تنازل بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية البالغة خمسة وعشرين فى المائة على صادرات الصلب البريطانية اذ قالوا إنهم لا يتوقعون تخفيضها قريبا ومع ذلك أكد كايل أن المحادثات التجارية ستستمر مشيرا إلى أن «ترامب» نفسه أكد خلال الاجتماع استمرار النقاشات حول الصلب وملفات أخرى.