من مطروح لأسوان.. الأوقاف تفتتح 20 مسجدًا جديدًا اليوم

تواصل وزارة الأوقاف مسارًا تصاعديًا في إعمار بيوت الله بافتتاح 20 مسجدًا دفعة واحدة، اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025، بينها 19 مسجدًا أُحيلت وتجددت كليًا، ومسجد واحد خضع للصيانة والتطوير.
خريطة عمرانية وروحية تمتد عبر محافظات متباعدة، وتدلل على مؤشر تنموي في الخدمات الدينية وتوزيعها الجغرافي، مع فاتورة استثمارية تراكمية بلغت نحو 23.668 مليار جنيه منذ يوليو 2014.
لا تقتصر الافتتاحات على مركز بعينه؛ فالقائمة تشمل مطروح، البحيرة، كفر الشيخ، الشرقية، الفيوم، القليوبية، أسوان، بني سويف، المنيا، وسوهاج؛ ما يعكس توجهًا واضحًا لمدّ الخدمات الدينية إلى القرى والمراكز، وليس المدن الكبرى فقط. فمثلًا:
سوهاج: مسجد الشيخ وحشي بقرية جهينة الشرقية.
مطروح: مسجد عثمان بن عفان.
البحيرة: حزمة مساجد في الرحمانية ودمنهور والدلنجات وأبو المطامير.
كفر الشيخ والشرقية والفيوم والقليوبية وأسوان وبني سويف والمنيا: افتتاحات متعددة في قرى بعينها.
هذا النمط يؤكد انتقال السياسة الإنشائية من “الرقعة الحضرية” إلى أطراف الشبكة السكانية، حيث الحاجة الملحّة لمساحات عبادة منظمة ومؤهلة.
165 مسجدًا منذ يوليو
تفيد الأرقام الرسمية بأن إجمالي ما افتتحته الوزارة منذ مطلع يوليو 2025 وحتى اليوم بلغ 165 مسجدًا: 137 بين إنشاء جديد وإحلال وتجديد، و28 صيانة وتطويرًا.
وبالعودة خطيًا إلى يوليو 2014، يصل الإجمالي التراكمي إلى 13,654 مسجدًا شملها الإحلال أو التجديد أو الصيانة والفرش، بكلفة تقارب 23.668 مليار جنيه.
إحلال وتجديد أم صيانة؟
الإحلال والتجديد: إعادة بناء أو تحديث شامل للبنية (هيكل، أسقف، أرضيات، شبكات كهرباء ومياه، ميضآت، دورات مياه، منافذ تهوية، أنظمة صوتية).
الصيانة والتطوير: إطالة العمر التشغيلي لمبانٍ قائمة مع رفع كفاءة الخدمات الأساسية.
وجود 19 مسجدًا ضمن شريحة الإحلال الشامل اليوم يشير إلى تحسين نوعي في البنية التحتية أكثر من كونه “تجميلًا” إنشائيًا.
من الخدمة الدينية إلى القيمة المجتمعية
الافتتاحات في القرى والمراكز تُفضي إلى:
1. تقليل كثافة المصلين في مساجد قديمة غير مؤهلة، وتحسين السلامة الإنشائية.
2. تعزيز الأنشطة المجتمعية (دروس، ندوات توعوية، برامج تحفيظ القرآن)، وهو ما يتسق مع الزخم التوعوي الذي يُعلن عنه دوريًا.
3. تنشيط محلي قصير المدى عبر سلاسل التوريد والمقاولات، وطويل المدى عبر صيانة دورية منظمة.
سياق أوسع: الهوية الدينية كرافعة عمرانية
تحويل المساجد إلى بيئات إيمانية متكاملة لا يتوقف عند الجدران؛ بل يتضمن المنظور الخدمي: أماكن مهيأة لكبار السن وذوي الإعاقة، منظومات صوتية منضبطة، ميضآت صحية، ومساحات تعليمية لتحفيظ القرآن، هذه التفاصيل “الصغيرة” تصنع أثرًا اجتماعيًا كبيرًا في الأطراف حيث يُعوَّل على المسجد كمركز ثقافي وروحي في آن.