رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

«هذا هو الإسلام» (11)

يحتفل العالم فى الرابع من شهر أكتوبر من كل عام باليوم العالمى للحيوان، تبتغى منه المنظمات الدولية توحيد الجهود فى حماية الحيوان، وفى الحقيقة أن الإسلام يسبق العالم فى هذا المضمار بأربعة عشر قرنا، فقد كانت بعثة الرسول رحمة للعالمين، والعالمين ما دون الله فيدخل فيها الحيوان بنصيب كبير من الرحمة المحمدية، فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يفتح الباب للهِرَّةِ – القطة– إذا لجأت إليه، وكان يُصِغْى الإناء للهرة – يميلها لتشرب – وما يرفعه حتى تروى رحمةً لها. 

فعن أبى قتاد: «فجاءتْ هِرَّةٌ فأَصْغَى لها – أى النبى صلى الله عليه وسلم– الإناءَ حتى شَرِبتْ وقال: إنَّها ليستْ بنَجسٍ إنَّها من الطوَّافينَ عليكم والطوَّافاتِ» (أخرجه أصحاب السنن) ودعا لتقوى الله فى البهائم فعن سهل ابن الحنظلية قال: مرَّ رسول الله ببعيرٍ قد لَحِقَ ظهرُه ببطنه، فقال: «اتّقوا الله فى هذه البهائم المُعْجَمة، فاركَبُوها صالحةً، وكُلُوها صالحةً» (رواه أبو داود)، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَرْدَفَنِى رَسُولُ اللَّهِ خَلْفَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَسَرَّ إلى حَدِيثًا لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا مِنْ النَّاسِ، وَكَانَ أَحَبُّ مَا استتَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ لِحَاجَتِهِ هَدَفًا أو حَائِشَ نَخْلٍ، قَالَ: فَدَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فَإِذَا جَمَلٌ فَلَمَّا رَأَى النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَأَتَاهُ النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ فَسَكَتَ فَقَالَ: مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟ لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟ فَجَاءَ فَتًى مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: لِى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ؟ أَفَلَا تَتَّقِى اللَّهَ فِى هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِى مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا فَإِنَّهُ شَكَا إلى أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ» (رواه مسلم).

والإسلام هو الدين الذى أدخل الرجل الجنة لأنه سقى كلبًا وأدخل امرأة النار لأنها حبست هرة حتى ماتت، فعن أبى هريرة رضى الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجلٌ يمشى فاشتدَّ عليه العطشُ، فنزل بئرًا فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلبٍ يَلْهَثُ، يأكل الثرى من العطش، فقال لقد بَلَغ هذا مِثْلُ الذى بلغ بى فملأ خُفَّه ثم أمسكَه بِفِيهِ، ثم رَقِىَ، فسقى الكلبَ فشَكَرَ الله له، فغفر له». قالوا: يا رسولَ الله، وإنَّ لنا فى البهائم أجرًا؟ قال: «فى كلِّ كَبِدٍ رَطْبةٍ أجرٌ» (متفق عليه)، وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله: «دَخَلَتِ امرأةٌ النارَ فى هِرَّةٍ حَبَسَتْها، فلا هى أَطْعَمَتْها، ولا هى تَرَكَتْها تأكلُ من خَشَاشِ الأرضِ» (رواه البخارى).

وفى عصرنا نجد مسابقات للتحريش بين الحيوانات وبين البشر والحيوان كمصارعة الثيران، وهذا كله يتنافى مع حقوق الحيوان وحذر منه الإسلام فعن عبد الله بن عباس قال: «نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن التحريش بين البهائم- أى: عن الإغراء بينها؛ بأن ينطح بعضها بعضا، أو يدوس، أو يقتل -» (رواه أبو داود والترمذي). فكيف بمن يحرشون بين البشر؟!.

من علماء الأزهر والأوقاف