لعنة غزة تزلزل إسرائيل

طاردت أمس لعنة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى صاحب الأرض فى قطاع غزة سفاح العصر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو صعدت عائلات الأسرى الإسرائيليين فى غزة من تحركاتها واقتحمت قاعة الاستراحة فى المحكمة التى يتواجد فيها نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، والذى يحاكم بتهم الفساد ما أجبره على مغادرة المكان على الفور.

توسعت دوائر الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو- المؤيدة للأسرى ووقف الحرب فى غزة إلى المدارس الإسرائيلية، حيث خرج الآلاف من 85 مدرسة فى تظاهرات كبيرة. 

وأكدت «القناة 12» العبرية أن مستعمرات الكيان بالداخل الفلسطينى المحتل شهدت احتجاجات طلابية بالتزامن مع انطلاق العام الدراسى الجديد، وأوضحت أن المدارس طالبت بالتوصل إلى صفقة تبادل للأسرى مع حركة حماس.

وأعلن رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلى، إيال زامير، أمام المشرعين فى «الكنيست» إنه لم يتلقَ توجيهات واضحة من نتنياهو بشأن الخطوات التالية فى غزة، ما أثار مخاوف بشأن جاهزية القوات، فى ظل استعداده لتوسيع نطاق هجومه على مدينة غزة.

وأطلع «زامير» اللجنة الفرعية للاستخبارات فى البرلمان الصهيونى على العمليات القتالية المتوقعة، وفقا لمسئولين مطلعين على الجلسة المغلقة

وتعد هذه اللجنة السرية، التابعة للجنة الشئون الخارجية والدفاع البرلمانية، من أكثر اللجان سرية فى الكنيست.

وانتقد القنصل العام الإسرائيلى السابق فى نيويورك، ألون بينكاس، بشدة سياسات نتنياهو فى غزة، واصفا إياها بأنها منفصلة عن أى حسابات مجدية ومتجاهلة تماما للعواقب والتداعيات.

وأكد بينكاس، فى مقابلة مع شبكة «سى إن إن» أن العملية الإسرائيلية الجارية فى غزة «لا تملك أهدافا عسكرية واضحة»، محذرا من أنها ستؤدى إلى سقوط مزيد من الضحايا، بمن فى ذلك الرهائن المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية. 

وأضاف أن استمرار النهج الحالى قد يقود إلى تحول الصراع نحو «حرب عصابات فى بيئة مكتظة بالسكان»، ما يعنى سيطرة إسرائيل على معظم قطاع غزة دون أفق لإنهاء الحرب أو خطة لإدارته بعد ذلك.

كما أشار إلى وجود تناقض بين تصريحات رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلى، الذى أكد أن العملية طويلة ومعقدة، وبين الموقف الأمريكى الذى يطالب بسرعة الحسم، وهو ما وصفه بينكاس بأنه تصور غير واقعى مستشهدا بتجارب العراق وأفغانستان وفيتنام.

وحذرت الأوساط الصهيونية من انهيار الاقتصاد فى ظل العزلة الدولية بسبب سياسات حكومة الاحتلال، وأوضحت أن اقتصاد تل أبيب يعتمد على التصدير بشكل أساسى. ونددت صحيفة هآرتس العبرية اليسارية -فى افتتاحيتها بإعلان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية، باعتزامه تحويل إسرائيل إلى «مدينة إسبرطة»، وقالت إن نتنياهو الفاشل سيزج بإسرائيل فى الهاوية وحروب لا نهاية لها.