دراغي ينتقد بطء الاتحاد الأوروبي في مجاراة أميركا والصين

أطلق ماريو دراغي، الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي ورئيس وزراء إيطاليا الأسبق، انتقادات لاذعة تجاه بطء الاتحاد الأوروبي في تعزيز تنافسيته الاقتصادية، محذراً من أن التكتل "يفشل في مجاراة سرعة النظام العالمي المتغير"، وسط تصاعد المنافسة مع الولايات المتحدة والصين.

ترامب يعلن التوصل إلى اتفاق مع بكين بشأن تيك توك

الصناعة السعودية: 285.4 مليار ريال القيمة التقديرية للموارد التعدينية في الباحة

جاء ذلك خلال فعالية في بروكسل بمناسبة مرور عام على تقديم دراغي تقريره الشامل حول سبل رفع قدرة الاتحاد على المنافسة. وأوضح أن "الأوروبيين يشعرون بخيبة أمل من وتيرة الإصلاحات"، لافتاً إلى أن الأعذار المتكررة لم تعد مقبولة، وأن الوقت يفرض التحرك العاجل.

تقدم بطيء في التوصيات
دراغي ذكّر بأن تقريره الذي تضمن 383 توصية لإخراج أوروبا من "بطء مميت" لم يحقق النتائج المرجوة، حيث أظهرت دراسة لمركز "إيبك" أن 11% فقط من هذه التوصيات نُفذت بالكامل، بينما جرى تنفيذ 20% منها بشكل جزئي. وأضاف: "المسار المختلف يتطلب سرعة وحجماً وكثافة جديدة".

احتياجات تمويلية هائلة
وأشار دراغي إلى أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى استثمارات إضافية تقدر بـ800 مليار يورو سنوياً (نحو 945 مليار دولار) لتعزيز موقعه في مواجهة الولايات المتحدة والصين، مشدداً على أن الإنفاق الوطني المتجزئ لم يعد كافياً لتمويل المشاريع الكبرى، خصوصاً في مجالات الابتكار، والتكنولوجيا المتقدمة، والبحث والتطوير الدفاعي، وشبكات الطاقة.

كما حذر من أن المساعدات الحكومية تتحول غالباً إلى "أداة حمائية" تحصر النشاط داخل الحدود الوطنية بدلاً من دعم صناعات أوروبية عابرة للحدود وقادرة على المنافسة عالمياً، داعياً إلى الإسراع في مراجعة قواعد المنافسة.

انعكاسات الحرب الأوكرانية
وبحسب تقرير لدويتشه بنك، فإن تنفيذ خطة دراغي كان متفاوتاً، إذ شهدت بعض الزخم في دعم قطاع الدفاع نتيجة الحرب في أوكرانيا وتراجع الالتزام الأميركي بأمن أوروبا، بينما ظل التقدم محدوداً في مجالات الابتكار وتوحيد أسواق رأس المال.

فون دير لاين: عوائق داخلية تعيق التنافسية
من جانبها، أكدت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أن العراقيل داخل السوق الموحدة تعادل رسوماً جمركية نسبتها 45% على السلع و110% على الخدمات، وفق تقديرات صندوق النقد الدولي. وأضافت: "أتمنى أن أرى نفس الإحساس بالإلحاح في كامل أجندة التنافسية"، مشددة على الحاجة إلى "عمل عاجل لمواجهة احتياجات عاجلة".

تهديد لمستقبل الاتحاد
وحذّر خبراء من أن استمرار الوضع الحالي قد يهدد بقاء الاتحاد الأوروبي نفسه إذا لم تُعتمد إستراتيجيات سريعة وفعالة لمجاراة المنافسة العالمية، خصوصاً في ظل ضغوط الحرب الأوكرانية وتقلبات النظام الاقتصادي الدولي.