رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

في أجواء يسودها الحماس والترقب، يستعد المغرب لاستضافة النسخة 35 من كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، المقرر تنظيمها ما بين 21 ديسمبر 2025 و18 يناير 2026، بمشاركة 24 منتخبا، وتعود البطولة إلى المغرب لأول مرة منذ 37 عاما،  بعد نسخة 1988، في حدث يعد محطة استثنائية على المستويين الرياضي والتنظيمي، وفرصة لإبراز صورة المملكة كوجهة قارية وعالمية لكرة القدم.

الرباط، كإحدى المدن المستضيفة، تعزز مكانتها من خلال تجديد مركب الأمير مولاي عبد الله، الذي سيحتضن مباريات بارزة بينها نصف النهائي والنهائي، شملت الأشغال توسيع الطاقة الاستيعابية، تحديث غرف الملابس، تجهيز قاعات المؤتمرات، وتعزيز أنظمة الإضاءة والصوت،  كما أُنشئت مواقف إضافية للسيارات، وتم تحسين الربط بالنقل العمومي، مع تخصيص فضاءات لذوي الاحتياجات الخاصة.

إلى جانب الرباط، تتوزع المباريات على ملاعب كبرى في الدار البيضاء، فاس، طنجة، مراكش وأكادير، في خطوة تعكس تنوع البنية الرياضية المغربية وقدرتها على تنظيم أحداث كبرى بمعايير عالمية، ستُوزع مباريات كأس أمم إفريقيا 2025 على تسعة ملاعب في ست مدن مغربية.

ففي العاصمة الرباط، سيحتضن مركب مولاي عبد الله سبع مباريات بينها نصف النهائي والنهائي، بينما يستضيف ملعب مولاي الحسن أربع مباريات، إلى جانب أربع مباريات أخرى بملعب البريد، وثلاث مباريات في الملعب الأولمبي للرباط.د، أما الدار البيضاء، فسيكون ملعب محمد الخامس واحداً من أبرز محطات البطولة بثماني مباريات من ضمنها مباراة الترتيب، مدينة فاس ستشارك عبر ملعب فاس الكبير الذي سيستضيف أربع مباريات، في حين يحتضن ملعب طنجة الكبير ست مباريات بينها نصف النهائي، وفي الجنوب، سيكون لملعبي مراكش الكبير وأكادير الكبير نصيب وافر من المباريات، حيث سيستضيف كل منهما ثماني مباريات، ما يجعلهما من أكثر الملاعب نشاطا خلال البطولة، هذا التوزيع يعكس حرص اللجنة المنظمة على إشراك مختلف المدن المغربية، وضمان تجربة متوازنة للمنتخبات والجماهير، هذا التوزيع يضمن إشراك مدن متعددة في أجواء البطولة، مع استثمار البنية التحتية وتوسيع الأثر السياحي والاقتصادي.

وضعت السلطات المغربية خططا أمنية متكاملة تشمل قاعات قيادة حديثة، أنظمة معلوماتية لمراقبة التدفقات، ومسارات خاصة للفرق والجماهير وذوي الاحتياجات الخاصة، الهدف هو ضمان انسيابية التنقل وتوفير تجربة آمنة وممتعة للجميع.

منذ فتح المنصة الإلكترونية للتذاكر، تجاوز الطلب 60 ألف تذكرة خلال ساعة واحدة فقط، في مؤشر على تعطش الجماهير المغربية والأفريقية لمتابعة العرس الكروي، يتوقع أن تحقق البطولة أرقاماً قياسية في نسب الحضور والمشاهدة، متجاوزة ما سجلته نسخة 2023 في كوت ديفوار التي جذبت أكثر من 1.5 مليار مشاهد عبر العالم.

التحضيرات لم تقتصر على الملاعب، بل امتدت إلى تعزيز شبكة الفنادق والمطاعم القريبة، مع توفير مكاتب إرشاد ومراكز معلومات سياحية، كما ستتاح للجماهير فرصة اكتشاف معالم الرباط التاريخية مثل قصبة الأوداية وصومعة حسان، وفي مبادرة مبتكرة، أطلقت السلطات برامج لتعليم سائقي سيارات الأجرة اللغة الإنجليزية وتدريبهم على التعامل مع السياح، ما يعكس الوعي بأهمية التفاصيل في إنجاح الحدث.

تنظر الحكومة المغربية إلى البطولة كرافعة للتنمية، إذ يجري الاستثمار في النقل، السياحة والخدمات، بالتوازي مع مبادرات اجتماعية كإطلاق دوري كرة قدم للشباب تحت شعار "الطريق إلى كان المغرب 2025"، الهدف هو ترسيخ الروح الرياضية وإشراك الفئات الناشئة في أجواء البطولة.


يأتي تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025 كتأكيد على جاهزية المغرب لاحتضان كأس العالم 2030 رفقة إسبانيا والبرتغال، في ثاني مرة تقام البطولة العالمية بالقارة الإفريقية، بعد نجاحه في تنظيم كأس أمم إفريقيا للسيدات 2024 وكأس إفريقيا تحت 17 سنة 2025، يرسخ المغرب مكانته كقطب كروي عالمي قادر على الجمع بين التنظيم المحكم والشغف الجماهيري.

مع أقل من 100 يوم على انطلاق أكبر حدث رياضي في القارة، يتأهب المغرب لكتابة فصل جديد في تاريخ كرة القدم الأفريقية، البطولة ليست مجرد منافسة على اللقب، بل احتفالية كروية وثقافية وتنموية، تجعل من نسخة 2025 محطة خالدة في ذاكرة القارة وجماهيرها.