هل سيكتب الذكاء الاصطناعى يوماً ما هذا المقال؟ نعم؛ بل سيحرر صحفاً بكاملها وسيؤلف كتباً نيابة عنا، بل إن هذا الجن الاصطناعى سيكتب قصصاً وروايات ودواوين شعرية ومسرحيات، وليس هذا من الخيال أو التوقع فى شيء بل إننا عندما نعرف أن 70% من المقالات المنشورة فى بلومبيرح يحررها الذكاء الاصطناعى، وأن فضيحة كبرى فى إحدى جامعات باريس قبل شهرين عندما اكتشف البروفيسور المشرف أن ثلاثة من الطلاب تتشابه أبحاثهم بل تكاد تتطابق ليكتشف أن الثلاثة أنابوا الجن الاصطناعى فى كتابة الأبحاث المطلوبة، ولا تزال أصداء من هذه الفضيحة تتردد فى الأوساط الجامعية الفرنسية والأوروبية عامة وقامت الجامعة بسحب شهادات الدكتوراه منهم! هنا ندرك الخطر، وقد نبهت هذه الحالات إلى مشكلة بحثية كبرى لأن معنى هذا أن رسائل الماجستير والدكتوراه وأبحاثهم ربما يكتبها لهم هذا الذكاء الاصطناعى الذى سيتفوق على الإنسان يوماً ما لأنه ذكاء مجموع من ذكاءات عقول مدخلات البشر.. ولكن المشكلة الأكبر أنه يتطور بلا مسئولية ويمتلك من القوة ما لا يقدر أحد على إيقافه يوماً ما وهناك مناقشات جادة حول دوره فى توجيه الناخبين إلى انتخاب أعضاء معينين أو تكريههم فى مرشحين آخرين مناوئين لهم.. هنا يحدد الناجحين والراسبين؛ كما أن خطورة اعتماد الطلاب على الذكاء الاصطناعى فى حل واجباتهم وكتابة بحوثهم والاعتماد عليه فى حل الأسئلة بدلاً منهم أراه تعطيلاً لملكة التفكير الناقد لديهم ما يجعل الأجيال تلوذ به وتسلمه قيادها.
- هل بات الذكاء الاصطناعى خارج السيطرة؟ ليس بعد لكنه فى طريقه لذلك لأن صانعيه لا يعنيهم سوى المال.. والمال بلا أخلاق مع قوة بلا مسئولية سيدمر العالم وافترض أن هذا الجن الاصطناعى تحكّمَ فى صنع الأسلحة وتوجيهها وتعطيلها وتدميرها ترى ماذا سيحدث آنئذ؟ لا ملجأ لنا إلا الله.
– ملحوظة ما أكتبه هنا ليس إملاءً من الذكاء الاصطناعى وإنما خطَّه العبدُ الفقير إلى الله.
- مختتم الكلام
- ما ماتَ مَنْ قد مات
بل مات مَن سيموتْ