عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

مارك زوكربيرج يعد ترامب باستثمار 600 مليار دولار في أمريكا

بوابة الوفد الإلكترونية

شهد البيت الأبيض في الرابع من سبتمبر 2025 مشهدًا لافتًا جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع كبار قادة التكنولوجيا، في عشاء رسمي حضره نحو ثلاثين رئيسًا ومديرًا تنفيذيًا لشركات التقنية العملاقة. لكن أكثر اللحظات إثارة للاهتمام جاءت من مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، الذي بدا أن علاقته بترامب أخذت منحى مختلفًا تمامًا بعد فترة من التوترات والتهديدات.

ففي لحظة تصدرت عناوين الأخبار وانتشرت على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التفت ترامب إلى زوكربيرج سائلاً: "كم ستنفق، على سبيل المثال، خلال السنوات القليلة القادمة؟". وردّ زوكربيرج قائلاً: "على الأرجح حوالي 600 مليار دولار على الأقل حتى عام 2028 في الولايات المتحدة". ابتسم ترامب وأجاب موافقًا: "هذا مبلغ كبير، شكراً لك مارك، سررتُ باستضافتك".

إلا أن الموقف حمل مفارقة طريفة حين التقطت الكاميرات زوكربيرج وهو يهمس للرئيس معتذرًا: "آسف، لم أكن مستعدًا... لم أكن متأكدًا من الرقم الذي أردتَه". هذا الاعتراف السريع لم يخفف من وقع التصريح، بل زاد من تداوله باعتباره لحظة عفوية تكشف طبيعة الحوار غير الرسمي بين الطرفين.

المشهد يعكس تحولاً دراماتيكياً في علاقة الرجلين. فقبل عام واحد فقط، كان ترامب يهاجم زوكربيرج بشدة ويهدده علنًا بالسجن. لكن منذ ذلك الحين، قام مؤسس فيسبوك بعدة خطوات لفتح صفحة جديدة مع البيت الأبيض، منها التبرع بمليون دولار لحفل تنصيب ترامب، وتعديل سياسات ميتا الداخلية عبر التخلي عن مبادئ التنوع والإنصاف والشمول، بالإضافة إلى إضافة أحد أبرز داعمي ترامب إلى مجلس إدارة الشركة. كما دفعت ميتا 25 مليون دولار لتسوية دعوى قضائية امتدت أربع سنوات، وعقد زوكربيرج عدة لقاءات خاصة مع الرئيس.

تصريحات زوكربيرج لم تمر مرور الكرام، حيث نشر لاحقًا توضيحًا على منصته الخاصة "Threads"، أكد فيه أن الرقم الذي ذكره يمثل الحد الأدنى من استثمارات الشركة في الولايات المتحدة حتى عام 2028، مضيفًا أن "الإنفاق الفعلي قد يكون أكبر بكثير مع نهاية العقد". وأوضح أنه لم يكن متأكدًا من نوع الرقم الذي قصده ترامب في سؤاله، لذلك شارك تقديرًا أوليًا قبل أن يوضح للرئيس لاحقًا المزيد من التفاصيل.

هذه الاستثمارات الضخمة، التي تُقدَّر بمئات المليارات، تُشير إلى خطط ميتا لتوسيع بنيتها التحتية في مجالات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، ومراكز البيانات. ويرى خبراء أن مثل هذه الاستثمارات لا تخدم فقط طموحات ميتا التكنولوجية، بل تدعم أيضًا الاقتصاد الأمريكي عبر توفير آلاف فرص العمل وتعزيز مكانة البلاد في سباق الابتكار العالمي.

من جانب آخر، يعكس الحفل مدى اهتمام ترامب بكسب ود قادة التكنولوجيا وتوظيف استثماراتهم لتعزيز خطابه الاقتصادي. كما يكشف حضور هذا العدد الكبير من الرؤساء التنفيذيين استعداد الشركات العملاقة للتكيف مع توجهات الإدارة الأمريكية الحالية، حتى وإن كان ذلك عبر تغييرات مثيرة للجدل في السياسات الداخلية أو التحالفات الاستراتيجية.

في المحصلة، ما بدا في البداية مجرد عشاء رسمي، تحوّل إلى حدث سياسي واقتصادي بارز يرمز إلى إعادة تشكيل العلاقات بين السلطة في واشنطن ووادي السيليكون. ومع وعود بإنفاق يصل إلى 600 مليار دولار خلال أقل من أربع سنوات، يترقب العالم ما إذا كانت ميتا ستنجح في الوفاء بهذه التعهدات، وكيف سينعكس ذلك على مستقبل التكنولوجيا والاقتصاد الأمريكي مع اقتراب نهاية العقد.