رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

نظرية علمية تؤكد: الحياة على الأرض لم تكن عشوائية

الحمض النووي
الحمض النووي

في طرح علمي مثير للجدل، أشار العالم روبرت إندريس من إمبريال كوليدج لندن إلى أن ظهور الحياة على الأرض قبل مليارات السنين قد لا يكون مجرد مصادفة كيميائية، بل ربما كان نتيجة تدخل خارجي متعمد من حضارة فضائية متقدمة. 

ووفقًا لإندريس، فإن البنية المعقدة للحمض النووي وأبسط الخلايا الحية تحتوي على كمٍّ هائل من المعلومات لا يمكن تفسير نشأته بالكامل عبر التفاعلات الكيميائية العشوائية.

التبذر الموجّه: الحياة من السماء

تعتمد النظرية التي طرحها إندريس على مفهوم "التبذر الموجّه"، وهي امتداد لفكرة البانسبيرميا التي اقترحها سابقًا العالمان فرانسيس كريك وليزلي أورجيل في سبعينيات القرن العشرين. 

وتقترح النظرية أن كائنات فضائية قد تكون أرسلت ميكروبات أو "مجموعات بداية" إلى الأرض باستخدام مركبات فضائية أو مسبارات، في محاولة لتوجيه ظهور الحياة بشكل مدروس، بعد فترة وجيزة من استقرار ظروف الكوكب قبل 4.2 مليار سنة.

الصدفة ليست كافية

يشكك إندريس في إمكانية نشوء الخلايا المعقدة تلقائيًا خلال مدة قصيرة نسبيًا، تُقدّر بنحو 500 مليون سنة فقط، من دون تدخل خارجي. 

ووفقًا لنموذج رياضي طوره، فإن معدل تجميع "المعلومات البيولوجية المفيدة" في البيئة المبكرة كان بطيئًا للغاية مقارنةً بما يتطلبه بناء أول خلية قادرة على العمل.

محاكاة رياضية ودلالات رقمية

في دراسة أولية لم تُراجع بعد، نشرها عبر منصة Arxiv، استخدم إندريس النمذجة الرقمية لتقدير كمية "المعلومات المنظمة" اللازمة لبناء الخلية الأولى، مشبّهًا ذلك بـ"قطع الحاسوب" التي تحتاج إلى تعليمات محددة للتركيب والتشغيل. وخلص إلى أن احتمال تراكم هذا الكم من النظام داخل "الحساء الكيميائي البدائي" كان ضئيلًا للغاية ما لم يتم تسريع العملية عبر مصدر ذكي خارجي.

تعليقات البنتاجون والمجتمع العلمي

ورغم أن البنتاغون الأمريكي أكد في تقريره لعام 2024 عدم وجود أدلة دامغة على وجود حياة فضائية، إلا أن هذه النظرية تثير جدلاً متصاعدًا داخل الأوساط العلمية. فبينما تركز نظريات أخرى على دور النيازك أو الصواعق أو حتى التفاعلات على الشواطئ البدائية في تكوين الحياة، يرى إندريس أن تلك التفسيرات لا تكفي لتبرير هذا الكم من التعقيد الحيوي.

ما بعد الاكتشاف: فلسفة الحياة والغرض

بالنسبة لإندريس، فإن التساؤل لا يقتصر فقط على "كيف نشأت الحياة؟"، بل يتجاوز إلى "لماذا نشأت بهذا الشكل؟" مشيرًا إلى أن الحضارات المتقدمة، مثلما نطمح اليوم لتحويل كوكب المريخ إلى بيئة صالحة للعيش، قد تكون سبقتنا في هذه الطموحات، وربما بدأت رحلتها بزرع الحياة على كواكب بعيدة، مثل الأرض، بدافع الاستكشاف أو حتى البقاء.

ومع أن النظرية لا تزال بحاجة إلى أدلة مادية أكثر وضوحًا، إلا أنها تفتح بابًا واسعًا للتفكير في أصلنا البعيد، وتعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والكون من منظور مختلف تمامًا.