الإسكندرية تتحدى الأمواج والرايات الحمراء بازدحام المصيفيين رغم إغلاق الشواطئ

في قلب الصيف، وبينما كان الجميع ينتظر لحظات المتعة على رمال البحر، انقلب المشهد في الإسكندرية إلى لوحة غير مألوفة، فالبحر مغلق بالشارات الحمراء، والضحايا لا تزال ذكراهم حاضرة، لكن المدينة ترفض أن تنكسر وتزدحم شوارعها بالمصيفيين كأنها تصر على أن تظل عاصمة الصيف مهما كانت التحديات.
الإسكندرية بين الحزن والازدحام بعد غلق الشواطئ
تعيش الإسكندرية هذه الأيام مفارقة لافتة للنظر، فبينما لا تزال المدينة تحت وقع الحزن بعد الحادث المأساوي الذي شهد شاطئ أبو تلات في منطقة العجمي، وقرار السلطات إغلاق جميع الشواطئ احترازيا، تبدو الشوارع والكورنيش والحدائق وأماكن الترفيه مزدحمة بالمصيفيين القادمين من مختلف المحافظات.

زحام الكورنيش رغم إغلاق البحر
يكشف المشهد اليومي على كورنيش الإسكندرية زحاما غير معتاد، حيث تتكدس السيارات على امتداد الطريق من ستانلي وحتى بحري، بينما يجلس الزوار على المقاعد العامة يستمتعون بنسمات البحر من بعيد. وعلى الرغم من غلق الشواطئ ووضع الرايات الحمراء، فإن حضور المصيفيين لم يتراجع بل تحول إلى إقبال على البدائل المتاحة.
ازدحام المصيفيين رغم الرايات الحمراء
برغم قرار غلق الشواطئ ورفع الرايات الحمراء التي تحذر من خطورة النزول إلى البحر، ومع تأكيد الأجهزة التنفيذية أن ارتفاع الأمواج بلغ نحو متر على بعض الشواطئ، إلا أن الإسكندرية ما زالت تشهد ازدحاما واضحا بالمصيفيين الذين توافدوا بأعداد كبيرة، مكتفين بالجلوس على الكورنيش أو على الرمال دون نزول للمياه، في مشهد يعكس تمسك الزوار بأجواء الصيف داخل المدينة الساحلية مهما كانت التحديات

الإسكندرية مزدحمة رغم غلق الشواطئ وحزن الغرق
قال محمد عبد الحميد، موظف من المنوفية، إنه جاء مع أسرته لقضاء أسبوع كامل في الإسكندرية، ورغم غلق الشواطئ فإنه لا يفكر في العودة،
موضحا أن "المدينة مليئة بالفسح والولاد مبسوطين بالمشي على الكورنيش وزيارة المولات".
أما سامية حسن، ربة منزل من القاهرة، فأكدت أن أطفالها شعروا بالضيق من قرار غلق البحر، لكنها قررت تعويضهم بزيارة مكتبة الإسكندرية في الصباح والتنزه في قلعة قايتباي مع حلول المساء، مشيرة إلى أن "المكانين مناسبين ورخيصين والأولاد استفادوا".
الحدائق متنفس العائلات في النهار
وفي منطقة بحري، حيث اعتاد الزوار ركوب المراكب الصغيرة، ما زال الإقبال واضحا خاصة في الفترات المسائية.
قال مصطفى علي، عامل من البحيرة، إن ركوب المركب بالنسبة له ولأسرته هو البديل الأمثل "مش بحر مفتوح لكن على الأقل ولادي حسوا إنهم في فسحة بحرية".
شهدت الحدائق بدورها إقبالا متزايدا، حيث يقصد الكثيرون حديقة أنطونيادس والحديقة الدولية والشلالات لقضاء ساعات النهار.
أوضح أحمد إبراهيم، مدرس من الشرقية، أنه اصطحب طلابه في رحلة إلى الحديقة الدولية قائلا "الأماكن دي مناسبة ورخيصة، والأولاد لعبوا من غير قلق من الأمواج".

المولات والترام فسحة ليلية بديلة
كما أصبح سان ستيفانو مول ومحطة الرمل من الوجهات المزدحمة بالزوار، حيث يلجأ كثيرون للتسوق أو مجرد التمشية دون شراء، فيما يختار آخرون ركوب الترام القديم كجزء من فسحة بسيطة تعوض غياب البحر.
الإسكندرية مدينة المصيفيين مهما تغيرت الظروف
ورغم أن الحادث الأخير لا يزال يلقي بظلاله الثقيلة على الإسكندرية، فإن زوار المدينة يؤكدون أن المصيف لا يتوقف على نزول البحر وحده.

فالإسكندرية بحسب تعبير أحد المواطنين يدعي محمد فتحي اسكندراني ويعمل مهندس هي "فسحة في كل شارع وذكريات على كل ركن"، لذلك ظلت المدينة مزدحمة حتى في ظل الإغلاق الكامل للشواطئ.
ويبقى المشهد مركبا بين الحزن والازدحام، بين ذكريات الحادث المرير ومحاولات الناس للتمسك بفرحة الصيف.
فالإسكندرية لا تزال تفرض نفسها كعاصمة للمصيفيين، ويبدو أن قرار إغلاق الشواطئ لم يمنع الزوار من البحث عن بدائل تبقي على روح المدينة حاضرة في قلوبهم.
لتبقى الإسكندرية مدينة لا تنام، مهما علت أمواجها أو رفعت الرايات الحمراء على شواطئها، تظل قادرة على احتضان زوارها بروحها الخاصة، وزحامها الذي لا ينكسر، وذاكرتها التي لا تغرق.