رئيس "القدس للدراسات": مقترح ترامب بشأن غزة فخ إسرائيلي لشرعنة الحرب

أكد الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية، أن المقترح الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول غزة ليس مبادرة أمريكية خالصة، وإنما مقترح إسرائيلي أُلبس ثوبًا أمريكيًا.
تعليق رفيق عوض على مقترح ترامب بشأن غزة
وقال “عوض”، خلال مداخلة عبر الإنترنت عبر شاشة “القاهرة الإخبارية”، إن الهدف من طرحه في هذا التوقيت هو شرعنة احتلال مدينة غزة وتدميرها وطرد سكانها، مشددًا على أن المقترح "مليء بالخداع والفخاخ"، إذ يتجاهل ضمانات وقف إطلاق النار والانسحاب وتدفق المساعدات، كما يتجاوز الوساطات القطرية والمصرية.
وأوضح عوض أن إسرائيل تسعى من خلال هذا الطرح لإظهار حماس وكأنها ترفض الحلول، لتبرير شن المزيد من العمليات العسكرية ضد القطاع. واعتبر أن المقترح "وُلد ميتًا"، وأن وظيفته الأساسية هي شيطنة المقاومة وإضفاء الشرعية على حرب جديدة في غزة.
أيام صعبة مقبلة على غزة والضفة:
وأضاف عوض أن المرحلة المقبلة قد تكون الأصعب على قطاع غزة وربما الضفة الغربية أيضًا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان معًا على تحويل غزة إلى منطقة استثمارية تخدم مصالحهما، في ظل انقسام الموقف الدولي.
وقال إن الإدارة الأمريكية "تتبنى الموقف الإسرائيلي بالكامل بل وتسبقه في التطرف"، بينما ينقسم الاتحاد الأوروبي بين مؤيد ومعارض ومحايد، في حين يظل الموقف العربي "ضعيفًا ومتراجعًا".
وأكد أن المقترح الجديد جاء بديلًا لمبادرة "ويكونغ" التي أصبحت في طي النسيان، مبينًا أنه يمثل فخًا للمقاومة: "إذا قبلت به حماس فهي مهزومة، وإذا رفضته تُشرعن الحرب ضدها".
إسرائيل تسعى لاحتلال غزة مجددًا:
وحول مستقبل القطاع، قال عوض إن إسرائيل لا تفكر سوى في تدمير حماس كليًا، وترى أن أي اتفاق معها يُعد هزيمة، مشيرًا إلى أن تل أبيب قد تفكر في إعادة احتلال غزة بصورة أكثر قسوة، رغم الكلفة السياسية والاقتصادية والأمنية الباهظة، بهدف تحقيق ما تسميه "النصر الكامل".
وأوضح أن إسرائيل تسعى إلى تغيير جغرافيا غزة عبر تدمير المدن بيتًا بيتًا، وحصر السكان في مناطق ضيقة تحت مسميات "مدن إنسانية" أو "مراكز أمنية"، واصفًا هذه السياسة بأنها تعكس "اختيار أسوأ البدائل في لحظات إسرائيل الأخيرة".