رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

عاصفة قبل 150 مليون سنة تودي بحياة صغيري تيروصور في ألمانيا

تيروصور
تيروصور

تيروصور .. كشفت دراسة جديدة أجراها علماء حفريات من جامعة ليستر البريطانية، عن تفاصيل دقيقة ومثيرة حول وفاة اثنين من صغار التيروصورات، الزواحف الطائرة التي عاشت في العصر الجوراسي، بعد أن ضربت عاصفة استوائية شديدة منطقة تُعرف اليوم بجنوب ألمانيا قبل 150 مليون سنة.

"تشريح بعد ملايين السنين"

تم العثور على الأحافير المحفوظة بشكل استثنائي في تكوينات الحجر الجيري الشهيرة في سولنهوفن، وهي منطقة غنية بالحفريات تعود إلى العصور القديمة. 

وعبر تحليل دقيق للهيكلين العظميين، اكتشف الفريق أن كلا الحيوانين كان يحمل إصابة مماثلة: كسر واضح ومائل في عظم الجناح الأساسي، العضد، ما يشير إلى أنهما تعرضا لقوة التواء عنيفة، يُرجح أنها كانت نتيجة لهبات رياح عاتية.

وقال الفريق إن هذا النوع من الإصابة لا يتوافق مع اصطدام بسطح صلب، بل يرجح أنه ناجم عن اضطرابات جوية مفاجئة، ما يعزز فرضية أن العاصفة كانت العامل القاتل.

دفن سريع وحفظ نادر

أوضح الباحثون أن التيروصورات الصغيرين – اللذين أطلق عليهما "لاكي" و"لاكي 2" – سقطا في مياه بحيرة ضحلة وغرقا تحت تأثير الأمواج، قبل أن يُدفنا سريعًا في طبقات من الطين الجيري الناعم الذي أثارته العاصفة، وهذا الدفن السريع هو ما سمح بالحفاظ الكامل تقريبًا لهياكلهما، وهي حالة نادرة في سجل الحفريات، خصوصًا لصغار الكائنات ذات العظام الهشة والخفيفة.

أصغر التيروصورات في التاريخ

ينتمي "لاكي" و"لاكي 2" إلى فصيلة Pterodactylus، أول تيروصور أُطلق عليه اسم علمي. ويُقدر عرض جناحيهما بنحو 20 سنتيمترًا فقط، ما يجعلهما من أصغر التيروصورات المكتشفة حتى الآن. 

وأكد الفريق العلمي أن الهيكلين العظميين "كاملان، ومفصلان، ولم يتعرضا لتغيرات تذكر منذ لحظة الوفاة".

تيروصورات صغيرة... ضحايا بيئة قاسية

تشير الأدلة إلى أن التيروصورات الصغيرة، رغم وفرتها في سجل الحفريات في تلك المنطقة، لم تكن من السكان الدائمين لبحيرة سولنهوفن، بل جاءت على الأرجح من جزر قريبة ضربتها العواصف بشكل مفاجئ. 

ولم تكن الحيوانات الصغيرة غير المتمرسة قادرة على مقاومة الرياح، فهوت إلى مصيرها وسط الأمواج.

في المقابل، يُعتقد أن التيروصورات الأكبر حجمًا والأقوى كانت قادرة على النجاة من تلك العواصف، ما يفسر غيابها النسبي في السجل الأحفوري هناك.

العثور على لاكي... ثم لاكي 2

قال الباحث راب سميث، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن اكتشاف لاكي كان لحظة فريدة، لكن الأمر تحوّل إلى اكتشاف علمي حاسم بعد العثور على لاكي 2 بعد عام. وأضاف: "هذه لم تعد مجرد أحافير محفوظة جيدًا، بل أدلة دامغة على كيفية موت هذه الكائنات القديمة في ظل ظروف مناخية قاسية".

وأشار إلى أن العظام الخفيفة المجوفة لهذه الزواحف كانت مصممة للطيران، لكنها نادرًا ما تتحول إلى حفريات، مما يجعل هذا الاكتشاف من أندر ما يمكن للعلماء أن يأملوا في العثور عليه.

تاريخ من الموت والعواصف

البحث الذي نُشر في مجلة Current Biology يقدم نموذجًا فريدًا لكيفية مساهمة الظواهر الطبيعية القاسية، مثل العواصف الاستوائية، في تشكيل سجل الحفريات. ومن خلال تتبع آثار الكسر والتكوين الجيولوجي للمنطقة، استطاع العلماء أن يعيدوا بناء قصة وفاة مروعة حدثت قبل ملايين السنين، لكنها لم تُنسَ، بفضل الطين... والعلم.