عودة من حافة الموت.. إنقاذ مريض توقفت دقات قلبه بالعاشر من رمضان

شهدت مدينة العاشر من رمضان واقعة إنسانية بطولية، حينما تمكن فريق إسعاف الشرقية من إنقاذ حياة رجل ستيني تعرض لتوقف مفاجئ في القلب والتنفس، بعد استجابة عاجلة لبلاغ طارئ، ليؤكد رجال الإسعاف مجددًا أنهم خط الدفاع الأول عن حياة المواطنين.
القصة بدأت حينما تلقّت غرفة عمليات إسعاف الشرقية البلاغ رقم 873، يفيد بسقوط رجل في العقد السادس من عمره داخل منزله، فاقدًا للحركة والتنفس.
لم يتردد مسؤول جهاز اللاسلكي لحظة واحدة، حيث وجّه أقرب سيارة إلى الموقع، لتنطلق سيارة الإسعاف 1676 بسرعة قصوى، محركها يدوي وصفارتها تشق الهواء، يقودها الفني سامح رضا محمد بثبات وتركيز، فيما كان زميله المسعف حسين مصطفى عيد يستعد لتطبيق بروتوكولات الإنقاذ بدقة عالية، مدركًا أن كل ثانية قد تساوي حياة.
لم يستغرق الوصول إلى موقع البلاغ سوى أربع دقائق، ليصعد الفريق سريعًا إلى شقة المريض بالطابق الثالث عبر سلم ضيق.
وهناك، كانت اللحظة الحاسمة، المريض ممدد على الأرض بلا حراك، لا نبض، ولا تنفس، أي توقف كامل للقلب.
بدأ المسعف حسين على الفور بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي، مستخدمًا جهاز الصدمات الكهربائية (AED) لتحليل النشاط القلبي، وبينما يواصل الجهاز فحصه، لم تتوقف يداه عن الضغطات الصدرية المنتظمة.
الوقت لم يكن في صالحهم، فتم اتخاذ قرار عاجل بالنقل الفوري للمريض إلى سيارة الإسعاف، وسط صعوبة النزول من الطابق الثالث، حيث حمله الفريق بحذر شديد مع استمرار محاولات الإنعاش.
وفي الطريق، انضم المسعف محمد عبدالله محمد لتعزيز جهود الإنقاذ، وأصبح الفريق ثلاثيًا، حسين يواصل الضغطات، محمد عبدالله يتولى التنفس الاصطناعي، بينما يقود سامح السيارة بسرعة واتزان نحو مستشفى الجامعة بالعاشر.
كانت لحظات عصيبة، وقطرات العرق تتساقط من جباههم، والابن المرافق يترقب بين خوف وأمل، والعيون كلها معلقة بجهاز المونيتور داخل السيارة.
وبعد ثلاث دورات متتالية من الإنعاش، ظهرت بارقة الأمل، نبض ضعيف بدأ يعود تدريجيًا، تبعته حركة بسيطة للصدر وتنفس متقطع، لتعلو وجوه الفريق علامات الارتياح والنجاح.
وعند وصول السيارة إلى قسم الطوارئ بالمستشفى، كان الفريق الطبي على أهبة الاستعداد لاستقبال الحالة واستكمال الإجراءات الطبية لضمان استقرار المؤشرات الحيوية للمريض.
المشهد لم ينتهِ عند هذا الحد، إذ حرص ابن المريض على توجيه كلمات الشكر والعرفان لأفراد الفريق الإسعافي، مشيدًا بتفانيهم ومهنيتهم العالية في إنقاذ حياة والده.
من جانبه، أعرب الدكتور أحمد عباس، مدير إسعاف الشرقية، عن تقديره العميق لما بذله الفريق من جهد بطولي، مؤكدًا أن سرعة الاستجابة والالتزام بالبروتوكولات الإسعافية كانت السبب الرئيسي في إنقاذ حياة المريض.
وأضاف، أن هيئة الإسعاف المصرية تضع دائمًا "الحفاظ على الأرواح" في مقدمة أهدافها، مشيرًا إلى أن هذه الواقعة تجسد بصدق روح التضحية والاحترافية التي يتمتع بها رجال الإسعاف في كل موقف طارئ.
وبهذا العمل البطولي، يثبت رجال إسعاف العاشر من رمضان أن رسالتهم لا تتوقف عند حدود الواجب الوظيفي، بل تمتد لتكون حكاية إنسانية تتجدد مع كل مهمة، عنوانها الأبرز "الحياة أولًا".