قطوف
صلاة
من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
"سمية عبدالمنعم"

كنتِ تقولين:
- أكره ريح الخماسين، وشمس الصيف، وأحب المطر.
فأجاوبك:
- أما أنا.. فأحبك أنت.
(1)
حط الحمام إلى جوارى...
قلت:
«لو أن قلبى يستريح كما هذا الحمام استكان بجانبى..!»
أسندت رأسى للعمود الرخامى، ومددت ظهرى مستقيمًا، أرنو بعينى لسقيفة المسجد التى عشش فوقها الحمام، هناك رأيتها، بيضاء فى لون الحليب، تلوى رأسها المدور تجاهى، ترمقنى بعينها الخرزية، وكنت قد أفردت أصابعى للتسبيح داعيًا ربى ألا نفترق.
(2)
هدلت فقلت:
«فى أذنى نهر من رنين الصوت المحبب...
تحادثنى فينشق الكون عن ترنيم ملائكى، أصيخ السمع وأهفو إلى اليوم الذى ستلقانى فيه أهازيج الفرح، حين أتوضأ من عينيها كل صباح، وأطهر قلبى.»
سبحت لربى ثلاثًا وثلاثين...
وحمدته ثلاثًا وثلاثين...
وكبرت.
(3)
طار الحمام جميعه إلا هى...
نقرت بحد منقارها المدبب فرش الحصير أمامى، تنقلت بأرجلها كأنها تخطر فى ليلة عرس، ولما لم تجد ما تروم.. عادت ففردت جناحيها، وطارت، خفق قلبى.. لملمت أصابعى.. ورفعت رأسى، فكانت هى بينى وبين السماء، ضممت كفى إلى الوجه الخاشع.. وحـدثت ربى:
« لا إله إلا أنت...
وحدك لا شريك لك...
أنت الذى بها أحييتنى...
وإذ تتباعد عنى، تصاعد روحى إلى سمائك فلا ترسلها إلا حين تلقانى...
إلهى...
فاجعلها سكنًا لنفسى...
واجعلنى... «
من الباب ذى العقد المزخرف خرجت، دسست قدمى فى جوف الحذاء سريعًا، ومضيت، كان الطريق إلى البيت طويلًا، أقطعه فى كل مرة دون أن يصحبنى أحد، لكننى حين شخصت ببصرى إلى الأفق.. كانت هناك.. تحلق كأنها ترشدنى.
صلاة
طارق عبدالوهاب جادو
كنتِ تقولين:
- أكره ريح الخماسين، وشمس الصيف، وأحب المطر.
فأجاوبك:
- أما أنا.. فأحبك أنت.
(1)
حط الحمام إلى جوارى...
قلت:
«لو أن قلبى يستريح كما هذا الحمام استكان بجانبى..!»
أسندت رأسى للعمود الرخامى، ومددت ظهرى مستقيمًا، أرنو بعينى لسقيفة المسجد التى عشش فوقها الحمام، هناك رأيتها، بيضاء فى لون الحليب، تلوى رأسها المدور تجاهى، ترمقنى بعينها الخرزية، وكنت قد أفردت أصابعى للتسبيح داعيًا ربى ألا نفترق.
(2)
هدلت فقلت:
«فى أذنى نهر من رنين الصوت المحبب...
تحادثنى فينشق الكون عن ترنيم ملائكى، أصيخ السمع وأهفو إلى اليوم الذى ستلقانى فيه أهازيج الفرح، حين أتوضأ من عينيها كل صباح، وأطهر قلبى.»
سبحت لربى ثلاثًا وثلاثين...
وحمدته ثلاثًا وثلاثين...
وكبرت.
(3)
طار الحمام جميعه إلا هى...
نقرت بحد منقارها المدبب فرش الحصير أمامى، تنقلت بأرجلها كأنها تخطر فى ليلة عرس، ولما لم تجد ما تروم.. عادت ففردت جناحيها، وطارت، خفق قلبى.. لملمت أصابعى.. ورفعت رأسى، فكانت هى بينى وبين السماء، ضممت كفى إلى الوجه الخاشع.. وحـدثت ربى:
«لا إله إلا أنت...
وحدك لا شريك لك...
أنت الذى بها أحييتنى...
وإذ تتباعد عنى، تصاعد روحى إلى سمائك فلا ترسلها إلا حين تلقانى...
إلهى...
فاجعلها سكنًا لنفسى...
واجعلنى...»
من الباب ذى العقد المزخرف خرجت، دسست قدمى فى جوف الحذاء سريعًا، ومضيت، كان الطريق إلى البيت طويلًا، أقطعه فى كل مرة دون أن يصحبنى أحد، لكننى حين شخصت ببصرى إلى الأفق.. كانت هناك.. تحلق كأنها ترشدنى.