ياسر شورى: ظاهرة "التيك توكرز" و"البلوجرز" امتداد طبيعي لمدرسة الصحافة الصفراء

حذر الكاتب الصحفي ياسر شوري، رئيس تحرير بوابة جريدة الوفد، من خطورة تنامي ظاهرة المحتوى المسموم على المنصات الرقمية، مؤكدًا أن خطر المحتوى السياسي المفبرك والمشبوه يفوق كثيرًا ما يقدمه بعض صناع المحتوى من إسفاف وابتذال أخلاقي.
وأوضح شوري خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن المجتمع يواجه اليوم سيلًا من المقاطع والمنشورات التي تُصاغ بهدف تشويه الثوابت، وإثارة الشكوك حول الرموز الوطنية والدينية، معتبرًا أن هذا النوع من السموم الفكرية أخطر من مقاطع الرقص أو الإيحاءات التي تملأ فضاء السوشيال ميديا.
وأشار إلى أن ظاهرة "التيك توكرز" والبلوجرز الخارجين عن القيم ليست سوى امتداد طبيعي لمدرسة قديمة بدأت مع الصحافة الصفراء وصحافة الفضائح، حيث جرى اللعب على "الممنوع مرغوب" لكسب جمهور سريع، لكن الخطر اليوم أن البعض تجاوز حدود الإسفاف الأخلاقي إلى محاولات منظمة لضرب الوعي وزرع الفتن.
وأكد شوري أن مواجهة هذه الظاهرة لا يمكن أن تقتصر على المحاسبة القانونية، رغم أهميتها في الردع، بل يجب أن يصاحبها إعلام مسؤول قادر على رفع وعي الجمهور، مشيرًا إلى أن سقوط الصحافة الصفراء في الماضي كان نتاجًا لصمود الوعي الشعبي وليس مجرد قوانين.
واختتم بالقول: "ما يبث من محتوى سياسي مسموم هو معركة وعي حقيقية، ولا بد أن نتعامل معه كخطر استراتيجي، لأن سقوط الأخلاق خطر، لكن سقوط الوعي كارثة على المجتمع كله."