رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

فى الحومة

للكلمة مقام رفيع وهى ليست أداة تواصل وتعبير فقط بل كانت للغة مراد إلهى وتكريم للإنسان فقال تعالى: «وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِى بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين»َ تشير الآية إلى أن الله علّم آدم جميع الأسماء وأصبحت للكلمة مبنى ومعنى ودلالة، وحين شرعت أن أكتب مقال فى جريدة الوفد كان من الضرورى أن أحدد منهجية فى الكتابة فى ماذا سأكتب ومن القارئ المستهدف وما المساحة المتاحة وما نوعية الموضوعات التى من المنتظر الكتابة عنها وطرح إجابات على تلك الأسئلة حتى يتسنى لنا إنشاء محتوى يلبى الأهداف المتوخاة من الكتابة وفى الحقيقة أنى أرى أن المجتمع وفق تصورى بحاجة ماسة إلى رؤية إصلاحية تتبنى عرض المشكلات المجتمعية وتساهم فى وضع حلول واقعية وعملية ومدروسة لتلك المسائل وطرح وجهة نظرى فى موضوعات شتى قانونية واقتصادية واجتماعية  وفى العلاقات الدولية وكافة مناحى الحياة وفى الكثير منها رسائل إلى المسئولين ومتخذى القرار بدراسة تلك الموضوعات، وأنا وإن كنت لا أميل إلى الكتابة وفق السردية الصحفية المباشرة كأننى أتناول بث أخبار لكن يبدو أن طبيعة الكثير من الموضوعات التى تناولتها أثرت على طريقة الكتابة وأصبحت أسرد معلومات وتواريخ وأرقام وغابت المفردات الأدبية فى الكثير من الكتابات وبات لا يعنينى جمال العبارة ورشاقة الكلمات بل كان حدسى يذهب دائما إلى خطورة الموضوعات وسهولة الحلول وأن هذه المسائل مسكوت عنها لغياب المحليات وغياب المتابعة والرقابة فى الأجهزة الحكومية.

فعلى سبيل المثال، قصر ثقافة المنيا معطل منذ ٤٠ عاما وقصر ثقافة المنيا الجديدة بمساحة ٧٦٦٠م ومنشأ منذ ٢٠٠١، ولم يعمل حتى الآن على الرغم أن به ٤٣ موظفا منذ إنشائه وبكامل التجهيزات ولكن العقبة فى موافقة الدفاع المدنى والمتحف الأتونى بالمنيا والذى تم إنشاؤه منذ ٢٠٠٢ بمعونة إيطالية ولم يعمل حتى تاريخه، ومصنع اللمبات الكهربائية المنشئ فى مدرسة الصناعية ولم يعمل ومصنع الأعلاف بمدرسة الزراعة الثانوية والذى يوجد بالمخازن منذ ٢٠٠٩ ولم يعمل بسبب الإجراءات الإدارية العقيمة ومصرف المحيط بمسافة ١٣٥ كم أكبر كارثة بيئية ويسمى مصرف الموت الذى يمر بالمحافظة بالكامل ويلقى مخلفات المصانع والصرف الصحى بالنيل وفى الزراعات فيشكل أكبر مصدر للأمراض والاوبئة وقد تناولت كل تلك الموضوعات وغيرها ولاقت تفاعلا مع المسئولين من رئيس الوزراء والوزراء ورئيس هيئة قصور الثقافة ووزير الثقافة الذى استجاب لمطلبنا باعتبار المنيا عاصمة الثقافة فى مصر ٢٠٢٥  وكانت طبيعة تلك الموضوعات تتطلب البحث فى عناصر المشكلة والبحث عن الحل المناسب على أية حال ما دعانى لكتابة هذه الخاطرة هو سؤال ماذا تعنى عبارة فى الحومة الذى اخترتها عنوانا لعمودى الصحفى فى الوفد، فالحومة لغة فى البحر والرمال تعنى معظمه وكثافته وفى الحرب تعنى اشتداده ويحوم الطائر بمعنى يحلق وهى تعنى الاقتراب دون التعمق حول الشىء، ولا أخفيكم سرا أننى أرى أن كل الموضوعات والمسائل لها زوايا رؤية متنوعة وأنه من سلامة الاعتقاد وإدراك أن هناك زوايا أخرى غير مرئية فأردت أن أحوم حول الموضوع ولا اتطرق لدراسة عميقة ومباشرة من منظور أحادى النظرة وهذا لعلمى بنفسى أننى لا أمتلك الحقيقة الكاملة ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فهذه وجهة نظرى البسيطة فكان العنوان العام لمقالاتى هو فى الحومة، ألتمس أن أنقل للقارئ زاوية من زوايا الموضوعات بغير إسراف أو تقتير أو اعتبار أننى أملك الحقيقة كاملة ودائما وأبدا أرى أن القارئ واسع النظر.