رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

مايكروسوفت تعلن عن نماذج ذكاء اصطناعي جديدة

مايكروسوفت
مايكروسوفت

في خطوة تعكس طموحها لتعزيز مكانتها في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، أعلنت شركة مايكروسوفت عن إطلاق نموذجين جديدين طوّرتهما بالكامل داخل معاملها البحثية.

 ويُعتبر هذا الإعلان بمثابة تأكيد على توجه الشركة نحو بناء تقنياتها الخاصة، بعيدًا عن اعتمادها الكلّي على شراكاتها القائمة مع شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى مثل OpenAI.

كشفت مايكروسوفت أن النموذج الأول، الذي حمل اسم MAI-Voice-1، يُعدّ أول نموذج لتوليد الكلام الطبيعي طورته الشركة داخليًا، يهدف هذا النموذج إلى تحسين جودة التفاعل الصوتي بين المستخدمين والأنظمة الرقمية، حيث بدأت الشركة في استخدامه بالفعل ضمن خدمات Copilot Daily وميزة Podcast.

أما النموذج الثاني، MAI-1-preview، فيعتمد على معالجة النصوص، وهو أول نموذج أساسي تم تدريبه من البداية وحتى النهاية داخل مايكروسوفت. وأتاحت الشركة هذا النموذج للاختبارات العامة عبر منصة LMArena، على أن يتم توفيره قريبًا للتجربة في بيئات مختارة من Copilot.

في مقابلة مع موقع Semafor، أوضح مصطفى سليمان، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، أن النموذجين الجديدين صُمّما مع مراعاة الكفاءة والفعالية من حيث التكلفة.

 وأشار إلى أن نموذج MAI-Voice-1 لا يحتاج سوى إلى وحدة معالجة رسومات واحدة (GPU) لتشغيله، بينما خضع MAI-1-preview لعملية تدريب مكثفة على نحو 15 ألف وحدة معالجة رسومات من نوع Nvidia H-100.

للمقارنة، فإن نماذج أخرى مثل Grok من شركة xAI تطلبت أكثر من 100 ألف رقاقة للتدريب. وهنا علّق سليمان قائلاً: "سر نجاح النماذج يكمن في اختيار البيانات المثالية والتقليل من إهدار البيانات غير المفيدة، ما يضمن تدريبًا أكثر دقة وجودة."

استقلالية في مواجهة عمالقة الذكاء الاصطناعي

على الرغم من أن Copilot ما يزال يعتمد في الأساس على تقنيات GPT من OpenAI، إلا أن قرار مايكروسوفت بتطوير نماذجها الخاصة يعكس رغبتها في ترسيخ استقلاليتها. فالشركة التي استثمرت مليارات الدولارات في OpenAI لم تعد ترى أن الشراكة وحدها كافية، بل تسعى لبناء قدراتها الخاصة لمنافسة الشركات الرائدة في المجال مثل Google DeepMind وxAI.

أكد سليمان أن مايكروسوفت وضعت "خارطة طريق ضخمة تمتد لخمس سنوات"، مشيرًا إلى أن الشركة تستثمر في الذكاء الاصطناعي "ربعًا تلو الآخر". هذا التصريح يعكس جدية الشركة في خوض المنافسة على المدى الطويل، خصوصًا في ظل المخاوف المتزايدة من أن قطاع الذكاء الاصطناعي قد يواجه تباطؤًا أو أزمة في المستقبل القريب نتيجة التكاليف المرتفعة وضغط البنية التحتية.

تدرك مايكروسوفت أن الوصول إلى التكافؤ مع رواد تطوير الذكاء الاصطناعي يتطلب وقتًا واستثمارات ضخمة، لكنها تراهن على الجمع بين خبرتها التقنية، وإمكاناتها المالية، ورؤيتها الاستراتيجية الممتدة على خمس سنوات. وإذا نجحت في تنفيذ هذه الخطة، فقد تتحول إلى منافس محوري قادر على إعادة رسم خريطة هذا القطاع.

وبينما يتابع العالم خطوات عمالقة التكنولوجيا في سباق الذكاء الاصطناعي، يأتي إعلان مايكروسوفت ليؤكد أن المنافسة لم تعد محصورة بين عدد محدود من الشركات، بل باتت أكثر تنوعًا، مع دخول لاعبين جدد برؤى مختلفة ونماذج مبتكرة.