بركات عن جوزيه وثابت البطل: كنت بخاف منهم أكتر من أبويا

أكد محمد بركات، نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق، أن الفترة التي قضاها داخل القلعة الحمراء كانت مليئة بالمواقف التي لا تُنسى، سواء على مستوى البطولات أو التعاملات الإنسانية مع الجهاز الفني والإداري، مشيراً إلى أن شخصيتي البرتغالي مانويل جوزيه، المدير الفني التاريخي للأهلي، والراحل ثابت البطل، مدير الكرة الأسبق، كان لهما تأثير بالغ في مسيرته الكروية.
وأوضح بركات، خلال ظهور إعلامي، أنه كان يشعر برهبة شديدة تجاه جوزيه وثابت البطل، قائلاً: "كنت بخاف منهم أكتر من خوفي من أبويا الله يرحمه، لأن الاتنين كان عندهم شخصية قوية جداً، وصعب أي لاعب يتجاوز تعليماتهم أو يقصر في التدريبات أو المباريات"، لافتاً إلى أن الانضباط كان السمة الأساسية التي حكمت غرفة ملابس الأهلي في تلك الفترة.
وأضاف بركات أن قوة شخصية ثابت البطل انعكست بشكل واضح على الفريق، إذ كان بمثابة صمام الأمان للجهاز الفني والإدارة، وكان يتعامل بحزم في المواقف الصعبة، وهو ما منح اللاعبين شعوراً دائماً بالمسؤولية والانضباط. وأشار إلى أن جوزيه بدوره لم يكن يتهاون مع أي خطأ، سواء داخل الملعب أو خارجه، وكان دائم المتابعة لكل التفاصيل المتعلقة بلاعبيه.
كما شدد بركات على أن تلك الصرامة لم تكن سلبية، بل ساعدت في صناعة جيل ذهبي للنادي الأهلي بداية من عام ٢٠٠٥ وحقق بطولات محلية وقارية عديدة، وكتب تاريخاً استثنائياً في الكرة المصرية والأفريقية، موضحاً أن التعامل مع مدرب قوي وشخصية إدارية حازمة خلق حالة من الالتزام جعلت اللاعبين يقدمون أفضل ما لديهم في كل مباراة.
وأشار نجم الأهلي السابق إلى أن العلاقة بين اللاعبين وجوزيه لم تكن قائمة فقط على الخوف، بل على الاحترام المتبادل، حيث كان المدير الفني البرتغالي قادراً على كسب ود نجوم الفريق رغم صرامته، كما كان حريصاً على تحفيزهم بشكل دائم لتحقيق الانتصارات.
وتابع بركات حديثه مؤكداً أن ثابت البطل كان نموذجاً فريداً في الإدارة، إذ امتاز بالهدوء خارج المواقف الصعبة، والحزم وقت الأزمات، وهو ما ساهم في سيطرة الأهلي على معظم البطولات خلال تلك الحقبة.
وأوضح أن مجرد وجوده في غرفة الملابس كان يفرض جواً من الانضباط، حيث كان الجميع يدرك أن الالتزام هو الطريق الوحيد للاستمرار في الفريق.
واعتبر بركات أن المقارنة بين شخصية والده وبين جوزيه وثابت البطل تعكس حجم التأثير الكبير لهذين الرمزين في مسيرته، مؤكداً أن أي لاعب محظوظ عاش تلك التجربة يدرك جيداً قيمة ما قدمه هذا الثنائي للنادي الأهلي.
واختتم بركات تصريحاته بالتأكيد على أن ما تعلمه من جوزيه وثابت البطل لا يقتصر على كرة القدم فقط، بل امتد ليؤثر في شخصيته وحياته بعد الاعتزال، حيث تعلم معنى الانضباط، وتحمل المسؤولية، والالتزام الكامل بما يُطلب منه، وهي دروس اعتبرها الأهم في رحلته مع كرة القدم.