رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

مسار القهوة

من المعروف أن الاتصال يمثل حاجة إنسانية، ومن ثم فإن الاتصال، كظاهرة، ارتبط بوجود الإنسان ذاته. ومن المعروف أن تطور الإنسان قد واكبه تطور فى الاتصال، فمع تطور الحياة الإنسانية تطورت اللغة، وظهرت الكتابة، وتطورت، ثم ظهرت الطباعة، كل هذا جاء مواكبا للتطور الحضارى للإنسان ذاته، ومن ثم فليس غريبا أن تكون هذه التطورات قد تحققت فى كنف حضارات متتابعة سواء فى الصين أو فى مصر أو فى بلاد الرافدين.

وباستمرار التطور الحضارى للإنسان وتنامى احتياجاته الاتصالية ظهرت وسائل جديدة لتلبية هذه الاحتياجات مثل الهاتف والسينما والراديو والتليفزيون وتطبيقات الإنترنت وقبلهما الصحافة المطبوعة، ثم جاءت ثورة الأقمار الصناعية وظهور الشبكة العالمية للمعلومات بما أفرزته من تطبيقات اجتماعية ومواقع تواصل لم يسبق لها مثيل. وهكذا تتوالى الابتكارات المهمة فى مجال الاتصال والإعلام مرتبطة فى ذلك باستخداماتها لدى الإنسان.

وقد أدى هذا التطور إلى ظهور وسائل إعلام متنوعة تطورت إلى مؤسسات على درجة عالية من التنظيم والتعقيد فى أداء عملها. ومن الواضح أن هذه الوسائل ظهرت وتطورت نتيجة لما تحقق من تطور تكنولوجى فى مجال الاتصال والإعلام. ومن جهة أخرى فإن الأداء الوظيفى لهذه الوسائل يتطور أيضا نتيجة لعاملين رئيسيين، يتمثل الأول فيما يتيحه كل تطور تكنولوجى جديد من إمكانات مضافة لهذه الوسائل الإعلامية، أما السبب الثانى فيتمثل فى ظهور حاجات جديدة للأفراد والجماعات نتيجة لما يتحقق من تطور وتغيير اجتماعى.

وقد شهد الإعلام العربى بوسائله المتعددة، لاسيما الراديو والتليفزيون، فى السنوات الأخيرة تطورا بنائيا ملحوظا ظهرت نتيجته فى الأعداد الكبيرة من الصحف والمجلات والقنوات الإذاعية بالراديو والتليفزيون التى يبث كثير منها عبر الأقمار الصناعية ليصل إلى ما يستهدفه من متلقين، كما شهدت الدول العربية تطورا ملحوظا فى استخدام تطبيقات شبكة الإنترنت بما أتاح لكل فرد أن يكون قادرا على تمثيل نفسه وأفكاره ومعتقداته، وفى الوقت ذاته شهدت المجتمعات العربية تغيرات مهمة لأسباب مختلفة بعضها داخلى والآخر خارجى.

وتجدر الإشارة إلى أن التفات الدولة لأهمية ما يشهده العالم من انفتاح إعلامى وضرورة المحافظة على دور أو موقع متميز على المستوى الداخلى أو العالمى، أدى إلى مزيد من الحرص على التطور، بما يحقق مزيدا من التألق بإنتاج متميز ذى مضمون عالى الجودة، ومضمون ثقافى يعبر عن تاريخ أمة وحضارتها ويعالج قضاياها ومشاكلها، ويخاطب–ليس فقط–وجدان المصريين، ولكن أيضا يخاطب وجدان الأمة العربية فى الشرق والغرب.

وفى النهاية فإن تعاظم دور الإعلام المصرى على مختلف الساحات لا يمثل موقفا مفاجئا وإنما جاء تنفيذا لاستراتيجيات إعلامية مواكبة لموجات التغير الرهيبة، والانقلاب الساحق فى تكنولوجيا المعلومات، والتطور التقنى والاتصالى والفنى الذى يدور حولنا فى العالم، والذى شكل تحديدا واجهة الفكر المصري؛ فالإعلام المصرى ملتحم بالشارع، وهو إعلام جماهيرى يتجاوب مع الجماهير.

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب–جامعة المنصورة

[email protected]