رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

إن جريمة قرية دلجا بمركز دير مواس بمحافظة المنيا، ليست جريمة قانونية فيها انحراف وجور عن الحق فحسب، بل إن فاعلتها قد دفعها تصرُّفٍها البربرى الوحشى وفعلها المؤذى الخبيث، ليدخل فى مصاف جرائم الإبادة الجماعية، التى ترتكب بالقضاء على نوع نسل الجنس البشرى الممتد للأسرة الواحدة، وهذا السلوك من الجرائم قد بلغ حدا من الجسامة، وأودى بحياة عدد ٦ أطفال دمائهم ذكية وأرواحهم طاهرة نقية، وروح بريئة لوالدهم الشهيد، وهؤلاء الأبرياء المغدور بهم ظلمًا وعدوانا، هم جماعة من أسرة وطنية واحدة لعائلة مصرية، ضحايا لجريمة بشعة ارتكبتها روح شيطانية شريرة، عدوة للدين والأخلاق والإنسانية جمعاء، إنها زوجة الأب حليفة الشيطان والتى قامت بسلوك يجعلها فاعلة لجريمة مادية، يتوافر فيها ركن العمد والقصد الجنائى لها، فى النية والعزم والإرادة والشروع المادى فى تنفيذ جريمة القتل، فقد سولت لها نفسها مقترفة جريمتها النكراء، بإعطائهم جرعة من سم المبيد الحشرى، بعد أن مزجته ودمجته لهم فى الطعام بقصد التخلص منهم وهم من الذنب براءة، ولكن طباع النفس البشرية عندما تتفق مع هوى الشيطان ونزغاته الذى تطوف فى قلبها، لتبرير جريمتها الشنعاء وتصرفها الأحمق الممقوت، وشعور المجرمة بالغيرة من زوجة الزوج الأولى المطلقة، حينما قرر الزوج ردها إلى عصمته برابطة زوجية شرعية، وفى إقرار صريح منه عن مسئولية الأم، فى الحفاظ على تربية أبنائها التربية السليمة الحسنة، وهذه الضرورة الاجتماعية مهمة لعودة روح الدفء والحنان العائلى، وقوة لحمة تماسك وحدة نسيج الأسرة وهناء وسعادة البيت، من قوة هذا التلاحم وسلامة قيمه وتماسكه فى الحفاظ على كيان المجتمع، إلا أن كل هذه الأفعال من الود والمحبة، وتعزيز قوة ومتانة وتماسك الترابط والتقارب الأسرى، لم تتقبله الزوجة الثانية فأصيبت بالنكسة، وجرى الشيطان فى جسدها مجرى الدم فى العروق، فقذف فى قلبها نار الحقد الدفين وغيرتها الشديدة المذمومة، ولاحت لها غريزة شهوة التشفى والغدر والانتقام، ووسوس لها الشيطان بأن عودة الزوجة الأولى أم الأولاد، سوف تهدد كيان علاقاتها وترابطها مع زوجها.. وإن كانت الغيرة شعور طبيعى تشعر به أى زوجة كإنسان، إلا أنه يجب الحرص من التطرف نحوها أو الاستبداد بها، وذلك بالتقوى والإيمان بالتقرب إلى الله بالعبادات والأعمال الصالحة، حتى لا تجردنا من مشاعرنا الإنسانية وتؤدى بنا إلى الانزلاق نحو الهاوية، وهذه هى المأساة التى تعرض لها الأب والأبناء وفقدو حقهم فى الحياة، على يد سفاحة قاتلة غارت بها السبل وضاقت عليها الأرض بما رحبت، أوقعها الشيطان فى براثن شركه، فسقطط سقوطًا مأساويًا مروعًا بالسير فى طريقه، وتنتظر مصيرها فى حكم قضاء الله العادل، وختامًا لمقالى هذا قوله تعالى: «وَلَكُمْ فِى الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِى الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» الآية رقم (١٧٩) من سورة البقرة.