من موظف إلى مشرد.. عم سيد يروي رحلة الألم بعد أن خطفه المرض وتخلى عنه الأبناء مستغيثًا بوزيرة التضامن

وسط زحام شوارع المرج، يقف عم سيد مصطفى السيد العيد، رجل في العقد السادس من عمره، بملامح أنهكتها الأيام، وقلب مثقل بالحزن والخذلان. لم يتوقع يومًا أن تتحول حياته من موظف أفنى سنوات عمره في خدمة عمله إلى مشرد يبحث عن مأوى ولقمة عيش بعد أن جار عليه الزمن وتخلى عنه أقرب الناس.
قصة عم سيد تبدأ بعد خروجه إلى المعاش، حيث اعتقد أنه سيجد راحة وطمأنينة بعد سنوات التعب، لكن المرض كان في انتظاره؛ إذ أُصيب بمرض السكر الذي تطور سريعًا حتى انتهى الأمر ببتر إحدى قدميه، ليزيد من معاناته وعجزه عن الحركة والعمل.
المأساة لم تقف عند حدود المرض، بل ازدادت قسوة حين تخلى عنه أولاده، تاركين إياه وحيدًا يواجه برد الشارع وقسوة الوحدة، يقول بصوت متهدج: "كنت فاكر إن العيال هيسندوني، لكن لقيت نفسي مطرودًا، لا بيت ولا سرير ولا حتى رغيف عيش أسد بيه جوعي".
اليوم، يتنقل عم سيد بين أرصفة المرج، مستندًا على عكازه، يبحث عن مكان يبيت فيه أو يد دافئة تمتد لمساعدته، كل ما يملكه بطاقة هوية تُثبت وجوده، لكنها لا تحميه من الجوع أو المرض أو مرارة الغربة بين الناس.
ومن هنا يوجه عم سيد صرخة استغاثة إلى وزيرة التضامن الاجتماعي، راجيًا توفير مأوى ورعاية صحية تليق بإنسان أفنى عمره في العمل ثم وجد نفسه ضحية المرض والخذلان.
وختامًا قصة عم سيد ليست مجرد مأساة فردية، بل جرس إنذار لمئات الحالات المشابهة التي تعيش في الظل بلا سند، ويبقى السؤال: هل يجد هذا الرجل يدًا رحيمة تنتشله من شوارع المرج، أم سيظل شاهدًا حيًا على قسوة الزمن وجحود الأقربين؟

