رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

فكّ لغز زلزال أقوى زلزال ضرب أوروبا خلال قرون

الزلزال
الزلزال

توصل فريق من العلماء بقيادة جامعة لشبونة إلى أن زلزال عام 1755 الذي دمّر العاصمة البرتغالية وأدى إلى مقتل عشرات الآلاف كان ناجمًا عن ظاهرة جيولوجية نادرة تُعرف باسم "انفصال الغلاف الصخري". 

ولم تسجل هذه الظاهرة من قبل في المناطق المحيطية، إذ سبق توثيقها فقط في البيئات القارية. وتشير الدراسة إلى أن هذا الانفصال وقع في الصفيحة التكتونية الغارقة أسفل جنوب غرب شبه الجزيرة الأيبيرية، ما أدى إلى إطلاق طاقة هائلة بقوة 8.6 درجة على مقياس ريختر.

خرائط زلزالية متقدمة ترسم صورة أوضح للأعماق


اعتمد الباحثون في تحليلهم على بيانات زلزالية واسعة النطاق تم جمعها من أكثر من 380 محطة أرضية و24 جهازًا لرصد الزلازل في قاع المحيط، نُشرت قبالة سواحل البرتغال والمغرب بين عامي 2007 و2013. 

وباستخدام هذه البيانات، تمكن الفريق من بناء نموذج ثلاثي الأبعاد لحركة الموجات الزلزالية امتد من سطح الأرض حتى عمق 800 كيلومتر، ليكتشفوا شذوذًا عالي السرعة على عمق 250 كيلومترًا تحت سهل هورسشو الهاوي، وهي منطقة معروفة بتركيزها الزلزالي.

منطقة بلا دلائل سطحية لكنها تخبئ خطرًا كامنًا


اللافت في نتائج الدراسة هو غياب المؤشرات السطحية على وجود نشاط زلزالي نشط، فلا توجد جبال أو تشققات واضحة، ما يجعل هذه المناطق تبدو آمنة للوهلة الأولى. 

وأظهر تحليل البيانات أن جزءًا من القشرة المحيطية ينزلق ببطء إلى أسفل نحو وشاح الأرض، ما يتسبب في توليد صدوع جديدة قد تكون مسؤولة عن زلازل مدمّرة.

مراجعة شاملة لنماذج المخاطر الزلزالية


تشير كيارا سيفيرو، الباحثة المشاركة من جامعة تريستي، إلى أن هذا الاكتشاف يعيد النظر في الطريقة التي يتم بها تقييم مخاطر الزلازل، فإذا كانت مناطق لا تحمل دلائل سطحية يمكن أن تنتج زلازل هائلة، فلا بد من توسيع نماذج التنبؤ لتشمل التحركات التكتونية العميقة غير المرئية بالوسائل التقليدية. 

وأضافت أن سلوك الصفائح في مراحله المبكرة قد يحمل مفتاح التنبؤ بزلازل مستقبلية، خاصة في أوروبا الجنوبية.

زلزال لشبونة... تحذير من الماضي


و لا يزال الزلزال الذي ضرب لشبونة قبل نحو 270 عامًا حيًا في الذاكرة الأوروبية كواحد من أعنف الكوارث الطبيعية في التاريخ الحديث. 

ولم يتسبب فقط في تدمير المدينة الساحلية، بل أحدث موجات تسونامي وصلت سواحل شمال أفريقيا وأوروبا الغربية. ومع هذا الكشف العلمي، يأمل الباحثون في أن تسهم البيانات الحديثة في تجنّب تكرار هذا السيناريو المدمر عبر تحسين أنظمة التنبؤ والاستعداد للزلازل في المناطق المعرضة للخطر.

وتمثل الدراسة المنشورة في مجلة Nature Geoscience نقلة نوعية في علم الزلازل الأوروبي، وتؤكد على أهمية النظر إلى الأعماق لفهم ما يحدث على السطح. فالمخاطر قد تكون كامنة تحت أقدامنا، حتى لو لم تترك آثارًا مرئية.