ما سبب غياب جال جادوت عن مهرجان البندقية؟.. السر في إسرائيل

تغيب الممثلة الإسرائيلية جال جادوت عن مهرجان البندقية السينمائي هذا العام رغم مشاركتها في بطولة فيلم مرتقب بعنوان "في يد دانتي" والذي يشاركها فيه الممثل جيرارد بتلر.
ويأتي هذا الغياب وسط خلاف سياسي متصاعد ومخاوف أمنية أثارها دعمها المعلن لإسرائيل خلال حملتها العسكرية في غزة وهو ما وضعها تحت دائرة الانتقاد والكره العالمي.
دعوات للمقاطعة وتحذيرات أمنية
مع اقتراب عرض الفيلم لأول مرة هذا الأسبوع طالب نشطاء من مجموعة "فينيسيا من أجل فلسطين" بسحب الدعوة الموجهة لكل من جادوت وبتلر معتبرين أن دعمهما لإسرائيل يمثل تأييدا لجرائم حرب ودعما للإبادة الجماعية وأشاروا إلى أن حضور جادوت قد يحولها إلى “صاعق” يشعل الاحتجاجات ويؤثر على أجواء المهرجان.
إجراءات استثنائية في المهرجان
استعدادا لأي توتر محتمل فرض منظمو المهرجان إجراءات أمنية مشددة تمثلت في إقامة سياج فولاذي حول المنطقة الرئيسية للمهرجان وتشديد التفتيش على الحضور باستخدام أجهزة مسح للجسم وتفتيش للحقائب ومنح تصاريح دخول خاصة لجميع المشاركين
المهرجان يرفض الرقابة ويؤكد التضامن الإنساني
أكد رئيس مهرجان البندقية السينمائي ألبرتو باربيرا أن المهرجان كمؤسسة ثقافية لا يفرض الرقابة على أحد لكنه أعرب في المقابل عن حزنه لما يحدث في غزة مؤكدا أن قتل المدنيين وخاصة الأطفال نتيجة مروعة لحرب لم تنته بعد وشدد على أن المهرجان يبقى منصة مفتوحة للنقاش والتعددية.
الانقسام يطال هوليوود أيضا
ولم يمر غياب جادوت بهدوء إذ أثارت جدلا واسعا في أوساط صناعة السينما الأمريكية خاصة مع عرض فيلم "صوت هند رجب" في المهرجان وهو فيلم درامي من إنتاج تنفيذي لبراد بيت يروي قصة فتاة فلسطينية قتلت مع أفراد من عائلتها في غزة العام الماضي الفيلم أخرجته التونسية كوثر بن هنية وشارك في إنتاجه خواكين فينيكس وروني مارا ويُعرض لأول مرة أيضا في البندقية مما يعزز من التباينات داخل هوليوود بشأن الصراع.
جدل سابق حول فشل تجاري وآراء سياسية
جادوت تحدثت في وقت سابق هذا الشهر عن فشل فيلم "سنو وايت" الذي لعبت فيه دور الملكة الشريرة مشيرة إلى أن الأحداث السياسية التي أعقبت السابع من أكتوبر أثرت على نجاح الفيلم.
وقالت إن الضغط على المشاهير لاتخاذ مواقف من النزاع تسبب في خسائر تجارية لبعض الأعمال الفنية رغم الجهود لتوضيح وجهة النظر الإسرائيلية
الجدل مستمر والمشهد منقسم
لم تتوقف القضية عند بوابات المهرجان بل امتدت إلى تصريحات سياسية مثل تصريح النائبة الإيطالية إيزابيلا دي مونتي التي اعتبرت استهداف جادوت بسبب جنسيتها أمرا متهورا ودعت لاحترام حرية التعبير الثقافي والتعددية الفكرية وبين ضغوط سياسية واحتجاجات شعبية وانقسام داخل الأوساط الفنية يبقى مهرجان البندقية هذا العام مسرحا لصراع لا يخص الفن فقط بل يعكس توترا أوسع يمتد إلى السياسة والهوية والانتماء.