رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

مكاسب البلوجرز والتيك توكرز تتحول إلى أزمة تهدد القيم وتستدعي المحاسبة

البلوجرز والتيك توكرز
البلوجرز والتيك توكرز

 أصبحت مكاسب البلوجرز والتيك توكرز ملفًا ساخنًا يثير غضب الرأي العام بعد أن تحولت المنصات الرقمية إلى ساحة لتصدير مشاهد مثيرة للجدل تفتقر إلى الحد الأدنى من القيم. خلال الأشهر الماضية لاحظ الجمهور المصري تضخم أرباح أسماء مثل أحمد صبري وميادة حسن ووليد عادل بشكل غير مسبوق رغم تقديمهم محتوى وصفه خبراء بأنه هابط ولا يليق بمجتمع يواجه تحديات أخلاقية متزايدة

تصعيد غير مسبوق ضد محتوى “مخالف”:

 في الأسابيع الأخيرة، ألقت الأجهزة الأمنية القبض علي عشرات التيك توكرز والبلوجرز المراهقين الذين يجذبون ملايين المتابعين واتهمتهم بـ"الإسفاف" وغسل الأموال وتم استدعاء تحقيقات في ما لا يقل عن 10 حالات - مثل حالة مريم أيمن المعروفة باسم سوزي الاردنية التي تواجه تهم توزيع محتوى فاحش وغسل مبلغ 15 مليون جنيه مصري ­- بما يعادل نحو 300 ألف دولار

انفجار أرباح غير مسبوق:

 بحسب تقارير اقتصادية غير رسمية تجاوزت مكاسب بعض البلوجرز والتيك توكرز ملايين الجنيهات خلال شهور قليلة مستغلين الإعلانات والعقود التجارية التي تلهث وراء نسب المشاهدة. الباحث الإعلامي كريم فوزي أكد أن هناك فجوة هائلة بين حجم العوائد وطبيعة المواد المنشورة وهو ما يمثل خطورة مباشرة على شكل المحتوى الذي يتصدر واجهة المشهد الرقمي

صعود سريع يثير التساؤلات:

 لم يكن صعود أسماء مثل أحمد صبري وميادة حسن وليد عادل مجرد ظاهرة عابرة بل تحول إلى نمط متكرر حيث يحقق هؤلاء أرقام متابعة خيالية في فترات قصيرة وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول نوعية المواد التي يقدمونها ومدى مطابقتها للمعايير الأخلاقية. 

النقاد يشيرون إلى أن مكاسب البلوجرز والتيك توكرز لا تعتمد فقط على الإعلانات ولكن أيضًا على استغلال الفضائح والمشاهد المثيرة التي تثير الجدل وتجذب ملايين المتابعين

انتقادات مجتمعية متصاعدة:

 على الجانب الآخر يرى خبراء علم الاجتماع أن هذا المد الرقمي يضرب البنية الأسرية بشكل مباشر حيث يتعامل المراهقون مع المؤثرين كقدوة دون وعي بمخاطر تقليدهم.

الدكتورة نجلاء محمود باحثة اجتماعية حذرت من أن تكرار الإسفاف قد يؤدي إلى تطبيع ألفاظ وتصرفات لا تتناسب مع التقاليد المصرية مؤكدة أن مكاسب البلوجرز والتيك توكرز ليست مجرد أرقام مالية بل انعكاس لخلل في منظومة القيم

غياب تشريعات واضحة:

 المستشار القانوني سامح حمدي المحامي أوضح أن القوانين الحالية فضفاضة وغير كافية لمواجهة هذا الانفلات مشيرًا إلى أن استمرار الوضع دون تدخل تشريعي سيفتح الباب لمزيد من التربح غير المشروع. وطالب بضرورة إنشاء إطار قانوني يضع معايير واضحة للمحتوى الرقمي بما يحافظ على حرية التعبير دون السماح بتحويل المنصات إلى ساحات للإسفاف

بين الإبداع والاستغلال:

 في المقابل يؤكد بعض الخبراء أن المنصات الرقمية يمكن أن تكون أداة إيجابية إذا استغلت بشكل صحيح مشيرين إلى تجارب ناجحة في مجالات التعليم والتثقيف. لكن الخطورة الحقيقية تكمن فيمن حولوا الإسفاف إلى تجارة مربحة تبني مجدًا شخصيًا على حساب وعي المجتمع. ويظل السؤال الحاكم هل تتحرك الدولة سريعًا لضبط هذا المشهد أم تتركه لينفجر في وجهها لاحقًا

 الواقع الحالي يثبت أن مكاسب البلوجرز والتيك توكرز سلاح ذو حدين فهي تفتح آفاقًا جديدة للشباب لكنها في الوقت نفسه تقوض القيم إذا استمرت بلا ضوابط. المراقبون يجمعون على أن المعركة لم تعد مجرد جدل حول محتوى وإنما صراع أوسع على هوية المجتمع ومسؤوليته تجاه الأجيال المقبلة.