رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

الدولار يتراجع ومفيش حاجة بترخص

جشع التجار يهزم الحكومة

بوابة الوفد الإلكترونية

ربة بيت تصرخ: «مش عارفين نأكل عيالنا»

موظفة: «الفراخ واللحمة خاصمت موائدنا»

خبير: تصريحات خفض الأسعار سياسية وليست اقتصادية

 

حلم انخفاض الدولار بدأ يتحقق منذ شهرين والدولار يتراجع أمام الجنيه، تعلق المواطنون بالأمل، عسى أن تشهد الأسعار بالأسواق انخفاضاً، تمشياً مع انخفاض الأخضر الأمريكى، وقياساً على الارتفاع الدائم فى أسعار كافة السلع فى كل مرة يرتفع فيها الدولار ولكن كالعادة الأسعار فى السباق، وتغلب الجميع، حتى الحكومة تقف عاجزة أمام لهيب الأسعار الذى خرج عن كل منطق، واحترق بها الغلابة من الناس. 
جشع التجار أيضاً، يتحدى أى رقابة، لتظل صرخات المواطنين مدوية، تنطق بالعجز عن تلبية أبسط الاحتياجات اليومية، كشفت جولة «الوفد» بالأسواق، عن استمرار حالة الغليان فى الأسعار، وشكا المواطنون من ارتفاع أسعار كل السلع. 

وفى هذا السياق قال محمود على موظف، 44 عاماً، أثناء تجوله فى أحد محلات البقالة بالجيزة، بأن الأسعار لم تنخفض نهائياً وأن نفس الأسعار مستقرة فى الفترة الأخيرة وانه اعتاد على شراء مستلزمات المنزل بشكل أسبوعى ولكنه لم يجد هناك نزول فى الأسعار خاصة منتجات المعلبات والعصائر وغيرها من المنتجات الغذائية قائلاً: سمعت أنه من المفترض نزول للأسعار فى الفترة الأخيرة ولكن لما نزلت أشترى بنفسى لقيت الأسعار زى ما هى ومفيش أى أسعار نزلت خالص».
ووافقه فى الرأى ياسر حسن، موظف 39 عاماً، أنه نزل إلى الأسواق وقام بشراء اللحوم والدواجن لأسرته ولكنه وجد أن الأسعار لم تنخفض بل سعر اللحوم زاد بنسبة بسيطة فى الفترة الأخيرة ولم تنخفض وأسعار الدواجن أيضاً فسعر البانيه فى حدود 200 جنيه تقريباً لفترة طويلة واسعار اللحوم ولكن بالنسبة لانخفاض الأسعار هو لم يحدث وأسعار الزيوت والسمن والأرز لم تنخفض أيضاً قائلاً: «هى فين الانخفاض فى الأسعار بالعكس فى حاجات سعرها زاد شوية زى اللحوم ولكن معظم السلع مستقرة ولكن مفيش حاجة رخصت».
وقال يوسف على، صاحب متجر تجزئة بالجيزة، إنه يتسلم المنتجات الموردة إليه بنفس أسعارها فى الشهور الأخيرة ولم تشهد انخفاضاً بالعكس هناك منتجات زادت، مثل الشاى والقهوة، وأن تجار الجملة لم يقوموا بتخفيض أسعار السلع الغذائية وأنه يشترى بنفس الأسعار لمتجر التجزئة من كبار تجار الجملة والموردين وهم بنسبة كبيرة من يتحكمون فى الأسواق لمعظم السلع خاصة مع انخفاض سعر الدولار لم يصاحب ذلك انخفاض فى الأسعار رغم انهم فى حالة الزيادة يقومون بزيادتها قائلاً: «التجار الكبار فى الجملة هما اللى بيتحكموا فى الأسعار ولازم يكون فى انخفاض للأسعار عشان الناس تحس أنه فى تحسن».
أما ليلى محمد، ربة منزل، انفعلت بشدة كادت تصرخ، وتقول: «مش عارفين نأكل عيالنا.. التجار فى وادى والحكومة فى وادى تانى، وأنا شخصياً لا أستطيع تدبير وجبة غذاء محترمة لأولادى، اللحمة والدواجن خاصمت موائدنا منذ زمن ونسينا طعم الطبيخ، أما الجبنة اللى هى أضعف وجبة فى اليوم، أقل نوع بسعر 200 جنيه للكيلو، وأولادنا حرموا من طعم اللبن بعد أن وصل الكيلو 40 جنيهاً.. فأين دور الحكومة فى الرقابة على التجار الذين ينهشون فى لحمنا وليس جنوبنا». 
أما حنان، موظفة، قالت: «أقل نوع فاكهة بـ 50 جنيهاً، الموز اللى كان التلاتة كيلو بـ 20 جنيها أصبح بـ 40، الجوافة بـ 60، أما الخضار فأقل صنف بـ 50 و60 جنيه، سواء كان فاصوليا، أو بامية، ونطبخ «قرديحى، أو مكعب مرقة دجاج، بعد أن أصبح كيلو اللحمة بـ 450 جنيهاً، ولم تنخفض جنيهاً واحداً بعد انخفاض الدولار». 

يونس عثمان، صاحب أحد محلات السوبر ماركت بالجيزة، أن الأسعار فى الفترة الأخيرة لم تنخفض بالعكس تجار الجملة والتجزئة يبيعون بنفس الأسعار وهناك زيادة فى أسعار الشاى والقهوة لأنها مزاج المواطنين ومشروبات رئيسية بالنسبة إليهم وعليها إقبال كبير ولا تنتهى ولكن بالنسبة لمعظم الأسعار هناك استقرار نسبى بها.

وكانت الحكومة قد أكدت أن المطلوب حالياً هو أن يشهد المواطن انخفاضاً فى أسعار السلع، خاصة أن سعر الدولار يسجل انخفاضاً خلال الفترة الأخيرة مقابل الجنيه، وفى هذا الإطار، طالب رئيس الوزراء رئيس اتحاد الغرف التجارية بجمع رؤساء جميع الغرف التجارية فى تصريحاته مؤخراً، والتوافق على تخفيضات حقيقية فى الأسعار لمختلف السلع، مشيرة إلى أن الأزمة الاقتصادية التى تواجهها الدولة المصرية على مدار الفترة الماضية، تم تجاوزها، قائلًا: مؤشرات أداء الاقتصاد المصرى كلها جيدة، لكن أسعار السلع لا تتناسب أبداً مع هذا التحسن الإيجابى فى المؤشرات الاقتصادية، لذا يتعين أن نوفر الأسباب التى تدفع نحو مسار نزولى للأسعار، فكلما زادت الأسعار فى فترات سابقة نظراً لتحديات واجهناها، يجب أن تنخفض الآن.
وشدد الدكتور رشاد عبدالخبير الاقتصادى، على أن تصريحات الحكومة والتوصية بخفض الأسعار هى تصريحات سياسية وليست اقتصادية لأنها لا تطبق على الأرض وتخفى وراءها فشل الحكومة فى التعامل مع ملف الأسعار، فدائماً ما تأتى القرارات والاجتماعات مع الغرفة التجارية من أجل التخفيض والبعض يستجيب والبعض الآخر ويستجيبون لفترة مؤقتة حوالى أسبوعان ثم تعود الأسعار مرة أخرى للإرتفاع وهكذا وهو مايوضح أن التصريحات الحكومية لا تطبق على أرض الواقع ومعظم التجار لا يستجيبون لنداء رئيس الوزراء إلا فى فترات المواسم فقط مثل موسم بداية العام الدراسى وموسم رمضان لكن فى أغلب الأوقات لا تحدث استجابة.
وأضاف الخبير الاقتصادى، أنه بالنسبة لمسألة انخفاض الأسعار من قبل التجار فى الفترة الأخيرة شهدت تحسناً ملحوظاً فى انخفاض سعر الدولار وأيضاً توفره للتجار فى البنوك ووجود سيولة مالية فى العملة الصعبة وبالتأكيد لابد من أن ينعكس التراجع فى قيمة العملة الصعبة على الأسعار فى الأسواق وان يقوم التجار بتخفيض بعض أسعار السلع خاصة السلع الغذائية الأساسية مثل اللحوم والجبن والألبان لأنهم فى حالة زيادة الدولار يقومون بزيادة الأسعار وهنا دور الحكومة فى التدخل والمطالبة بخفض الأسعار ونحن دولة ليست اشتراكية مثل فنزويلا لوضع تسعيرة جبرية للتجار ولكن على الأقل هناك طرق أخرى لمعاقبة المخالفين سواء من التجار أو الشركات مع استقرار الدولار فى سوق الصرف وانخفاض ثمنه فى الفترة الأخيرة، ولكن ما يحدث هو العكس بل تجد بعض الزيادات فى الأسعار بشكل مستفز فالمواطن لا بد أن يشعر بأن الحكومة تقف بجانبه فهو تحمل كثيراً فى السنوات الأخيرة وكانت وعود الحكومة بتحسن الأوضاع ولكن حتى الآن على أرض الواقع لا يوجد تحسن ملحوظ فى الأسعار.