الدولار يتذبذب ويتراجع مع زيادة احتمالات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر

تذبذب الدولار اليوم الجمعة الموافق 29 أغسطس، ويتجه صوب الانخفاض بنسبة 2% في أغسطس مقابل العملات الرئيسية مع تزايد احتمالات خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لأسعار الفائدة الشهر المقبل بينما لا تزال المخاوف بشأن التهديدات لاستقلال البنك المركزي الأمريكي قائمة.. وفقاً لرويترز.
محاولات ترامب لفرض نفوذ أكبر على السياسة النقدية اثرت على الدولار
وأثرت حملة الرئيس دونالد ترامب لفرض نفوذ أكبر على السياسة النقدية، بما في ذلك محاولات إقالة ليزا كوك، إحدى محافظي الاحتياطي الفيدرالي، سلبًا على الدولار، خاصة مع رفع كوك دعوى قضائية تدّعي فيها أن ترامب لا يملك صلاحية إقالتها.
وتُعد المعركة القانونية أحدث فصل في محاولات ترامب لإعادة تشكيل البنك المركزي بعد انتقاده المتكرر لبنك الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه جيروم باول لعدم خفض أسعار الفائدة.
حذر بسوق العملات اليوم
فيما بدأت أسواق العملات يوم الجمعة بحذر، حيث استقر اليورو عند 1.1675 دولار أمريكي، متجهًا نحو تحقيق ارتفاع بنسبة 2% في أغسطس، وبلغ سعر الجنيه الإسترليني 1.3509 دولار أمريكي، بينما بلغ الين الياباني 146.97 ين للدولار.
واستقر الدولار الأسترالي عند 0.6533 دولار أمريكي، متجهًا لتحقيق مكسب بنسبة 1.6% خلال الشهر.
وبلغ مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، 97.917، متجهًا نحو انخفاض بنسبة 2% خلال الشهر، وانخفض المؤشر بنحو 10% هذا العام، إذ دفعت سياسات التجارة الأمريكية المتقلبة المستثمرين نحو الأصول البديلة.
وقالت كارول كونج، استراتيجية العملات في بنك الكومنولث الأسترالي: "في حين أن الرئيس ترامب قد يكون قادرا على خفض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية من خلال التأثير على تشكيل لجنة تحديد أسعار الفائدة، فإن أسعار الفائدة طويلة الأجل قد لا تستجيب بالمثل".
وتابعت:"إذا رأت الأسواق أن استقلالية لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية معرضة للخطر، فإن توقعات التضخم قد تصبح غير مستقرة، مما يدفع أسعار الفائدة طويلة الأجل إلى الارتفاع".
قرارات ترامب والتضخم
وقد أدى سعي ترامب لوضع مرشحين مختارين بعناية، يميلون إلى التيسير النقدي، في لجنة صنع القرار بالبنك المركزي إلى الضغط على العائدات قصيرة الأجل ودفعها إلى الانخفاض، في حين ارتفعت العائدات طويلة الأجل.
إن بنك الاحتياطي الفيدرالي المتأثر سياسياً والذي يبقي أسعار الفائدة منخفضة عن مستوياتها الطبيعية قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم وتقليص الطلب الأجنبي على الديون بسبب المخاوف بشأن المصداقية، في حين من المتوقع أيضاً أن يؤثر تدهور التوقعات المالية سلباً على السندات طويلة الأجل.
خفض أسعار الفائدة
قال محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر يوم الخميس إنه يريد البدء في خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل و"يتوقع تماما" المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة لتقريب سعر الفائدة الرئيسي للبنك المركزي الأمريكي من مستوى محايد.
وأظهرت بيانات يوم أمس الخميس أن الاقتصاد الأمريكي نما بوتيرة أسرع مما كان متوقعا في البداية في الربع الثاني، لكن الرسوم الجمركية على الواردات جعلت الوضع ضبابيا.
ومن المقرر أن يُحلل المستثمرون تقرير مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو مقياس التضخم المُفضّل لدى الاحتياطي الفيدرالي، في وقت لاحق من اليوم الجمعة.
وعلى أساس سنوي، يُقدّر تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي الرئيسي بنسبة 2.6%، بعد ارتفاعه بنفس المعدل في يونيو.