رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

فى الحومة

لم أتحدث فى مقالاتى عن التعليم ومشكلاته والحلول المناسبة لإصلاحه لإيمانى بأن هناك مشكلات عدة فى منظومة التعليم والتى لكى يتم إصلاحها يجب أن تتوافر لدينا معلومات كافية وصحيحة عن كافة الموضوعات ذات الصلة بالتعليم وعن النسق التعليمى لدول شبيهة اقتصاديا لنا وأسباب نجاح تلك النماذج، ومن هنا فإننى أرى وضع استراتيجية شاملة لإصلاح التعليم لا ترتبط بوزير بل بمنهج مدروس على إعلى مستوى بحثى وتقنى يبنى على أسس علمية دقيقة تراعى كافة الأبعاد وأهداف العملية التعليمية فى شقيها العام والفنى وتقوم المدرسة بواجبها التعليمى تجاه التلاميذ وعودتهم إلى حضن المدرسة بتقديم منتج تعليمى جيد يكون شخصية الطالب وينمى مهاراته ويجعل لديه قدرة على البحث والابتكار ويرسخ لديه القيم والمثل العليا ويصبح قوة فاعلة فى المجتمع، وما آثار حفيظتى لكتابة هذا المقال هو التهافت الغريب من أولياء الأمور والطلاب للتحويل إلى النظام الأمريكن، فالطوابير لا تنتهى على مكتب الأستاذة سحر عبدالرحيم، مديرة التعليم الثانوى بمديرية المنيا، وقيامها بشرح مزايا البكالوريا باعتبارها البديل الحكومى للأمريكان فطلبت من الاستاذ صابر زيان، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنيا، شرح للبكالوريا فأشار إلى أن الوزير يهدف فى خطته لإصلاح المسار التعليمى إلى دراسة كيفية عودة الطلبة إلى المدرسة للقيام بواجبها لتقديم منتج تعليمى يتقبله الطالب ويتفاعل معه بعيدا عن الحشو، وقد نجحت خطته فى عودة الطلبة للمدارس وكانت هناك مشكلات ترتبت على التسرب التعليمى وهى الدروس الخصوصية والتى أرهقت ميزانيات الأسر وباتت تشكل ضغط اقتصادى يمثل عبء كبير على المواطنين ولم يعد بعبع الثانوية العامة يمثل سنة واحدة والمشكلة الثانية والخطيرة التى ترتبت على حالة الانفلات التعليمى هى اتجاه الطلبة وأولياء الأمور إلى شهادة الأمريكن وبدأت تتنامى هذه الظاهرة بصورة خطيرة تعرض العملية التعليمية بأكملها للانهيار وعدم المصداقية فى التعليم الرسمى الحكومى وأصبح هناك يقين يساور قطاع عريض من الناس بأن نهاية المطاف هى شهادة الأمريكن وهذا خلق حالة من الاعتقاد بعدم جدوى التعليم الحكومى ونسى أو تناسى الناس أن المشكلة ازدادت تفاقما فهؤلاء الطلاب خريجى أمريكن فى الأعم الأغلب سيذهبون إلى الجامعات الخاصة ومن هنا أدرك وزير التعليم أن هذه الشهادة يجب أن يكون لها مثيل حكومى يلبى طلبات المواطنين فوضع نظام البكالوريا حيث يوفر فرص امتحانات متعددة لتحسين المجموع فى شهر مايو ويوليو فى الصف الثانى وشهرى يونيو وأغسطس فى الصف الثالث ودخول الامتحان فى المرة الأولى مجانا وفى المرة الثانية بمائتين جنيه للمادة فى حين أن الامتحان فى أمريكن المادة بثمانية آلاف جنيه كما يقلل نظام البكالوريا عدد المواد إلى ٤ مواد فى الصف الثانى و٣ مواد فى الصف الثالث مما يترتب عليه تقليل الضغط النفسى والاقتصادى على الطلاب وأسرهم كما يسمح لهم بالتركيز على مواد تخصصهم كما أنه يوسع من خيارات الطلاب التعليمية المؤهلة للتعليم الجامعى ويسهم فى تطوير المناهج الدراسية بدراسة مستويات متقدمة من بعض المواد مثل الرياضيات والفيزياء والاقتصاد وإضافة مواد حديثة تتناسب مع متطلبات سوق العمل المحلى والدولى مثل البرمجة والذكاء الاصطناعى وتم عمل بروتوكول مع اليابان فى هذا الشأن والحقيقة أن هذه المزايا لنظام البكالوريا كفيلة بعودة العملية التعليمية إلى مسارها الصحيح، حيث كانت فكرة تحسين المجموع مهمة وضرورية لمرور الطلبة بمرحلة سنية دقيقة يتعرض لتغيرات فسيولوجية ونفسية تؤثر على الاستيعاب والتركيز وكان يجب عدم اعتبار البكالوريا بديلا اختياريا بل إلزاميا ولهذا نناشد الجميع بنشر الوعى الكافى عن مزايا هذا النظام ومساندة السيد محمد عبد اللطيف، وزير التعليم، فى هذا المشروع الإصلاحى الشامل الذى سيخفف الأعباء عن كاهل الأسرة المصرية ويزيل الضغط النفسى الناتج عن امتحان الفرصة الواحدة، ومن هنا فإننا نرى البكالوريا هى الحل.