رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

جوجل تدخل سباق الذكاء الاصطناعي الحكومي بـ"جيميني".. عرض جديد يهدد منافسيها بسعر صادم

بوابة الوفد الإلكترونية

في خطوة استراتيجية جديدة، أعلنت شركة جوجل عن إطلاق نسخة مخصصة من نماذج الذكاء الاصطناعي تحت اسم "جيميني للحكومة"، موجهة بشكل خاص للوكالات والجهات الحكومية في الولايات المتحدة. المنصة، التي تضع جوجل في منافسة مباشرة مع عمالقة المجال مثل OpenAI وAnthropic وxAI، تقدم باقة واسعة من الأدوات المتقدمة تشمل NotebookLM، البحث المؤسسي عالي الجودة، بالإضافة إلى تقنيات إنتاج الفيديو والصور بالذكاء الاصطناعي.

أتمتة المهام الحكومية بوكلاء ذكاء اصطناعي

النسخة الحكومية من "جيميني" لا تقتصر فقط على توفير الأدوات التقليدية التي اعتاد عليها مستخدمو منصات الذكاء الاصطناعي، بل تركز بشكل رئيسي على أتمتة المهام الإدارية داخل المؤسسات الحكومية.
تروج جوجل لفكرة "الوكلاء المعدّين مسبقًا" القادرين على تنفيذ مهام مثل البحث المتعمق، توليد الأفكار، وإعداد التقارير، مع إمكانية تخصيص هذه الوكلاء لتلبية احتياجات كل جهة حكومية على حدة.

هذه الميزة تعد نقلة نوعية في كيفية اعتماد الجهات الحكومية على الذكاء الاصطناعي، حيث تمنح الموظفين أدوات أكثر كفاءة لإدارة البيانات، صياغة الخطط، وحتى دعم اتخاذ القرار بشكل أسرع وأكثر دقة.

أمن البيانات والامتثال للمعايير

مع إدراكها لحساسية البيانات الحكومية، أكدت جوجل أن "جيميني للحكومة" سيتوافق مع أعلى معايير أمان السحابة، بما في ذلك Sec4 وFedRAMP، مع توفير ميزات حماية إضافية ضد التهديدات الإلكترونية وضمان سرية المعلومات. هذا الالتزام بالأمن السيبراني يُعد نقطة بيع رئيسية، خصوصًا مع تصاعد المخاوف بشأن اختراق البيانات أو إساءة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

سعر مفاجئ يضغط على المنافسين

أحد أكثر الجوانب إثارة في إعلان جوجل هو التسعير غير المتوقع. فقد حددت الشركة تكلفة الاشتراك بـ 0.50 دولار فقط سنويًا للجهات الحكومية، مع إتاحة خيار دفع مبالغ إضافية للحصول على مستويات أعلى من الأمان.
هذا السعر المنخفض لا يُمثل فقط إغراءً للوكالات الحكومية، بل يُنظر إليه على أنه خطوة ساخرة تجاه المنافسين مثل OpenAI وAnthropic، اللتين طرحتا عروضًا حكومية خلال الأشهر الماضية بسعر دولار واحد على الأقل.

بهذه الخطوة، تسعى جوجل إلى الاستحواذ على حصة أكبر من السوق الحكومية، مستغلة قوتها المالية والتقنية لتقديم عروض أكثر جاذبية من منافسيها.

الذكاء الاصطناعي والسياسة: خطة ترامب في الواجهة

يأتي إعلان جوجل في وقت يتزامن مع خطة عمل الذكاء الاصطناعي التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يوليو الماضي. الخطة تهدف إلى تحويل الذكاء الاصطناعي إلى سلعة أمريكية وتعزيز الابتكار الوطني، لكنها في الوقت نفسه أثارت جدلاً واسعًا بسبب بنود مثيرة للجدل.

من أبرز ما جاء في خطة ترامب:

مطالبة الوكالات الفيدرالية بحجب التمويل عن الولايات التي تفرض لوائح مشددة على الذكاء الاصطناعي.

توجيه لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) للعب دور أكبر في تنظيم القطاع، وهو ما يمنح الإدارة التنفيذية سلطة أوسع على التكنولوجيا الناشئة.

التشديد على إزالة ما وصف بـ "التحيز الأيديولوجي" من نماذج الذكاء الاصطناعي، وهي نقطة أثارت تساؤلات بشأن مدى الرقابة السياسية على مخرجات هذه الأنظمة.

منافسة محتدمة على العقود الحكومية

إعلان جوجل يضعها مباشرة في صراع محتدم مع بقية شركات الذكاء الاصطناعي التي تتسابق للفوز بالعقود الحكومية المربحة. فبينما تركز OpenAI على تقديم أدوات بحث وتوليد نصوص متقدمة، وتعمل Anthropic على تعزيز سلامة النماذج، تسعى جوجل عبر "جيميني للحكومة" إلى تقديم حزمة شاملة تجمع بين الكفاءة، الأمن، والسعر التنافسي.

من الواضح أن دخول جوجل بهذا الشكل القوي إلى سوق الذكاء الاصطناعي الحكومي ليس مجرد خطوة تقنية، بل هو تحرك استراتيجي يستهدف السيطرة على قطاع حساس وحيوي. وإذا نجحت الشركة في إقناع الوكالات الحكومية بموثوقية منصتها، فقد تُغير قواعد اللعبة بالكامل، لتصبح "جيميني للحكومة" أداة أساسية في عمل المؤسسات الرسمية الأمريكية خلال السنوات المقبلة.