رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

«ماكرون» يرد على اتهامات نتنياهو: النكبة فى القطاع فجرت معاداة السامية عالميًا

الرئيس الفرنسى إيمانويل
الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون

قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى رسالة وجهها إلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إن الدعوة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة لا يمكن اعتبارها تعزيزًا لمعاداة السامية، بل تمثل الطريق «الضرورى» لضمان أمن إسرائيل وأوروبا على حد سواء.

وأضاف «ماكرون» فى الرسالة الخاصة: «إن التزامنا بمنح الشعب الفلسطينى دولة ينبع من قناعتنا بأن السلام الدائم شرط أساسى لأمن دولة إسرائيل».

وفى مواجهة اتهامات له بالتقاعس عن حماية اليهود الفرنسيين، وصف الرئيس الفرنسى الاعتداءات المعادية للسامية فى بلاده بأنها «جرائم شنيعة»، مؤكدًا أنه جعل من مكافحة تلك الاعتداءات «أولوية مطلقة» منذ توليه منصبه.

الرسالة جاءت فى سياق نزاع دبلوماسى متصاعد برز إلى العلن خلال الأسابيع الماضية مع تبادل اتهامات علنية وتسريب رسائل متبادلة، وذلك بعد إعلان ماكرون الشهر الماضى أن فرنسا ستعترف بالدولة الفلسطينية فى الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة فى سبتمبر. هذا الإعلان تبعته بريطانيا التى أكدت أنها ستقدم على الخطوة نفسها إذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة، فيما أشارت كندا وأستراليا إلى استعدادهما للاعتراف بالدولة الفلسطينية بشروط محددة.

كما شاركت فرنسا إلى جانب السعودية فى رعاية مؤتمر بنيويورك وقع خلاله ممثلو أكثر من 60 دولة على إعلان يضع إطارًا لإنهاء الحرب فى غزة، يتضمن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ونزع سلاح حركة حماس.

لكن رد نتنياهو كان سريعًا وحادًا. ففى رسالة مؤرخة فى 17 أغسطس، اتهم رئيس الاحتلال باريس بالتقصير فى مواجهة تصاعد الهجمات المعادية للسامية فى فرنسا، محذرًا من أن الدعوة لإقامة دولة فلسطينية «تؤجج نار الكراهية ضد اليهود وتشجع الذين يهددون الجالية اليهودية فى فرنسا».

الحجج نفسها تبنتها واشنطن على لسان سفيرها فى باريس تشارلز كوشنر، الذى نشر رسالة مفتوحة فى صحيفة وول ستريت جورنال قال فيها إن «التصريحات التى تهاجم إسرائيل، والإيحاء بالاعتراف بدولة فلسطينية، تغذى التطرف وتشجع على العنف وتعرض حياة اليهود الفرنسيين للخطر». وزارة الخارجية الأمريكية أيدت ما ورد فى رسالته، مؤكدة دعمها لموقفه.

ماكرون أوضح فى رسالته أنه قام «بواجب المجاملة» وأبلغ نتنياهو مسبقًا بنيته نشر مضمون الرسالة «لتوضيح طبيعة نقاشاتنا». ووصف نفسه بأنه «صديق وفيّ» للزعيم الإسرائيلى، لكنه شدد على أن حرب إسرائيل فى غزة لم تخلّف «كارثة إنسانية مروعة» فقط، بل ساهمت أيضًا فى تأجيج معاداة السامية عالميًا.

وكتب الرئيس الفرنسى: «احتلال غزة والتهجير القسرى وتجويع الفلسطينيين، إلى جانب ضم الضفة الغربية وخطاب الكراهية، لن تقود إسرائيل إلى النصر، بل ستزيد عزلتها وتضع المجتمعات اليهودية حول العالم فى دائرة الخطر».

هذا الأسبوع أعلنت مجموعة خبراء غذاء معتمدة من الأمم المتحدة أن المجاعة تفشت فى مدينة غزة، وهو ما نفته الخارجية الإسرائيلية.

وبينما تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار، أشار ماكرون إلى أن القمة التى عُقدت فى نيويورك فى يوليو رسمت ملامح خطة سلام تتضمن قوة دولية لتحقيق الاستقرار فى غزة ونزع سلاح الجماعات المسلحة «بدءًا بحماس»، واصفًا الالتزام الدولى بأنه «غير مسبوق».

وقال لنتنياهو: «نحن نعرض عليك طريقًا للمضى قدمًا بضمانات من المجتمع الدولى وشركاء إقليميين سيدعمون السلام. فما هو الطريق الذى يمكن أن تقدمه إسرائيل؟».