قيام الليل.. خطأ شائع يحرمك من الأجر ويضاعف الوزر

لا شك أن صلاة قيام الليل من أعظم الطاعات وأقرب القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربهلا شك أن صلاة قيام الليل من أعظم الطاعات وأقرب القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فهي سرٌّ من أسرار الطمأنينة، وسبب لعلو الدرجات، وبها يمدح الله عباده الأبرار.
فهي سرٌّ من أسرار الطمأنينة، وسبب لعلو الدرجات، وبها يمدح الله عباده الأبرار.
لكن مع عِظَم هذا الفضل، يقع كثيرون في خطأ شائع، حين يظنون أن قيام الليل يمكن أن يعوضهم عن الصلوات المفروضة التي فاتتهم في وقتها.
حول هذا الأمر، أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الصلوات الفائتة لا تُقضى إلا بمثلها، فمن فاتته صلاة الظهر، لا يجزئ عنها أن يصلي ركعتين قيام ليل أو غيرها من النوافل، بل يجب أن يصلي الظهر أربع ركعات كما هي، مؤكداً أن الاعتقاد بأن النوافل والسنن تعوض الفريضة اعتقاد خاطئ لا أصل له.
وأضاف أن قيام الليل عبادة عظيمة، لكنها ليست بديلاً عن الفريضة، بل هي باب من أبواب الطاعة والزيادة في الأجر، أما الفروض فلا يغني عنها شيء، ولا تُترك بحال.
فضل قيام الليل:
قيام الليل هو شرف المؤمن ودليل صدقه، وقد قال النبي ﷺ: "أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل". وفي الثلث الأخير من الليل، يتنزل الله تعالى إلى السماء الدنيا فيقول: "هل من داع فأستجيب له، هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له".
وقد أثنى الله على عباده القائمين بقوله:
«تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ» (السجدة: 16).
عدد ركعات قيام الليل وكيفيتها:
ليس لقيام الليل عدد محدد من الركعات، وإنما ورد أن النبي ﷺ كان يصلي إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، يصلي ركعتين ركعتين ثم يوتر بواحدة. والقاعدة العامة: «صلاة الليل مثنى مثنى»، أي يُسلم المصلي من كل ركعتين.
ويُستحب أن يبدأ المصلي ركعتين خفيفتين، ثم يُطيل في القراءة والركوع والسجود ما استطاع.
حكم قيام الليل:
اتفق الفقهاء على أن قيام الليل سنة مؤكدة في حق الأمة، بينما كان واجبًا في حق النبي ﷺ؛ لقوله تعالى: «ومن الليل فتهجد به نافلة لك».
دروس القيام:
- لا يُعوَّض فرض فائت إلا بقضائه كما هو.
- قيام الليل عبادة مستقلة لا تُجزئ عن الفروض.
- المحافظة على الفروض أولاً ثم التزود بالنوافل هو الطريق الصحيح لنيل رضا الله.
- الحرص على القيام يورث صفاء القلب ونور الوجه وسعة الرزق.
ختامًا، قيام الليل عبادة عظيمة تفتح أبواب الرحمة وتغفر الذنوب وتورث صاحبها القرب من الله، لكنه لا يعوض الصلاة الفائتة، فالفرائض هي الأصل، والسنن مكملات تزيد العبد رفعة وقربًا من مولاه.