فى محبة "أم النور"
اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن ﻳﺸﺎرﻛﻮن اﻷﻗﺒﺎط اﺣﺘﻔﺎل »ﻋﻴﺪ اﻟﻌﺬراء«
البابا تواضروس يرأس قداسًا بـ«العلمين».. وملايين الزوار بـ«دير درنكة»
الأنبا يؤانس لـ«كنائس العالم»: تعالوا لتحللوا عمق العلاقة بين الأقباط و«أم النور»
«100 ألف» زيارة لـ«كنيسة مسطرد».. والأنبا مرقس: المسلمون مع الأقباط أثناء الاحتفال
محافظ أسيوط يروى تفاصيل رؤيته للسيدة مريم فى المنام
احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بـ«عيد صعود العذراء مريم»، بعد فترة صوم استغرقت 15 يومًا، وسط أجواء روحية تخللتها صلوات، وقداسات، بمختلف الكنائس.
وترأس قداسة البابا تواضروس الثانى- بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، قداس آخر أيام صوم السيدة العذراء، بكنيسة السيدة العذراء، والشهيدة مارمينا بمدينة العلمين، بمشاركة الأنبا بافلى الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزه بالإسكندرية، والأنبا كاراس أسقف مطروح، والخمس مدن الغربية، والقمص إبرام إميل وكيل عام بطريركية الإسكندرية، وعدد من الكهنة، والشمامسة.
وفى القداس الذى حضره مئات الأقباط أشار البابا إبان تأملاته فى «إنجيل القداس» إلى العذارى الحكيمات، والجاهلات، لافتًا إلى أن يوم الجمعة الماضى يوافق تذكار نياحة- رحيل- القديسة مارينا الراهبة.
وقال: إن طريق القداسة مفتوحًا أمام الجميع حسب الوصية، مشيرًا إلى أن الفارق بين العذارى الحكيمات، والجاهلات يتلخص فى تقدير الوقت.
وأضاف خلال عظته بقداس عيد صعود السيدة العذراء بمدينة العلمين، الجمعة الماضى، أن ثمة مبادئ لحياة، وطريق القداسة، أولها أن القديس يجب أن يأخذها من الإنجيل، والأسرار المقدسة، وسير القديسين.
وأشار إلى ضرورة مجاهدة النفس لطرد الخطية، وأردف قائلًا: «احفظ ثوبك، وفكرك، وقلبك، ولسانك طاهرين»، مؤكدًا أن الاشتياق إلى الأبدية يجعل القديس حذرًا، كما أن الكنائس تسمى على أسمائهم باعتبارهم قدوة.

واستطرد قائلًا: «للقديسين صفات كثيرة من بينها الفرح، والاحتمال، والتواضع».
إلى ذلك شهدت مختلف الإيبارشيات احتفالات واسعة بـ«عيد العذراء»، وأقيمت القداسات، والاحتفالات، والتى يأتى فى مقدمتها الاحتفال المليونى بدير السيدة العذراء بأسيوط، الشهير بدير «درنكة».
وقاد الأنبا يؤانس مطران أسيوط، وسكرتير المجمع المقدس الاحتفالات بدءًا من صلوات النهضة الروحية فى ختام أيام الصوم، مرورًا، بالاحتفال الشعبى، وقداس العيد.
ويضم دير درنكة مجموعة من الكنائس، أقدمها كنيسة السيدة العذراء «المغارة»، والتى تقع داخل حضن الجبل، ويبلغ طول واجهتها 160 مترًا، وعمقها 60 مترًا، ويرجع تاريخ المغارة إلى نحو 2500 سنة قبل الميلاد، وهناك كنيسة السيدة العذراء المنارة، وكنيسة ماريوحنا، وكنيسة الميدان، وكنيسة النجمة، وكنيسة الصليب.
وحسب طقس احتفالى خاص بالدير الأثري- الذى يعد آخر نقطة من نقاط رحلة العائلة المقدسة إلى مصر-، فإن موكبًا مهيبًا من الكهنة، والرهبان، والشمامسة بقيادة الأنبا يؤانس يخرج من مغارة السيدة العذراء- إحدى نقاط رحلة العائلة المقدسة- وصولًا إلى أسفل الجبل، حاملًا أيقونتين كبيرتين، وسط تراتيل، وتسابيح، وأجواء روحية، تعقبها عظة المطران، وتختتم بقداس إلهى فجر الجمعة.
ويشهد الدير خلال الاحتفال حضورًا أمنيًا كثيفًا فى محيطه، فيما تتولى فرق الكشافة عملية تنظيم دخول الوافدين من مختلف الجنسيات، والطوائف، حيث يحضر الاحتفال الشعبى السنوى وفود من دول إفريقية، إلى جانب قطاعات واسعة من المسلمين، والمسيحيين.
وفى العيد الذى شهده محافظ أسيوط اللواء هشام أبو النصر، ولفيف من القيادات الشعبية، والتنفيذية، والدينية، نقل المحافظ تهئنة الرئيس عبدالفتاح السيسى للأقباط، معرجًا على أنه رأى السيدة العذراء فى منامه ضاحكة مستبشرة، مشيرًا إلى أن هذه الرؤية تحمل بشارة للمصريين بأنه عام مختلف، سيعم فيه الرخاء.
ومن داخل الدير أشار الشيخ عيد على مدير أوقاف أسيوط إلى مكانة السيدة مريم فى القرآن الكريم، لافتًا إبان تهنئته الأقباط بعيد «صعود العذراء» إلى أن حضوره احتفال الكنيسة يعكس المحبة السائدة بين أبناء الشعب المصرى.
وأضاف خلال كلمته باحتفالية مطرانية أسيوط بـ«عيد العذراء»، أول أمس الجمعة، أن مصر تحت ظل قيادتها السياسية ستظل رمزًا للأمن، والأمان إلى الأبد.
وعلى الصعيد ذاته دعا الأنبا يؤانس مطران أسيوط كنائس العالم لزيارة مصر، ودير السيدة العذراء بأسيوط على وجه الخصوص، ليس فقط من أجل سياحة دينية، ورؤية محطات العائلة المقدسة، وإنما ليروا علاقة الأقباط بالسيدة العذراء.
المطران الذى يشتهر داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بـ«تسبحة كيهك»، والتى تشهد حضور آلاف الأقباط من كل محافظات مصر، أشار إلى أن دعوته وفود كنائس العالم لزيارة دير «درنكة» تأتى فى سياق فتح مجال لتحليل مشهد الحضور الجماهيرى اللافت سنويًا فى عيد العذراء.
وخلال كلمته قال مطران أسيوط: إن كل فرد حضر للدير- من كل أنحاء مصر- له علاقة خاصة بالسيدة العذراء، وما جاء إلا ليشهد احتفالًا روحيًا.
وأردف قائلًا: «هذا المكان- دير السيدة العذراء بأسيوط- تبارك بزيارة العائلة المقدسة، وبذلك أصبح رمزًا دينيًا عالميًا، وكل من يأتى إليه ينال بركة إلهية- على حد قوله-».
واستطرد: الذين زاروا الدير خلال فترة الصوم نحو 6 ملايين زائرًا، ولم تصل شكوى واحدة من رجال الأمن رغم الأعداد الكبيرة.
وأوضح الأنبا يؤانس أن الاحتفالات لا بد أن تسفر عن تغير القلوب للأفضل، مشيرًا إلى أن هذه مهمة المناسبات الدينية.
وعرج مطران أسيوط على قضية الرجاء فى حياة العذراء، مشيرًا إلى أنها نشأت يتيمة، وتربت فى بيت ملحق بالهيكل، لكنها كانت دائمًا هادئة، حمولة، ممتلئة بالرجاء.
ومن جانبه قال البابا تواضروس الثانى إبان عظته الأسبوعية تحت عنوان «لقاءات يومية، وسنوية مع السيدة العذراء»: إن الأقباط يلتقون بالسيدة العذراء سنويًا خلال محطتين هما «شهر كيهك»، وهو الشهر الرابع من شهور السنة القبطية، لافتًا إلى أنه «محطة شتوية»، ويتميز بقصر نهار أيامه، وفيه أربع آحاد يقرأ فيها آيات من الإصحاح الأول «إنجيل لوقا»، وله نغمة، وتسابيح كيهكية خاصة.
ووصف اللقاء- سالف الذكر- بأنه يتضمن «طاعة قلبية، وأذن مستجيبة»، وتواضع.
وأضاف خلال عظته الأسبوعية أن محطة شهر «كيهك» يوجد بها «الوعد، وتحقيقه»، والوعد- على حد تعبيره- ميلاد يوحنا المعمدان، وميلاد المسيح.
وحسبما أفاد البابا فإن المحطة الثانية تأتى فى «صوم السيدة العذراء»، وهى محطة صيفية، محببة للجميع،– على حد قوله-، ويتميز صوم العذراء بوجود نهضات روحية بكل الكنائس، تستهدف النهوض، والقيام من غفلة الخطيئة، والتمتع بفضائل العذراء.
إلى ذلك شهدت كنيسة العذراء- مسطرد- إقبالًا شعبيًا كثيفًا إبان احتفالات «عيد صعود العذراء»، وتعد الكنيسة إحدى محطات رحلة العائلة المقدسة، إذ يوجد بها البئر المقدس الذى شربت منه العائلة خلال رحلتها إلى مصر، والمغارة الأثرية.
ويشير الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة إلى أن زيارات كنيسة العذراء- مسطرد- إبان فترة احتفالات «عيد صعود العذراء»- الشهير بـ«مولد العذراء» تتراوح بين 20 و30 ألف زيارة يومية، ويرتفع معدل الزيارات أيام الجمعة، والأحد ليصل إلى 100 ألف زيارة».
بجانب ذلك شهدت أديرة الجرنوس بالمنيا، وجبل الطير بـ«سمالوط» احتفالات مماثلة، تضمنت حضور آلاف الأقباط فى ختام صوم العذراء.
وتشترك الاحتفالات القبطية فى الصلوات، والألحان الكنسية، والزغاريد، إذ تجمع هذه المناسبة بين الطقوس الدينية، والشعبية، ويتخللها إضاءات على رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.
يشار إلى أن هذا العيد هو واحد من 9 أعياد تخصصها الكنيسة للسيدة العذراء، ويتميز بمشاركة واسعة من المسلمين، والطوائف الأخرى فى زيارة الكنائس، والأديرة.
ويفرض الأقباط تزامنًا مع قرب «صوم العذراء» طقسًا روحيًا مبكرًا عن الموعد المحدد، بالتوازى مع مداومة على حضور النهضات الروحية المسائية بالكنائس المختلفة.