رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

إعلان المجاعة فى غزة

بوابة الوفد الإلكترونية

إسرائيل تفتح أبواب الجحيم و«نتنياهو» يفاوض تحت النار

ارتفاع حصيلة الإبادة ونزوح 800 ألف فلسطينى

 

جثث متناثرة وأرواح تئن تحت الركام تنازع انفاس الحياة الأخيرة ومئات الخيام محترقة وصفارات الإسعاف تعلو الاستغاثات منذرة بالمجازر يهرول المسعفون ينبشون بأظافرهم يحاولون إنقاذ ما تبقى هذا وجه غزة غارق فى الدماء. 
ودعت غزة أمس الرضيعة غدير بريكة (5 أشهر)، فى مجمع ناصر الطبى بعد ان قتلتها المجاعة ولدت غدير وهى تعانى من ضمور واعتلال فى الدماغ وشلل دماغى، لكنها كانت تنبض بالحياة، وظلت تقاوم مثل كل أطفال غزة. لكن سوء التغذية الحاد ونقص الغذاء والعلاجات اللازمة حاصرا جسدها الصغير، فتدهورت حالتها الصحية حتى فارقت الحياة فيما لا تزال والدتها تعانى سوء التغذية.
حولت الإبادة الصهيونية غزة لمقبرة صامتة للأطفال، حيث يحاصر الجوع أنفاسهم الصغيرة حتى تختفى.
أعلنت الأمم المتحدة وخبراء دوليون رسميا تفشى المجاعة على نطاق واسع فى قطاع غزة، وهى المرة الأولى التى تعلن فيها المجاعة بمنطقة الشرق الأوسط.
فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الغذاء العالمى، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بيانا مشتركا بجنيف أكدت فيه أن أكثر من نصف مليون شخص فى غزة عالقون فى مجاعة.
وأعلن التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى، وهو مرصد عالمى لمراقبة الجوع، إن المجاعة تفشت فى منطقة فى قطاع غزة وستنتشر على الأرجح فى الشهر المقبل، فى تقييم من شأنه أن يزيد الضغط على إسرائيل من أجل السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطينى.
أكد التصنيف أن 514 ألفا تقريبا، أى ما يقرب من ربع سكان قطاع غزة، يعانون من المجاعة وأن هذا العدد سيرتفع إلى 641 ألفا بحلول نهاية سبتمبر المقبل.
وأضاف ان نحو 280 ألفا تقريبا من هؤلاء يعيشون فى المنطقة الشمالية بالقطاع التى تضم مدينة غزة، المعروفة بمحافظة غزة، التى يقول التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى إنها فى حالة مجاعة بالفعل، وهو أول تصنيف من نوعه فى القطاع. أما الباقون فيعيشون فى دير البلح فى وسط القطاع وخان يونس فى الجنوب وتوقع المرصد أن تضرب المجاعة المنطقتين بنهاية الشهر المقبل.
ولتصنيف منطقة على أنها فى حالة مجاعة بالفعل، يجب أن يعانى 20% على الأقل من السكان من نقص حاد فى الغذاء وطفل من كل 3 أطفال من سوء تغذية حاد ويموت شخصان من بين كل 10 آلاف يوميا بسبب الجوع أو سوء التغذية أو المرض.
وحتى إذا لم تصنف منطقة ما على أنها فى حالة مجاعة لعدم استيفاء هذه المعايير، يمكن للتصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى أن يحدد أن الأسر تعانى من ظروف المجاعة المتمثلة فى الجوع والعوز والموت بسبب ذلك.
وجه وزير حرب الاحتلال «يسرائيل كاتس» تهديدا هو الأعنف والأكثر مباشرة لحركة حماس، متوعدا بفتح أبواب الجحيم على قادتها فى غزة، وتحويل المدينة إلى دمار شامل على غرار ما حل بمدينتى رفح وبيت حانون، ما لم توافق الحركة على شروط الاحتلال لإنهاء الحرب. مما يعد الإنذار النهائى بعد يوم واحد من مصادقة حكومة الاحتلال على خطة عسكرية جديدة تهدف إلى الحسم فى القطاع.
وتوعد «كاتس» بتدمير مدينة غزة فى حال لم تتخل حركة حماس عن سلاحها ولم تطلق جميع الرهائن الذين ما زالوا قيد الاحتجاز وإنهاء الحرب بشروط إسرائيل.
وكتب «كاتس» عبر منصة إكس «قريبا، سوف تُفتح أبواب الجحيم على رؤوس قتلة ومغتصبى حماس حتى يوافقوا على شروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وهى بشكل أساسى إطلاق سراح جميع الرهائن والتخلى عن السلاح». 
وتأتى تصريحات «كاتس» بعد ساعات من إعلان رئيس وزراء الاحتلال «بنيامين نتنياهو» أنه أصدر توجيهاته للبدء فورا بمفاوضات لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين فى قطاع غزة. وأكد «نتنياهو» أن المفاوضات ستتزامن مع خطط السيطرة على مدينة غزة وهزيمة حماس. 
ووثقت مستشفيات القطاع فى اليوم 686 من حرب الإبادة على غزة، استشهاد واصابة العشرات جراء القصف الإسرائيلى وارتكب الاحتلال مجزرة جديدة، حيث قصف مدرسة تؤوى نازحين فى حى الشيخ رضوان بمدينة غزة وسط القطاع، مما أدى لاستشهاد 20 فلسطينيا وإصابة عدد آخر.
أعلنت وزارة الصحة فى غزة رفضها بشكل قاطع طلب سلطات الاحتلال نقل موارد النظام الصحى من محافظة غزة إلى جنوب القطاع، وقالت إن هذه الخطوة من شأنها حرمان أكثر من مليون إنسان من حقهم فى العلاج وتعرض حياة السكان للخطر.
وأعلنت الأمم المتحدة، بلوغ عدد الفلسطينيين النازحين فى غزة جراء الهجمات الإسرائيلية أكثر من 796 ألف شخص منذ منتصف مارس الماضى. مشيرة إلى أن ما يقرب من 17 ألف حالة نزوح سجلت الأسبوع الماضى.
وأوضحت نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة دانييلا جروس، فى تصريح صحفى،أن النزوح القسرى زاد بسبب الهجمات الإسرائيلية، وأن ما يقرب من 17 ألف حالة نزوح جديدة فى أنحاء غزة سجلت ما بين 12 و20 أغسطس الجارى. واضافت أن 95% من النزوح القسرى يحدث فى مدينة غزة، وأن الناس يفرون من شرق المدينة إلى جنوبها وغربها هربا من الهجمات الإسرائيلية.
وخلفت الإبادة 62 ألفا و192 شهيدا، و157 ألفا و114 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين،، كما أزهقت المجاعة أرواح 271 شخصا، بينهم 112 طفلا.