قالوا قديمًا فى الحكم والأمثال «الوريث غلبان» فى دلالة وإشارة لمن ورث تركة من الديون والمشاكل، وبئس الميراث ما ورث مجلس إدارة النادى الإسماعيلى برئاسة المهندس نصر أبو الحسن. أعباء وتحديات وملفات شائكة وقضايا عالقة حملاً ثقيلاً «تنوء منه الجبال». وفى الرياضة كما السياسة، كان قدر مجلس أبو الحسن أن يتحمل أخطاء وخطايا المجالس السابقة، وما ارتكبوه من أخطاء، وما تراكم عبر سنوات عديدة من سوء وتردى الإدارة وعدم رشادة التخطيط، ليصل النادى الشعبى العريق إلى ما هو عليه من وضع لا يسر عدوا أو حبيبا، وإن كان يعجب البعض داخل الإسماعيلية.
مجلس أبو الحسن، والجميع يعلم ذلك، وعلى رأسهم ما يطلق عليهم «جبهة إنقاذ الدراويش»، تسلم نادى مثقل بالقضايا الدولية والديون، مشاكل رياضية، وواقع إدارى متردى داخل النادى، أزمات جماهيرية، وتحديات مالية كبيرة. زاد من سوء الوضع والضغوط الواقع الذى أصبحت عليه صناعة كرة القدم فى مصر من ارتفاع التكاليف والأعباء، مع ناد كبير بجماهيره محدود بموارده، يعانى شحاً من المحبين والداعمين.
المنطق يقول مع شح الدعم، واشتراطه فى كثير من الأحيان، مع مجلس إدارة لا يملك عصا موسى، أن يبدأ بالتعاطى مع المشاكل المتراكمة، وحالة الترهل الإدارى والمالى التى أصبح عليها النادى الشعبى، ويكفى للتدليل ما أعلنه رئيس النادى من نجاح المجلس فى إغلاق 12 قضية دولية حكم فيها ضد النادى الإسماعيلى من أصل 15 قضية والفاعل الأصلى فيها المجلس السابق، بإجمالى غرامات تصل لنحو 9 ملايين دولار، استنزفت موارد النادى المحدودة من الأساس، وهذا فى حد ذاته نجاح كبير للمجلس وأعضائه، رغم الضغوط الجماهيرية والخلافات الداخلية.
قطعا النادى الإسماعيلى فى موقف صعب لا يليق بتاريخه، ولا بحجم جماهيريته داخل وخارج مصر، ولا بحجم عشق أبناء الإسماعيلية له، وبالتأكيد المجلس الحالى له أخطاؤه. لكن قبل الهجوم والتقطيع والتشكيك فى ذمم أعضاء المجلس جل ذنبهم أنهم تطوعوا عن طيب خاطر لخدمة النادى وجماهيره.
والحديث لمن يطلق عليهم «جبهة إنقاذ الدراويش»، خضتم الانتخابات وفشلتم، ثم دعوتم لسحب الثقة من المجلس وفشلتم أيضاً، ما أفهمه أن من يرد الإنقاذ والدعم فليتقدم، أم أن الدعم مشروط بالمنصب؟!. ومن يرد دعم النادى حقًا فعليه أن يتقدم بالمبادرات والأفكار والموارد دون انتظار كرسى أو منصب؟
والمهندس نصر أبو الحسن قال إن النادى مفتوح للجميع، وإذا كان الحديث عن وجود مستثمر فماذا لا يتقدم للمجلس المنتخب. ومرة أخرى الرياضة كما السياسة ولن تأتى الاستثمارات إلا فى وجود استقرار، لكن ما يحدث لا يمت للاستقرار بصلة. تعبئة وحشد وتضليل الجماهير العاشقة لناديها عبر مواقع التواصل، وبث روح الفرقة بين الجماهير العاشقة لناديها، ووضع الضغوط على المجلس فى كل صغيرة وكبيرة، والتشكيك فى الذمم دون سند، كل ذلك يثير تساؤلات مشروعة حول الأهداف الحقيقية وراء هذه الحملات.
النادى الإسماعيلى أكبر من الأشخاص والمجالس، وهو بحاجة إلى تكاتف كل أبنائه بدلًا من معارك جانبية لا تجلب إلا مزيدًا من الفوضى. فالتاريخ سيذكر دائمًا من أسهم فى حماية الكيان، ومن أسهم فى تمزيقه. فارفعوا أيديكم عن الإسماعيلى.