رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

معركة الوعي.. خطيب الأزهر يحذّر: أعداء الأمة يزوّرون التاريخ ويزرعون اليأس

بوابة الوفد الإلكترونية

أطلق الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، في خطبة الجمعة اليوم من الجامع الأزهر، ناقوس الخطر حول أخطر سلاح يواجه الأمة الإسلامية اليوم، ليس الدبابات ولا الطائرات، بل حروب الوعي وتزييف التاريخ، ومحاولات بثّ اليأس والإحباط في القلوب، وإسقاط القدوات والمؤسسات، حتى تُفقد الأمة ثقتها بنفسها وتاريخها وقيمها.

أمة شاهدة على الأمم

ذكّر الهواري بأن الأمة الإسلامية لم تُبعث اعتباطًا، بل خرجت بتكليف إلهي لتكون شاهدة على الناس جميعًا، تحمل في يدها أنوار الوحي، ورسالة العقل، ومنهج الاعتدال الذي يجنب الإفراط والتفريط. فالله اصطفاها لتكون "خير أمة أخرجت للناس"، وهي أمة مأمورة بأن تنهض بواجباتها لا أن تنكفئ على نفسها.

لماذا نتفرق؟

وتساءل خطيب الأزهر: إذا كانت عقيدة الأمة واحدة وعباداتها واحدة ومصدرها واحد، فلماذا التفرق والتشرذم؟ مؤكدًا أن العدو الخارجي يستغل نقاط الخلاف، وينفخ في رماد الفتن القديمة ليحول الأمة إلى جزر متصارعة. والقرآن حذّرنا من ذلك: "وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ"، مبيّنًا أن وحدة التعليم والإعلام والاقتصاد والسياسة ضرورة لمواجهة هذا التحدي.

اليأس.. سلاح خفي

وأشار الهواري إلى أن أخطر ما يُزرع في جسد الأمة اليوم هو اليأس، ذلك السلاح النفسي الذي يصوّر الواقع على أنه ظلام دامس لا أمل فيه. فاليأس يُضعف الشعوب أكثر مما تفعل الجيوش، ويُميت الطموح قبل أن تُزهق الأرواح. 

وقال: "أعداؤكم يطعنون في إيمانكم وعقيدتكم، ويهدمون رموزكم، حتى لا يبقى قدوة ولا مؤسسة ولا قيمة".

الأمة لا تموت

وفي خطاب مؤثر، أكد خطيب الأزهر أن الأمة الإسلامية عصية على الموت:

  • لم تمت حين حوصر النبي ﷺ في الغار.
  • لم تمت يوم بدر رغم قلة العدد والعدة.
  • لم تمت يوم اجتمع الأحزاب في الخندق.
  • لم تمت حين اجتاح التتار بلاد المسلمين وأسقطوا بغداد.

فبفضل الوعي والثقة في وعد الله، بقيت الأمة وصمدت، وستبقى ما دامت متمسكة بوحدتها وقيمها.

الحرب اليوم حرب عقول

وختم الهواري خطبته بالتأكيد على أن معركة اليوم لم تعد معركة حدود وجيوش فقط، بل صارت حربًا نفسية وفكرية: عبر الإعلام المضلل، والشائعات، و"الترندات" الفارغة، وإشغال الناس بالتوافه حتى يُسلَب منهم معنى الحياة والكرامة والانتماء.

 إنها حرب تهدف إلى "تمييع" الأمة حتى لا يبقى لها ولاء ولا اعتزاز بتاريخ ولا ثبات على قيم.

إنها صرخة من منبر الأزهر:أشد ما نحتاجه اليوم ليس السلاح بقدر ما نحتاج سلاح الوعي، فبه تُحفظ الهوية، وبه تُصان الكرامة، وبه تُهزم مؤامرات التزييف والتشويه.