نقل القطع الآثرية الغارقة للمتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية

فى أجواء أمنية مشددة وخطة متكاملة لصون التراث المصرى الغارق، تم نقل القطع الأثرية الغارقة، التي جرى انتشالها من منطقة أبو قير البحرية بالإسكندرية إلى المسرح اليوناني الروماني، وذلك تمهيدًا لبدء أعمال الترميم والدراسة، وذلك لان المسرح اليونانى الرومانى يعد بيئة مثالثة لأعمال الترميم نظرًا لما يتمتع به من تجهيزات اثرية وعلمية متخصصة، تمهيدًا لعرضها أمام الجمهور في المتاحف والمعارض الأثرية، بما يعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة وتواصلها مع حضارات البحر.
وتضمنت القطع التي تم نقلها مجموعة مميزة من التماثيل والقطع المعمارية، من بينها تمثال أبو الهول للملك رمسيس الثاني، وعدد من الشواهد الأثرية التي تعود للحضارتين المصرية واليونانية، وُضعت داخل أحواض مخصصة لتجفيف الملوحة وضمان الحفاظ عليها من أي تأثيرات بيئية بعد مكوثها لآلاف السنين في أعماق البحر.
ويأتي هذا التطور بعد الإعلان أمس عن نجاح بعثة وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع الغواصين المتخصصين في انتشال مجموعة من القطع الأثرية الغارقة من ميناء أبو قير البحري، وهو الحدث الذي حظي باهتمام عالمي كونه يكشف جانبًا جديدًا من تاريخ الإسكندرية الغارق.
كان قد شهد شريف فتحي وزير السياحة والآثار، واللواء أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية، واللواء قائد القوات البحرية، واللواء قائد المنطقة العسكرية الشمالية، فعاليات اليوم الثاني من أنشطة التراث الثقافي المغمور بالمياه، حيث جرت عملية انتشال ثلاث قطع أثرية ضخمة من أعماق البحر المتوسط بميناء أبو قير، وسط تغطية إعلامية محلية ودولية واسعة.
وشارك في الفعالية، يمني البحار والدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والمهندس أحمد يوسف الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، والدكتور أحمد رحيمة معاون الوزير لتنمية الموارد البشرية والمشرف العام على وحدة التدريب المركزي، وبحضور عدد من سفراء وقناصل الدول الأجنبية بجمهورية مصر العربية.
وخلال الفعالية، جرى انتشال ثلاث قطع أثرية بارزة، هي تمثال ضخم من الكوارتز على هيئة أبو الهول يحمل خرطوش الملك رمسيس الثاني، وتمثال من الجرانيت لشخص غير معروف من أواخر العصر البطلمي مكسور الرقبة والركبتين، وتمثال من الرخام الأبيض لرجل روماني من طبقة النبلاء.
وأعرب وزير السياحة والآثار، خلال كلمته بهذه المناسبة، عن شكره وتقديره لكل من ساهم في إنجاز هذا العمل الاستثنائي، مشيدًا بالجهود التي بُذلت لإخراج هذه القطع الأثرية الفريدة من أعماق البحر المتوسط إلى النور.
كما ثمَّن الدعم الكبير الذي تحظى به الآثار من القيادة السياسية، مؤكدًا أن ما توليه الدولة من اهتمام ورعاية بالآثار والتراث المصري أسهم بشكل جوهري في صون الهوية الحضارية وحماية الإرث الإنساني الفريد لمصر.
ووجّه الوزير خالص الشكر للقوات المسلحة والقوات البحرية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، على تعاونهم المثمر ودعمهم المتواصل في إنجاح عملية الكشف وانتشال هذه القطع الأثرية النادرة من قاع البحر المتوسط.
وأضاف أن مصر ملتزمة التزامًا كاملًا بأحكام اتفاقية اليونسكو للحفاظ على التراث الثقافي المغمور بالمياه، موضحًا أن بعض القطع ستظل في موقعها الأصلي تحت الماء حفاظًا على قيمتها التاريخية، بينما يتم انتشال غيرها وفق معايير علمية دقيقة وضوابط صارمة تتيح استخراجها وحمايتها.
واختتم الوزير كلمته بتأكيد أن هذا الحدث يحمل رسالة قوية إلى العالم أجمع، بأن مصر دولة عظيمة، قادرة على صون تراثها العريق وتعزيز مكانتها السياحية العالمية، وهو ما يتجلى في نجاحها في جذب ما يقارب 15.8 مليون سائح خلال العام الماضي، ومواصلة جهودها لجذب المزيد خلال المرحلة المقبلة.