رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

دواء جديد يحدث ثورة في علاج التوحد.. جرعة واحدة تكفي لعكس الأعراض

التوحد
التوحد

التوحد .. في تقدم طبي غير مسبوق، اكتشف باحثون من كلية الطب بجامعة ستانفورد أن دواءً يُعرف باسم Z944، قيد التطوير لعلاج الصرع، قد يكون قادرًا على عكس أعراض التوحد بعد جرعة واحدة فقط. 

وتشير الدراسة التي أُجريت على نماذج من الفئران المصابة بطفرات جينية مشابهة لتلك المرتبطة بالتوحد، إلى نتائج قد تغيّر مستقبل العلاج لهذا الاضطراب العصبي المعقّد.

علاج التوحد عبر بوابة الصرع


ويعمل الدواء Z944، أو أوليكساكالتاميد، يعمل كمضاد لقنوات الكالسيوم من النوع T، وهي قنوات مرتبطة بفرط النشاط العصبي.

وجد الباحثون أن تثبيط هذه القنوات في النواة المهادية الشبكية (RT)، وهي منطقة في الدماغ مسؤولة عن معالجة المعلومات الحسية، أدى إلى تراجع واضح في الأعراض التوحدية لدى الفئران، من بينها:

  1. فرط التحسس للصوت والضوء
  2. السلوكيات التكرارية
  3. اضطرابات اجتماعية
  4. زيادة خطر النوبات

علاقة وثيقة بين التوحد والصرع


تكشف الدراسة عن تقاطع محتمل في آليات عمل كل من التوحد والصرع، إذ يعاني ما يقرب من ثلث الأشخاص المصابين بالتوحد من نوبات صرعية. 

وتشير الأبحاث إلى أن ذلك قد يعود إلى الطفرات الجينية المشتركة والنشاط الكهربائي غير المنتظم في الدماغ.

نتائج مذهلة على النماذج الحيوانية


اعتمد الفريق على فئران معدّلة وراثيًا لتحمل طفرات في جين CNTNAP2، المرتبط بالتوحد لدى البشر، وقد أظهرت الفئران سلوكيات توحدية واضحة مثل:

  1. العزلة الاجتماعية
  2. سلوك التنظيف المفرط
  3. فرط النشاط
    لكن بعد إعطائها جرعة واحدة من Z944، سجل الباحثون تحسّنًا ملحوظًا في هذه المؤشرات، مما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج التوحد من منطلق عصبي مشترك.

مستقبل واعد..ولكن بحذر


رغم أن النتائج واعدة، إلا أن Z944 لا يزال يخضع للتجارب السريرية كعلاج للصرع، ولم يُصرّح به للاستخدام العام بعد. كذلك، فإن ترجمة هذه النتائج إلى البشر ما زالت تحتاج إلى سنوات من البحث والدراسة السريرية.

وكتب الباحثون في ختام دراستهم:
"تهدف الأبحاث المستقبلية إلى فهم كيفية تأثير ديناميكيات الدوائر العصبية على الصورة الأوسع لسلوكيات التوحد، مما يمهّد الطريق لتدخلات دقيقة ومستهدفة."

انتشار متزايد وتفسيرات متعددة


يأتي هذا الاكتشاف في وقت تُظهر فيه الإحصاءات ارتفاعًا حادًا في معدلات الإصابة بالتوحد في الولايات المتحدة، حيث بات يصيب واحدًا من كل 31 طفلًا، بعد أن كان واحدًا من كل 150 طفلًا في مطلع الألفية. 

ويرى بعض الخبراء أن هذا الارتفاع يعود إلى تحسّن في أساليب التشخيص، خصوصًا بين الفتيات والبالغين. بينما يشير آخرون إلى احتمالات تتعلق بالبيئة والمواد السامة.

ولا يعد هذا الاكتشاف العلمي علاجًا نهائيًا للتوحد بعد، لكنه يفتح آفاقًا حقيقية لإعادة النظر في فهمنا لهذا الاضطراب. 

وربما تكون التجربة على الفئران هي الخطوة الأولى نحو ثورة علاجية، تدمج بين علم الأعصاب المتقدم والرعاية الطبية الدقيقة، لملايين من المصابين حول العالم.