رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

«العناية المركزة» تحتاج إل «إنعاش»

العلاج للقادرين.. والموت ينتظر الفقراء

بوابة الوفد الإلكترونية

فى ظل تفاقم الأزمات الصحية داخل المستشفيات الحكومية، يعيش أهالى المرضى معاناة حقيقية فى الحصول على سرير عناية مركزة، وسط نقص شديد فى التجهيزات الطبية وغياب الاستقرار فى تقديم الخدمات الصحية، التكدس المتزايد للمرضى والخدمات غير الكافية يزيدان من الإهمال والتقصير فى رعاية الحالات الحرجة، ما يجعل المواطنين أمام معاناة مزدوجة: القلق على صحة ذويهم، وصعوبة إيجاد مكان للعلاج فى مؤسسات يفترض أن تكون ملجأهم. 

هذه الأزمة تكشف حجم التحديات الكبيرة التى تواجه النظام الصحى فى المحافظات، وتعكس الحاجة الملحة لتدخلات عاجلة لضمان توفير رعاية صحية كريمة تضاهى حجم المعاناة.  

 

 

 

مستشفيات الغربية: الداخل مفقود والخارج مولود

 

تعانى المستشفيات العامة فى محافظة الغربية من ترد واضح فى مستوى الخدمات الطبية للمرضى، إلى جانب ضعف الإمكانات ونقص الأدوية، ما يدفع المرضى للجوء إلى المستشفيات الخاصة لمن يقدر، أو إلى المستشفيات الجامعية التى تعد أفضل حالًا للفقراء غير القادرين على تحمل أسعار المستشفيات الخاصة المرتفعة جدًا، والتى تصل تكلفة يوم واحد فيها نحو عشرة آلاف جنيه.  

ومع تدنى خدمات المستشفيات الحكومية، ينصح المرضى بالتوجه إلى المستشفيات الجامعية الموجودة داخل مدينة طنطا فقط، لكن مع الضغط الشديد والزحام وكثرة الحالات، تقل جودة الخدمات ويكثر الإهمال بسبب صعوبة التعامل مع الأعداد الهائلة من المرضى من مراكز ومدن وقرى المحافظة، التى فقدت الثقة فى المستشفيات الحكومية والملقبة بـ«الداخل مفقود والخارج مولود».  

فى المستشفى العام المركزى بمركز ومدينة بسيون، تظهر مظاهر عدم الرضا من المواطنين تجاه أداء المستشفى بعد تكرار المشاكل وقلة الإمكانيات، وتراجع أداء الأطقم الطبية.  

أحمد مصطفى، أحد المتقاعدين، أكد أن مستشفى بسيون العام وحميات بسيون بحاجة لتدخل سريع من المسئولين بسبب سيطرة الإهمال على جميع الأقسام، بالإضافة إلى الغياب المستمر لكثير من الأطباء.  

أما المستشفى العام فى مركز ومدينة كفر الزيات فلم تختلف حالته كثيرًا، بل تعانى مزيدا من التردى والإهمال.  

وذكر الحسينى الشرقاوى أن مستشفى كفر الزيات به مشاكل طبية عديدة، وأبرزها غياب الأطباء، خاصة فى قسم الاستقبال، حيث تبقى الحالات لساعات فى الانتظار لعودة طبيب الاستقبال، مع كثرة الأعذار الواهية.  

وأضاف أن المرضى يضطرون لعمل أشعة إيكو على القلب فى عيادات خارجية وعلى نفقتهم الخاصة، لعدم وجود أحد متخصصين فى هذا النوع من الفحص بالمستشفى، بالإضافة لعدم توافر جميع المستلزمات داخل صيدلية المستشفى، ما يضطرهم لشرائها من الخارج.  

هذه النماذج من الإهمال فى مستشفيات بسيون وكفر الزيات تمثل صورة عامة لكل المستشفيات الحكومية فى مراكز ومدن الغربية.  

أما المستشفيات القروية، فحدث ولا حرج، إذ تحولت إلى كوابيس بعد أن صرفت عليها الدولة مئات الملايين من الجنيهات دون أن تعود بأى خدمة طبية فعلية للمواطنين.  

هذا الوضع يدفع المرضى للاستمرار فى اللجوء إلى المستشفيات الخاصة والتى ارتفعت أسعارها للغاية، كملاذ أخير لإنقاذ حياتهم، أو مواجهة الموت المحقق.

 

 

 

سرير العناية بالبحيرة حلم صعب المنال

 

تسود حالة من الاستياء الشديد بين أهالى محافظة البحيرة، بسبب النقص الشديد فى أسرة العناية المركزة داخل المستشفيات الحكومية، سواء المستشفيات المركزية أو العامة، وأصبح العثور على سرير عناية مركزة داخل مستشفى حكومى، هو حلم بعيد المنال، خاصة من أهالى المرضى الغلابة، الذين لا يمكنهم الاستفادة من أسرة العناية المركزة داخل المستشفيات الخاصة أو المراكز الطبية، بسبب ارتفاع أسعارها، والتى وصلت إلى أرقام فلكية، ولم يعد أمام المرضى الفقراء، سوى الانتظار رغم خطورة بعض الحالات، حتى يتم توفير أحد أسرة العناية المركزة، فى أى مستشفى حكومى بمراكز البحيرة.

اقتربت (الوفد) من المشهد الكارثى، للتعرف عن قرب على تلك المأساة، حيث التقينا عددا من أهالى المرضى، قال رمضان سالم -عامل-: إن شقيقى مريض وأبلغنا الطبيب أنه يحتاج عناية مركزة بشكل عاجل حرصا على حياته، حيث بحثت فى عدد من المستشفيات الحكومية عن مكان لأخى ولم أجد، لكنى فوجئت بعدد من الأشخاص أمام بعض المستشفيات الحكومية، ويعملون سماسرة لدى المراكز الطبية والمستشفيات الخاصة، لجلب المرضى إلى تلك المستشفيات مقابل حصولهم على عمولة، وطبعا تضاف إلى حساب المرضى مع الأسعار الفلكية التى تفوق الإمكانات المادية للعديد من المرضى، من ذوى الدخول المحدودة.

ويقول على محمود – موظف-: عندما مرضت والدتى، ونصحنى الطبيب بسرعة نقلها إلى العناية المركزة، ذهبت بها إلى العديد من المستشفيات الحكومية بحثا عن مكان لوالدتى، ولم أجد وتوجهت بها إلى احد المستشفيات الخاصة، وبالفعل وجدت العديد من الأسرة، ودخلت والدتى ثم فوجئت بمطالبتى بمبلغ تعدى 15 ألف جنيه تأمين، واضطررت إلى الاستدانة من الأقارب والجيران، وظلت والدتى أسبوعا كاملا فى العناية المركزة حتى توفاها الله.

ويتدخل رضا إبراهيم –عامل- قائلا: أثناء مرض أخى ووجوده داخل العناية المركزة، كان المستشفى يطالبنا بأدوية وعلاج يومى يزيد على 5 آلاف جنيه، حتى أبلغتنى إحدى قريباتى التى تعمل فى الصيدلية المجاورة للمستشفى، عن قيام بعض الأفراد العاملين بالعناية المركزة بطلب هذه المستلزمات، وأن أخى لا يحتاج إلى كميات الأدوية التى أقوم بإحضارها، وأنهم يبيعونها مرة أخرى إلى الصيدلية مقابل نصف الثمن.

وفى النهاية يطالب صابر خميس – عامل- بزيادة أسرة العناية المركزة، فى جميع المستشفيات الحكومية، رحمة بأهالى المرضى الفقراء، غير القادرين على تواجد مرضاهم داخل غرف العناية المركزة بالمراكز الطبية والمستشفيات الخاصة، التى تغالى فى أسعارها.