يعيش الدولي المغربي أشرف حكيمي واحدا من أبرز مواسمه الكروية على الإطلاق، بعدما قاد فريقه باريس سان جيرمان لتحقيق إنجازات تاريخية، ووضع اسمه ضمن قائمة أبرز المرشحين لنيل جائزة الكرة الذهبية لعام 2025، فقد تحول الظهير المغربي إلى رمز للتألق والإبداع، جامعا بين القوة الدفاعية والنجاعة الهجومية، ليكتب فصلا جديدا في مسيرته الاستثنائية.
حقق حكيمي هذا الموسم رباعية كبرى مع باريس سان جيرمان، حيث فاز بدوري أبطال أوروبا، الدوري الفرنسي، كأس فرنسا، وكأس السوبر الأوروبي، لكن ما جعل اسمه يتردد بقوة في سباق الكرة الذهبية، هو مساهماته الحاسمة في الأوقات الكبيرة، بعدما سجل وصنع أهدافا مؤثرة في أدوار ربع النهائي ونصف النهائي والنهائي من دوري الأبطال، ليكون أحد أبرز مفاتيح نجاح الفريق الباريسي.
أشعل المدرب الفرنسي السابق ريموند دومينيك سباق الكرة الذهبية 2025 بتصريحاته الجريئة، بعدما أكد أن أشرف حكيمي هو الأجدر بالتتويج بالجائزة المرموقة على حساب زميله عثمان ديمبيلي، واعتبر دومينيك أن ديمبيلي تألق بشكل لافت منذ بداية العام الجاري، لكنه لم يكن حاسما في جميع فترات الموسم، عكس حكيمي الذي تألق بثبات طوال العام وكان حاضرا بقوة في لحظات الحسم.
أشار دومينيك إلى أن ندرة تسجيل المدافعين في مباريات الأدوار النهائية بدوري الأبطال تضاعف من قيمة ما قدمه حكيمي، مضيفا أن لاعبا بمثل هذه الأرقام والإسهامات لا يمكن أن يُعامل كمدافع تقليدي.
ما يميز حكيمي عن غيره من المنافسين على الكرة الذهبية هو طابعه الفريد كمدافع هجومي، فقد شارك في أكثر من خمسين مباراة هذا الموسم مع فريقه، مساهما بما يقارب ثلاثين هدفا بين تسجيل وصناعة، هذه الأرقام تجعل منه استثناء في عالم كرة القدم، حيث غالبا ما تنحصر المنافسة على الجائزة بين المهاجمين ولاعبي الوسط الهجوميين.
لا تكمن أحقية حكيمي في التتويج فقط في الألقاب الجماعية التي حصدها مع باريس سان جيرمان، بل في كونه أحد أهم صانعي تلك الإنجازات، فالمغربي لم يكتف بالدور الدفاعي التقليدي، بل فرض نفسه لاعبا حاسما في أكبر المواعيد، مقدماً أداء متكاملا يجمع بين الالتزام التكتيكي والفعالية التهديفية.
ولعل النقطة الأهم هي أن الجائزة كثيرا ما ذهبت للاعبين هجوميّين، بينما يظل دور المدافعين مهمشا رغم تأثيرهم الكبير،سيكون تتويج حكيمي بمثابة رسالة قوية تؤكد أن كرة القدم الحديثة لا تقوم فقط على تسجيل الأهداف، بل أيضا على من يصنع التوازن ويمنح الفريق القوة في كلا الجانبين.
إذا كانت أرقام عثمان ديمبيلي أو كيليان مبابي تعكس تألقا هجوميا كبيرا، فإن أرقام حكيمي تقدم قيمة مضافة، مدافع يسجل ويصنع في المراحل الحاسمة، وهو أمر نادر الحدوث، كما أن ثبات مستواه طوال الموسم، وتنوع أدواره داخل الفريق، يجعله متفوقا على منافسيه الذين مر بعضهم بفترات تذبذب.
سيصبح أشرف حكيمي في حال فوزه، أول مدافع يتوج بالكرة الذهبية منذ الإيطالي فابيو كانافارو عام 2006، وأول لاعب عربي يحقق هذا الإنجاز على الإطلاق، وهو ما سيمنح تتويجه طابعا رمزيا يتجاوز حدود الألقاب، ليعكس مكانة اللاعب المغربي في كرة القدم العالمية، ويؤكد أن اللاعبين العرب قادرون على اعتلاء القمم الكروية.