البلوجر ياسمين.. تفاصيل ضبط صانع محتوى انتحل صفة أنثى بالشرقية

تواصل نيابة جنوب الزقازيق الكلية بمحافظة الشرقية، تحقيقاتها الموسعة في واقعة أثارت جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ضبط طالب يبلغ من العمر 18 عامًا لاتهامه بانتحال صفة أنثى ونشر مقاطع فيديو مخلة بالآداب العامة عبر منصات السوشيال ميديا، بهدف جذب المشاهدات وتحقيق أرباح مالية.
تعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي جهات التحقيق عدة بلاغات من مواطنين، تفيد بقيام ما يُعرف على الإنترنت بـ «صانعة محتوى» ببث مقاطع فيديو تظهر فيها وهي ترقص مرتدية ملابس وُصفت بأنها «خادشة للحياء» وتتنافى مع القيم الأخلاقية والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع.
على الفور، بدأت وحدة البحث الجنائي بمديرية أمن الشرقية في فحص البلاغات ورصد الحسابات المشار إليها، حيث تم تتبّع النشاط الإلكتروني للصفحات المشتبه بها، وجمع المعلومات اللازمة لتحديد هوية القائم على نشر تلك المقاطع.
وبعد إجراءات تقنين التحريات واستصدار الأذون القانونية، تمكنت القوات الأمنية من تحديد وضبط الشخص المسؤول عن الحسابات المثيرة للجدل، وتبين أنه ليس فتاة كما كان يظهر في المقاطع، بل طالب يدعى «عبد الرحمن .ح .ب» يبلغ من العمر 18 عامًا، ويقيم مع والدته في عزبة الإنشاء التابعة لقرية بساتين الإسماعيلية بنطاق مركز شرطة بلبيس بمحافظة الشرقية.
التحريات كشفت أيضًا أن المتهم كان يقوم بتصوير تلك المقاطع من داخل قرية الزوامل بدائرة مركز بلبيس، مستخدمًا ملابس نسائية وإكسسوارات بهدف إقناع المتابعين بأنه فتاة، مستغلًا ذلك في استقطاب المشاهدات وجني الأرباح من خلال تفاعل المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبمواجهة المتهم بما أسفرت عنه التحريات والأدلة، أقرّ تفصيليًا بارتكاب الأفعال المنسوبة إليه، واعترف بانتحاله صفة أنثى وارتداء ملابس مثيرة والرقص بها أمام الكاميرا، مؤكدًا أنه كان يسعى من خلال ذلك إلى تحقيق شهرة سريعة وزيادة نسب المشاهدة، بما يتيح له تحقيق دخل مادي عبر الإعلانات والمكافآت التي توفرها بعض المنصات الإلكترونية لأصحاب المحتوى الرائج.
وتم التحفظ على المضبوطات التي كانت بحوزة المتهم، وتشمل الملابس النسائية والأدوات التي استخدمها في التنكر، بالإضافة إلى الهاتف المحمول الذي تم من خلاله تصوير وبث المقاطع محل البلاغات.
وقد تحرر عن الواقعة المحضر اللازم، وتم عرض المتهم على النيابة العامة التي أمرت ببدء التحقيقات العاجلة، مع استمرار التحفظ على الأجهزة والمضبوطات لفحصها فنيًا للتأكد من محتواها وربطه بأدلة الاتهام.
وتأتي هذه الواقعة في ظل تصاعد الجدل في المجتمع المصري بشأن المحتوى المقدم عبر منصات التواصل الاجتماعي، وما يشهده من تجاوزات أخلاقية وسلوكيات دخيلة على المجتمع، خاصة مع تزايد محاولات بعض الأفراد استغلال تلك المنصات لتحقيق أرباح مادية بطرق غير قانونية أو مخالفة للقيم العامة.
الخبراء في مجال الإعلام الرقمي والقانون شددوا على ضرورة التوعية بمخاطر هذا النوع من السلوكيات، ووجوب تشديد الرقابة على المحتوى المنشور، مع تفعيل دور الأسرة في متابعة نشاط أبنائها على الإنترنت، بما يضمن حمايتهم من الانحراف أو الاستغلال.
من جانبها، أكدت جهات التحقيق أن التعامل مع مثل هذه القضايا يتم بحزم، في إطار خطة وزارة الداخلية للتصدي لكل أشكال الجريمة الإلكترونية التي تمس القيم المجتمعية أو تشكل خطرًا على الأمن العام، مشيرة إلى أن حملات الرصد والمتابعة للمحتوى الإلكتروني المخالف مستمرة على مدار الساعة، وأن القانون سيطبق على الجميع بلا استثناء.